نجح الحوار ام لم ينجح فما الذي يمكن ان يتغير

الوطن أقــلام حـــــرة

تاريخ النشر : 21/5/2009

نجح الحوار .. ان شا الله ما نجح

نجح الحوار .. ان شا الله ما نجح
نفق الحمار .. العوض بسلامتكم
وليد رباح

قيل والعهدة على من روى ان لصين تابا عن السرقة فعمدا الى حمارهما النافق فكفناه وعطراه واقاما له قبرا في الخلاء وٍأخذا يبكيان .. وكلما مر عليهما ركب ناحا وبكيا وقطعا هدومهما فيسألهما الركب عمن يقبع في القبر فيقولان ان شيخهما الولي الصالح العفيف النظيف ذو الحجة والمعرفة قد توفي الى رحمة الله .. فيقوم الركب بالتبرع بما تجود به انفسهم .. وفي آخر كل يوم كان اللصان يقتسمان الغنيمه ..

في بدء قضية النصب على عباد الله كان اللصان على وفاق .. حتى انتفخت اوداجهما من خير الحمار النافق . فقاما ببناء قبة خضراء فوق القبر حتى غدت علما يشاهده الركبان من مسافات بعيده .. ثم اخذ الناس يتوافدون على الولي الصالح للتبرك منه في شفاء مريض او عودة غائب أو حل مربوط فاخذ المال ينساب للصلين وهكذا اغتنيا ..

وفي يوم اختلفا على القسمه فحلف احدهما بتراب الولي الصالح ان قسمته صحيحه .. وان الاخر هو المخطىء .. فضحك الاخر وقال له ما احنا دافنينه سوا).. وهكذا عاد الوئام بينهما . لكن هذا الوئام لم يدم طويلا .. فالطمع اغراهما كي يسرق احدهما الاخر .. وأن يوقع اولهما بالثاني .. وهكذا عادا الى مهنة اللصوصية منفردين ..

سقت هذا لان مواقع الانترنت والجرائد والمجلات ووسائل الاعلام تتمنى وترجو وتتوسل ان ينجح حوار القاهرة بين حماس وفتح ..( ان شا الله ما نجح ) وكأنى بالقضية كاملة قد ردم عليها قبر الولي الصالح ولم يبق غير حماس وفتح .. ورحم الله من قال : الجنازه حاميه والميت كلب ..

فاذا ما كان الطرفان المتقاتلان المتصارعان المهووسان بالسلطة قد نسيا القضية بكاملها ..ذاك يرجو ان يقيم دولة تعيدنا الى عصور الحمير والجمال والصراع بالسيف امام الفسفور الابيض .. وهذا ينبطح على بطنه امام اسرائيل ليعتليه اليهود كيما يحافظ على حياته .. فما الذي يدعونا ان نتمسك بنجاح الحوار او فشله .. ففلسطين اصبحت مرهونة بذلك الحوار .. والشعب المتهرىء نتيجة الظلم غدا مقسوما ومهمشا بل وحتى ملعونا من الطرفين رغم الزيف الذي يقولانه .. وكما نسينا الامر برمته واصبحنا نطالب بفتح حاجز هنا واعطاءنا بعض الادوية هناك فقد نسينا الامر ايضا عندما دب الصراع بينهما واتجهنا نحو معالجة الامر كل منا يريد لهذا الحوار ان ينجح ..

قد يقول البعض ان هذا الصراع في سبيل القضية .. اي قضية تهمهما ان كان كل طرف منهما يقذف الاخر بالتهم .. وكلاهما يتخدان الشعب والقضية مشجبا يعلقان عليه كل تفاهاتهما .. مع الاعتذار لكل من استشهدوا من كلا الطرفين لان الشهداء في معظمهم كانوا يأخذون مصلحة الشعب على انها جد لا هزل ..

وسواء نجح الحوار ام لم ينجح فما الذي يمكن ان يتغير لو نجح .. سنعود كما كنا كل يحمل سكينه لكي يطعن الاخر في مقتل في اول فرصة تتاح .. وكأنى بهما عدوان لدودان يتساويان في طرح مقولة ان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب ..فمن فيهما الذئب ومن الحمل .. اغلب الظن ان كليهما ذئب في ثوب حمل .. حماس تقول انها تتبع نهج المقاومة في وقت لا يمكن ان تجمع السلطة والمقاومة معا .. وفتح تقول انها رائدة المقاومة وانها صاحبة الطلقة الاولى وان تاريخها يجعلها قيمة على امور الشعب الفلسطيني لكن مجريات الامور تثبت انك ربما كنت في وقت ما شجاعا ثم طلع عليك النهار فاصبحت جبانا .. وانك مناضل في يوم ما ومستسلم في يوم آخر .. فالامور دوما تتغير .. ولا بقاء في الموقف الا لمن استشهد في سبيل موقفه ..

وفي خضم ذلك الصراع نسي الجميع ان الشعب الفلسطيني ولاد وبطون نسائه تحمل دوما كل ما هو جديد .. وان الاهتراء قد دب في ذينك الفصيلين حتى بات الشعب الخائف على مصيره ومستقبله يهتف لهذا وذاك في وقت يتمنى في قرارة نفسه ان يزول الطرفان من الوجود خوفا وهلعا ورعبا .. الا من كانت له مصلحة في الهتاف والتصفيق .. فقد اعادونا الى عصر ملوك الطوائف الذي جاهدنا على ان ننساه وعاد الينا بحلة جديدة وثوب جديد لكنه مغلف بالكذب والخديعة .. مع حسابنا ان حماس قد اضطرت مرغمة للدفاع عن نفسها امام الهجمة الاسرائيلية القذرة على غزه ..

ان الالم الذي يكمن في دواخلنا لا تمحوه تبويسات اللحى والاعتذار عما حدث .. فالجرح الذي سببته فتح وحماس لا يمكن ان يندمل بنجاح الحوار .. وفشله تماما مثل نجاحه .. فقد مات الكثير من ابناء الشعب الفلسطيني نتيجة الكره الذي عمقه الانقسام .. ولا تسألوني عمن انقسم ومن لم ينقسم .. فقد اغتيل من الطرفين أجمل الشهداء .. وعذب في سجونهما الكثير بحيث غدا غوانتانامو نموذجا رائعا امام سلخ جلد الانسان المعارض لهذا الفصيل او ذاك .. والحجة في ذلك مصلحة الشعب .. ولقد صدق الكاتب الكبير الاستاذ رشاد ابو شاور عندما قال في مقاله الاخير .. ان دولة تقام على أرض ليس فيها موقع لملعب كرة قدم .. ليست دوله .

حبذا لو دعونا ان لا تقوم تلك الدوله .. فنحن نتمزق يوميا رغما عنا تأييدا لهذا او ذاك .. او عزوفا عنهما .. فاذا ما قامت تلك الدوله .. فيقينا انهم جميعا سيبيعون لحومنا بالكيلو غرام وكل ذلك في سبيل الشعب ومصلحة القضيه .. قضية ايه يا راجل ؟؟؟؟

نجح الحوار ام لم ينجح فما الذي يمكن ان يتغير

نجح الحوار ام لم ينجح فما الذي يمكن ان يتغير :: تعاليق

نجح الحوار ام لم ينجح فما الذي يمكن ان يتغير

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة