هيم الكوني .. روائي الصحراء الساحرة والثائرة
http://www.alrai.com/pages.php?news_id=387770 عمان- رفعت العلان- تزامنا مع الثورة الشعبية القائمة حاليا منذ 17 شباط الجاري على الحكم والنظام في ليبيا بمدنها وصحرائها الشاسعة ونفطها الغزير، في جنوبها وشمالها، وفي الشرق منها والغرب، نستحضر في عالم الثقافة والادب والابداع، الروائي الليبي الكبير ابراهيم الكوني، ابن الصحراء وحفيدها الوفي، كاتب روائع الاعمال الروائية العربية عن الصحراء وسحرها وانسانها الصحراوي الطيب، اذن هي الصحراء جعلته متميزا علاوة على تميزه الاخلاقي وتواضعة الانساني. روحه حاضرة في نصه وهو غائب في ظاهره ، في نصه الطوفان والتبر، نزيف الحجر والرمل، تظهر اللغة وويظهر الدين.
الكوني بصورته الصحراوية القديمة بزي الطوارق الصحراوي وبلثامه على اغلفة اعماله، لا تكشف كثيرا مما في جوانيته وعوالمه الساكنة حينا والعاصفة حينا اخر، بل تغرقه اكثر في افق شاسع مبهم، وكذلك هي هجراته في أكوانه وصحرائه الساحرة في نفسه وانفس اهل الصحراء،جلها أمور تتجلى في كتاباته عن الصحراء الذي سبر اعماقه ومتاهاته نحو التكوين، الكوني الاديب، متخفٍّ في أطياف المقيمين والعابرين على الأرض، أسير السكينة والبحث الراقي عن الحرية والحقيقة والعدالة والمساوة ورفع الظلم عن الانسان الاغلبية الصامتة في موطنه، وهو الحاضن الاول لحكايات جدته الصحراء؟ انشغل زمنا طويلا بالاسس الخلاقة، ادخل الجسد الى العزلة، والعزلة اتاحت له قلب الموازيين مع الزمن والروح والنفس، لعزلته فضاء اوسع لسبر اغوار الغيب والبحث عن المجهول، لهذا التناقض الخلاق الذي يمارسه ابراهيم الكوني فعله الكبير في الكتابة والتأمل، الصحراء الكبرى وهضاب الألب، نقيضين بحث عنهما البشر الى وجدوهما، البعض رأي في الالب هي الجنة والملاذ المنشود، وآخرون وابراهيم الكوني وجدوا ان الصحراء هي الفردوس والنعيم المطلوب، فهي أي الصحراء محطة اولى واخيرة من محطاته الكونية، نقطة البداية والنهاية للانطلاق ان الحيز في هذا الفردوس الأرضي كشف ملامح هذا الصحراوي الاصيل المهاجر.
حصل الكوني اهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية، المسموعة والمرئية منها والمقروئة، وأجريت معه لقاءات أدبية في العديد من الصحف والمجلات العربية، كتب عنه عدد كبير من النقاد العرب والأجانب.
نشر نتاجه الأدبي على صفحات العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية والعالمية، دعي لحضور الكثير من الملتقيات والندوات والمهرجانات الأدبية، من بينها مؤتمر الأدباء والكتاب الليبيين الأول عام 1968 والمؤتمر الثاني عام 1973 وملتقى القصة عام 1974 ومؤتمر الأدباء العرب بليبيا عام 1977ومؤتمر الأدباء الشباب بطشقند عام 1976وندوة الحوار العربي بالنمسا وندوة حول النزعة الصليبية الجديدة بألمانيا عام 1983وندوة حول رواية السحرة بأبي ظبي عام 1995 ومؤتمر ثقافة البحر المتوسط بألمانيا عام 1996.
عمل الكوني بوزارة الشوؤن الاجتماعية بسبها، ثم يوزارة الإعلام، فمراسلاً لوكالة الأنباء الليبية بموسكو عام 1975، فمندوب جمعية الصداقة الليبية البولونية بوارسو عام 1978، ورأس تحرير مجلة الصداقة البولونية عام 1981 ومستشاراً بالسفارة الليبية بوارسو عام 1978، ومستشاراً ثقافياً بالسفارة الليبية بموسكو عام 1987ومستشاراً إعلامياً بالمكتب الشعبي الليبي بسويسرا عام 1992، وقدم كذلك للإذاعة العديد من البرامج المسموعة من بينها (خدعوك فقالوا) عام 1969، وبرنامج بعنوان (الثقافة للجماهير).
اعماله تزيد عن ستين عملا حتى الآن، بين رواية ومجموعة قصصية، وترجم بعضها إلي لغات أخرى، كرواية التبر التي ترجمت إلي اللغة الألمانية وأنتج منها عمل سينمائي.
ولد ابراهيم الكوني بمدينة غدامس غرب ليبيا عام ،1948.أنهى دراسته الإبتدائية فيها، والإعدادية بمدينة سبها، والثانوية بموسكو، حصل على الليسانس ثم الماجستير قي العلوم الأدبيّة والنقدية من معهد غوركى للأدب بموسكو.1977، ويجيد تسع لغات.