رئيس الجمعية الوطنية مسعودبالخيرنصح الرئيس المخلوع بعدم إقالة الضباط خشية الانقلاب

ولد بلخير : نصحت ولد الشيخ عبد الله بعدم إقالة الضباط وكنت متيقنا من الانقلاب

رئيس الجمعية الوطنية مسعودبالخيرنصح الرئيس المخلوع بعدم إقالة الضباط خشية الانقلاب Index.php?rex_resize=333w__ma_3

رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير (تصوير الأخبار)

قال رئيس الجمعية الوطنية مسعود لد بلخير في مقابلة مع "الأخبار" ينشر جزئها الثاني اليوم إنه نصح الرئيس الموريتاني المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله بعدم إقالة الضباط واللجوء للحوار من أجل تسوية الخلافات القائمة لكن الأمور خرجت عن السيطرة.

وأضاف ولد بلخير بأنه كان يدرك بإحساسه أن الجنرال محمد ولد عبد العزيز يخطط للسيطرة علي السلطة وإقالة الرئيس الشرعي ولكن "عزيز" نفي ذلك وأكد له بأنه لن يقوم بإنقلاب ولن يترك أحد مهما كان يقوم بإنقلاب عليه.

صدمة الإنقلاب

ويقول ولد بلخير الذي يعتبر اليوم أبرز معارضي الإنقلاب العسكري في موريتانيا إنه علم بالإنقلاب في قريته النائية بالحوض الشرقي ح(45 كلم) شرقي مدينة النعمة في حدود العاشرة والنصف عندما أتصلت به إحدى بناته من منزله قرب القصر الرئاسي لتخبره بسيطرة العسكريين علي السلطة واعتقال ولد الشيخ عبد الله .

ويقول ولد بلخير لقد غادرت القرية بعد سماعي للإنقلاب لأصل العاصمة نواكشوط في حدود الثالثة فجرا وفي الثامنة ذهبت إلى المكتب وجاءني أحد المقربين من ولد عبد العزيز في محاولة لمعرفتي موقفي مما حدث .

و يضيف ولد بلخير "لقد كنت مصمما على ألا يعرف موقفي الحقيقي قبل أن أ بلغه لولد عبد العزيز مباشرة لكن _ يضحك _ لطول جلسة الرجل " ولكثرة أخباره " سقطت مني كلمة واحدة ثم تماسكت.

الأخبار مقاطعا : هل تتذكر تلك العبارة ؟

مسعود ولد بلخير : نعم أتذكر إنه أكثر من ذم الرئيس سيد محمد ولد الشيخ عبد الله فقلت له إنه على الأقل رئيس منتخب شعبيا ثم تداركت الموقف وسكت.
وبعد نهاية اللقاء قال إنه مبعوث من ولد عبد العزيز وإنه - أي ولد عبد العزيز- يريد لقائي فقلت له أنا اليوم مرهق بسبب السفر الطويل وكذلك غدا فلنلتق بعد غد السبت الساعة الثالثة والنصف فوافقني ، وفي صباح السبت أتصل بي وطلب تأجيل اللقاء إلى يوم الأحد بسبب مشاغل طرأت للجنرال.

وفي يوم الأحد كان هناك مهرجان للجبهة في نفس الوقت وكان قادتها يرغبون أن أتحدث فيه فطلبت منهم تأجيله إلى السادسة لكي ألتقي مع الجنرال، فكان أول لقاء لي معه مساء يوم الأحد وقد تحدث الجنرال عن مبررات انقلابه وأستفاض فيها مستعرضا تطورات الأزمة من وجهة نظر ه .

الخيارات الصعبة أمام الإنقلابيين

ويضيف ولد بلخير " لما فرغ ولد عبد العزيز من حديثه تكلمت وقلت له إن هذا هو ما حذرته منه مرارا وإنه مادام قد أوقعنا في هذه الورطة فإن لديه خيارين لاثالث لهما :

1- إما أن يتراجع عن إنقلابه ويكون قدم بذلك خيرا لموريتانيا وقدم خيرا لنفسه سيخدمه كثيرا إذا كان ينوى ممارسة العمل السياسي في المستقبل وإذا اختار هذه الطريق فأنا كفيل له بكل الضمانات التي يريدها من عدم المتابعة والإبقاء على مكانته السامية في الجيش بل وإعادته إلى منصبه الذي عزل منه .

