|
خطوات أوباما تجاه كوبا تحيي امالا وشكوكا
|
هافانا (رويترز) - ساعد تخفيف الرئيس الامريكي باراك أوباما للحصار التجاري الامريكي المفروض على كوبا على احياء امال في تغيير العلاقات الامريكية الكوبية ولكنه أثار أيضا شكوكا بشأن تمسك الحكومتين بمواقف قديمة لانهاء 50 عاما من العداء. وقال أوباما انه يريد "اعادة صياغة" العلاقات مع الحكومة الشيوعية ورد الرئيس الكوبي راؤول كاسترو بأنه مستعد لبحث "كل شيء" مع الولايات المتحدة ولكن محللين يقولون ان ترجمة الاقوال الى أفعال سيكون صعبا. ويشاركهم الكوبيون في هذا التشكك فهم يقولون انهم يتطلعون لنهاية هذا الوضع المرير ولكنهم لا يريدون رفع سقف امالهم بدرجة كبيرة. وقالت الخبيرة الاقتصادية ماريتسا راموس (44 عاما) "أتمنى أن يتمكن أوباما من تغيير الامور جذريا ولكني لست متفائلة لهذه الدرجة." وأضافت أثناء انتظارها لحافلة في العاصمة الكوبية هافانا "أعتقد أن رغبتنا كلنا في رؤية تحسن في العلاقات هي أكبر من الاحتمالات الفعلية. لا أحد يدري.. بعد كل هذه السنوات من الصراع." ومن الاسباب التي دعت الكوبيين لهذا التحفظ هو أنهم سلكوا هذا الطريق من قبل عندما تحسنت العلاقات التي تدهورت بعد تولي فيدل كاسترو السلطة في ثورة 1959 خلال رئاسة كل من جيمي كارتر وبيل كلينتون. وانتهت الفترتان على نحو سيء عندما سمح كاسترو لنحو 25 ألف كوبي بالفرار الى الولايات المتحدة عام 1980 وفي عام 1996 عندما أسقطت مقاتلات كوبية طائرتين قبالة الساحل الكوبي كان يقودهما منفيون مناهضون لكاسترو. وأدت الواقعتان الى التشكيك في جدية مطالب كوبا التي ترددها عادة برفع الحصار الامريكي والذي تحمله مسؤولية الكثير من متاعب الجزيرة. وينفي زعماء كوبيون مزاعم أن الحصار يعطيهم حجة سياسية مشيرين الى أن الحصار التجاري هو سياسة أمريكية وليست كوبية. وتكمن مشكلتهم في أن الولايات المتحدة تصر دائما على أن الحصار لن يرفع الا اذا أجرت كوبا تغييرات سياسية واقتصادية وهو ما يرفضه الزعماء الكوبيون. وقام أوباما بنفس الشيء الاسبوع الماضي عندما منح الامريكيين من أصل كوبي الحق في حرية السفر الى كوبا وارسال أموال الى أقاربهم هناك كما خفف القيود المفروضة على شركات الاتصالات الامريكية كل هذا باسم مساعدة التغيير في كوبا. وخلال حديث أوباما مع الصحفيين في قمة الامريكتين التي عقدت في ترينيداد وتوباجو ربط اتخاذ المزيد من الخطوات الامريكية بالتقدم الذي يحرزه الكوبيون في مجال حقوق الانسان والسجناء السياسيين. وقال روبرت ميوز المحامي في واشنطن المتخصص في الشؤون الكوبية ان هذا يمكن أن يجعل احراز المزيد من التقدم صعبا لان كوبا لن تقبل أي شيء يلمح بالتدخل الامريكي فيما تعتبره شؤونا داخلية. وأضاف "وضع شروط يكبح أي نوع من المحاولات لتحسين العلاقات مع كوبا." ويشكك محللون في أن كوبا ستتخلى عن الكثير من مواقفها للحصول على المزيد من التنازلات لشعورها بأنها ضحية لسنوات من التدخل الامريكي. وقال فيل بيترز من معهد لكسينجتون بواشنطن "يمكن أن تقول كوبا.. انكم تفرضون علينا حصارا اقتصاديا كاملا فلماذا تطلبون منا اذا القيام بلفتات." من جيف فرانكس |