|
الازمة الانسانية تتفاقم في ظل الهجوم على وادي سوات
|
اسلام اباد (ا ف ب) - تستنفر باكستان والمجتمع الدولي في وجه تدفق نحو مليون ونصف مليون من المدنيين الفارين من هجوم الجيش الذي بدا قبل ثلاثة اسابيع على مقاتلي طالبان في وادي سوات ومحيطه. وتوقعت الامم المتحدة اخيرا ان يشكل تدفق النازحين وهو الاكبر منذ انفصال باكستان عن الهند العام 1947، احدى اكبر الازمات الانسانية في العالم خلال الفترة الاخيرة. ورغم ان معظم النازحين المسجلين خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة وعددهم مليون و450 الفا انتشروا مع عائلاتهم واقاربهم في بقية انحاء البلاد، لجا عشرات الالاف منهم الى مخيمات اقامتها السلطات الباكستانية في شكل مرتجل قرب ساحة القتال بمساعدة الامم المتحدة وغيرها من المنظمات الانسانية. واعلن ريانك فان فيلزن الناطق الاقليمي باسم منظمة وورد فيجن "لم نتوقع ابدا هذا التدفق من النازحين" و"الحكومة تبذل كل ما في وسعها لمساعدة الاسر لكن الحاجات ضخمة على المدى المنظور". وسمت اسلام اباد الجنرال في الجيش نديم احمد لتنسيق المساعدة. واشرف الرئيس آصف علي زرداري الاربعاء على اجتماع بين الحكومة ومدراء اكبر وكالات الامم المتحدة في البلاد. وقدرت الولايات المتحدة التي تعتبر اسلام اباد حليفتها الاساسية في "حربها على الارهاب" والتي ضاعفت الضغوط الكثيفة كي يشن الجيش هجوما واسع النطاق على طالبان في وادي سوات (شمال غرب)، حجم الماساة. واشادت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الثلاثاء "بالتحول في الراي العام" الباكستاني بهدف احتواء زحف المقاتلين الاسلاميين الموالين للقاعدة عسكريا، وسارعت الى اعلان مساعدة اميركية طارئة باكثر من مئة مليون دولار للنازحين. واوضحت ان تلك الاموال ستستخدم جزئيا لتزويد النازحين خيما واجهزة راديو ووجبات غذاء وخزانات مياه ومولدات كهرباء، فيما سيستخدم الجزء الاخر لشراء القمح الباكستاني لدعم المنتجين المحليين واقتصاد المنطقة. واكد رشيد خالقوف مدير وكالة نيويورك لتنسيق الشؤون الانسانية لفرانس برس خلال زيارته لباكستان ان "من الصعب جدا القيام بتعبئة سريعة للتعامل مع نحو مليون نازح واعتقد ان هذه الازمة تشكل خطرا كبيرا على الحكومة". واعتبر ان تدفق النازحين "يتزايد بسرعة كبيرة". واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الاربعاء ان بلاده تكافح على "جبهتين: واحدة عسكرية واخرى انسانية". وتتعاظم ازمة النازحين في حين لا يتوقع ان ينتهي الهجوم العسكري قريبا. ويؤكد الجيش انه بدا قبل يومين فقط حملته البرية في بعض بلدات شمال اقليم سوات بعدما كان يكتفي بقصف مكثف خلال ثلاثة اسابيع طاول ايضا العديد من المدنيين بحسب شهادات النازحين ومنظمات حقوق الانسان التي تتهم طالبان ايضا بقتل مدنيين او استخدامهم "دروعا بشرية". واعلن الجيش حتى الان انه قتل اكثر من الف وثلاثين مقاتلا من طالبان ولم يخسر سوى اربعين جنديا، لكن يستحيل التأكد من المعلومات التي يدلي بها لان ساحة القتال مغلقة تماما. |