2- أما الخيار الثاني -خيار "الخاسر" - فهو أن يستمر في إنقلابه على الرئاسة ولكن عليه في هذا الحال أن يكون منسجما مع أفعاله وأن يعلق عمل كافة المؤسسات الدستورية ويحل البرلمان ، ويعتقل الناشطين السياسيين وحتى إذا أراد أن يحل الأحزاب السياسية لأنه من غيرالممكن أن تعطل إحدى هيئات الدستور وتبقى الهيئات الأخرى امارس عملها ( كلوة وفرسن ما يخلط ) .
وقد خرجت من لقائي معه بعد أن قال لي إنه يفضل أن تستمر اللقاءات بيننا وقد ذهبت إلى مهرجان الجبهة لكني لم أتلكم فيه تلك الأمسية وكنت أفضل أن يكون الموقف من قبة البرلمان.

ذكرياتي مع عزيز

ويقول ولد بلخير وهو يستشكر لقائه بالجنرال محمد ولد عبد العزيز :"آخر لقاء بيننا كان قبيل ما يسمونه الأيام التشاورية وقد جددت له فيه نفس الموقف السابق، وقال لي عليكم المشاركة في الأيام التشاورية لطرح هذه الأفكار وأنا ألتزم بتنفيذها إذا نالت رضا الأغلبية لكني رفضت المشاركة في تلك المهازل.

أما قبل الإنقلاب فلم ألتقه في حياتي إلا بعد تنصيب الرئيس سيد محمد بن الشيخ عبد الله وإن كان قد أرسل إلي وزيره الحالي ولد إبراهيم أخليل أثناء الحملة الرئاسية وطلب مني اللقاء ورفضت أكثر من مرة وأؤكد هذا لمن يزعمون أن دعمنا لولد الشيخ عبد الله في الشوط الثاني كان بإيعاز من ولد عبد العزيز.

بعد التنصيب التقيت به مرارا وتبادلنا الدعوات للزيارة، . وقد كان اللقاء الأول بمبادرة مني لمعرفتي بدوره في صنع القرار، وفي مرحلة ما يسمى بحجب الثقة تردد على مرار ا هنا وفي منزلي بتفريت في ضواحي نواكشوط فقد كنت في تلك الفترة أحاول لعب دور الوسيط بينه وبين الرئيس بن الشيخ عبدالله .

أه .. تذكرت أول لقاء

اسمح لي تذكرت الآن أني ربما أكون قد لقيته لأول مرة سنة 2003 أيام انقلاب صالح ولد حننا ففي يوم الانقلاب لاذت فلول من كتيبة الأمن الرئاسي التي يقودها بمنزلنا بعد تكسير نوافذه وألقوا أسلحتهم ولبسوا أزياء مدنية ، وبعد أن أستتب الأمر لصالح النظام جاءني ضابط شاب أتذكر الآن أنه في ملامح ولد عبد العزيز وسلم علي وسأل عن الأسلحة التي تركها الجنود.

خلال لقاءاتك مع ولد عبد العزيز هل أخبرك برغبته القيام بانقلاب؟

بالعكس قال إنه لن يقوم بالانقلاب ولن يترك أحدا يقوم به، لكن بحكم خبرتي السياسية وبحكم تجربتي التي أكتبستها من حياتي النضالية الطويلة ولله الحمد وليس بالشهادات ولا من مدرجات الجامعات كنت أعلم أنه يحضر للانقلاب على الرئيس الشرعي والاستيلاء على السلطة.

قصة الفساد ورموزه

الأخبار: ما هي حجج ولد عبد العزيز في فترة حجب الثقة؟

مسعود ولد بالخير : أذكر أنه في زيارته لي في "تفريت" (25 كلم شرق نواكشوط) والتي كان معي فيها الأستاذ الخليل ولد الطيب نائبي في رئاسة الحزب ، أورد كثيرا من الحجج من بينها ماسمي حينها برموز الفساد .

وقد قال لي في هذه النقطة أن نظام ولد الطائع الذي خاطروا بأنفسهم لإزاحته قد عاد بكامله لا ينقصه إلا الرأس وقد قلت له إن هذا المبرر غير مقنع في الحقيقة لأنهم حين قاموا بالانقلاب لم يواجهوا الفساد وأعطيته بعض النماذج لا أريد الآن ذكرها ...
وأضفت قائلا إن النظام السابق أمضى عشرين سنة وموريتانيا كانت كلها تصفق له وأنتم أعتمدتم في الفترة الانتقالية على رجاله بل أنتم أنفسكم رجال ولد الطائع وسيدي ولد الشيخ عبد الله الآن يعتمد علي آخرين.

حل البرلمان وإقالة العسكريين

هل أستشارك الرئيس سيد محمد ولد الشيخ عبد الله في القرارات التي اتخذها مثل التلويح بحل البرلمان وإقالة العسكريين؟

مسعود ولد بلخير : بالنسبة لحل البرلمان لم يستشرني مطلقا لكني أنا أشرت إليه في مرحلة ما بحله وسأذكر لك ذلك بالتفصيل :
فقبل ذهاب الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله إلى شرم الشيخ ألتقيته وطلبت منه أن يوجه خطابا إلى الأمة يشرح فيه جذور الأزمة القائمة ، لكنه رفض بحجة أنه لا يريد القيام بخطوة تصعيدية.

و بعد عودته من شرم الشيخ أستدعاني وأخبرني باعتزامه توجيه خطاب للأمة وعرض على محاوره العامة وقد أبديت له تحفظي على فكرة التلويح بحل البرلمان في الخطاب ونصحته بدل ذلك بالاجتماع بالنواب المغاضبين والتلويح لهم في اجتماع خاص بإمكانية هذه الخطوة.

بعد ذلك بث الخطاب وفيه تلويح بحل البرلمان، وتواصلت الأزمة ثم أتصل بي الرئيس بيوم قبل الانقلاب لأناقش مع البرلمانيين المغاضبين جدول أعمال الدورة الطارئة التي حددنا بالتشاور مع الوزير الأول موعدها في شهر سبتمبر لإتاحة الفرصة للوزراء لأخذ راحتهم السنوية فسألته هل لا زال ينوي الإبقاء على البرلمان فأخبرني بأنه لم يعد عازما على حله لأنه حسب قوله يتمتع بدعم أغلبية نوابه.

أما قضية إقالة العسكريين فقد نصحته مرارا بأن لا يستمع لمن يريدون الوقيعة بينه وبينهم لأنهم من داعميه الأساسيين ، وقلت له إن عليه أن يتناقش معهم، وقد كان بالفعل حريصا عليهم ولا يريد استفزازهم لكن الشيء إذا تجاوز حده انقلب إلى ضده.

الإنتخابات القادمة والموقف منها؟

الأخبار : السيد الرئيس إذا نجح في الانتخابات القادمة شخص غير ولد عبد العزيز هل ستغيرون موقفكم ؟

مسعود ولد بلخير : لا لن أعترف به لأن المعدوم شرعا كالمعدوم حسا ..-يضحك-.. ثم من هو ذاك الذي سينجح غير ولد عبد العزيز ، إنها انتخاباته أعدت على مقاسه "مفصله أعليه" فهي باطلة قانونا وما ينتج عنها باطل.

الجبهة والتكتل والعسكر؟

الأخبار : هناك أزمة في حزب تكتل القوى الديمقراطية وتبادل الاتهامات بين ولد عبد العزيز وولد داداه السؤال من شقين ما هو موقفكم من هذه الأزمة وهل أصبحتم أقرب إلى التحالف مع التكتل؟

مسعود : أحسنت ! أنا كنت أرجو أن تطرح هذا السؤال من أول المقابلة، بالنسبة للشق الأول من السؤال أنا لم أتفاجأ بما حدث داخل حزب التكتل لأنه وبصراحة ناشئ عن موقف التكتل الأول مع الانقلاب.

فولد عبد العزيز دخل الحزب عن طريق دعمه له في إنقلابه وكون داخله لوبيا مواليا له، ولكني أؤكد أن هذا لن يضر بالتكتل وأنه ضريبة العودة إلى الحق وطريق الصواب محفوف بالمكاره، ومهما يكن فولد داداه بدون الحزب يبقى زعيما وطنيا بامتياز أما الحزب بدون ولد داداه فليس شيئا.

وبالنسبة لاتهامات ولد عبد العزيز فهي من الشائعات التي قلت لك إنها ليست أسلوبا سياسيا وأنا أعرف ولد داداه وأعلم أنه بشر يمكن أن يخطئ لكن ما أعلم من صفاته لا يجعلني أصدق ما قاله عنه الجنرال .

أما طبيعة علاقتنا الآن فنحن والتكتل بصدد إقامة حلف ديمقراطي فاعل لن يهدأ له بال حتى نعيد إلى موريتانيا السمعة الديمقراطية التي أكتسبت بها ثقة العالم ،ونحن ماضون في هذا الطريق وموقنون أن الحق معنا وأملي في الله كبير .
رئيسالأخبار : شكرا سيادة الرئيس .
الرئيس مسعود شكرا لكم .

رئيس الجمعية الوطنية مسعودبالخيرنصح الرئيس المخلوع بعدم إقالة الضباط خشية الانقلاب

رئيس الجمعية الوطنية مسعودبالخيرنصح الرئيس المخلوع بعدم إقالة الضباط خشية الانقلاب :: تعاليق

رئيس الجمعية الوطنية مسعودبالخيرنصح الرئيس المخلوع بعدم إقالة الضباط خشية الانقلاب

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة