drawControls();
القاهرة (رويترز) - ناقش الرئيس الامريكي باراك أوباما جهود التوصل الى سلام في الشرق الاوسط في مصر يوم الخميس قبل ان يلقي خطابا يستهدف اصلاح العلاقات مع العالم الاسلامي ستكون له أهمية كبيرة في دعم مسعاه لكسب تأييد الدول الاسلامية المعتدلة.
وقال أوباما للصحفيين بعد ان أجرى محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك "ناقشنا كيف السبيل الى التحرك قدما بطريقة بناءة لجلب السلام والرخاء لشعوب المنطقة."
وأضاف "أكدت له التزام الولايات المتحدة بالعمل في شراكة مع دول المنطقة حتى تحقق الشعوب ما تطمح اليه."
ويوجه أوباما خطابه لما يزيد على مليار مسلم حول العالم لكن اختياره للقاهرة يسلط الضوء على تركيزه على الشرق الاوسط حيث تواجه سياسته الخارجية تحديات كبيرة.
ووصل أوباما الى القاهرة يوم الخميس قادما من المملكة العربية السعودية حيث أجرى محادثات بشأن عدة قضايا من بينها الصراع العربي الاسرائيلي.
ويرغب أوباما في بناء تحالف من الحكومات الاسلامية يدعم جهوده لاستئناف محادثات السلام المتوقفة في الشرق الاوسط ومساعدة الولايات المتحدة على الحد من البرنامج النووي الايراني الذي تقول ايران انه سلمي فيما يقول الغرب انه يستهدف صنع قنابل نووية.
وتوجه أوباما بعد محادثاته مع مبارك الى منطقة القاهرة الاسلامية الزاخرة بالعمارة الاسلامية.
وفي ابراز للعداء الذي قد يواجهه أوباما من البعض قال الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي يوم الخميس ان الولايات المتحدة "مكروهة بشدة" في الشرق الاوسط.
وصرح خامنئي بان الكراهية التي تشعر بها المنطقة لامريكا لا يمكن ان تتغير بمجرد شعارات بل هناك حاجة للافعال.
وحين سئل أوباما عما اذا كان ناقش قضية ايران مع مبارك قال الرئيس الامريكي "ناقشنا ذلك."
وقال مسؤولون أمريكيون للصحفيين يوم الاربعاء ان أوباما سوف يتحدث بشكل شامل وصريح في عدد من الموضوعات "التي سببت التوتر بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي" وانه سيشرح سياساته تجاه أفغانستان والعراق.
ويأتي خطاب الرئيس الامريكي في اطار جهد أوسع لاعادة صياغة السياسة الخارجية الامريكية التي همشت الحلفاء في عهد الرئيس السابق جورج بوش وأشعلت في العالم الاسلامي موجة من العداء للولايات المتحدة بالرغم من قول أوباما هذا الاسبوع ان الخطاب لن يكون اعتذارا عن سياسات ادارة بوش.
وكان أوباما قد تعهد بأن يضع مسارا جديدا لعلاقات بلاده مع المسلمين وطرح تصورا لعلاقات قائمة على "المصلحة المتبادلة والاحترام المتبادل" خاصة مع اعتبار العديد من المسلمين حملة الادارة الامريكية السابقة على الارهاب والتي تضمنت غزو أفغانستان والعراق عدوانا على عقيدتهم.
وشن بوش ما أطلق عليه اسم "الحرب على الارهاب" عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول التي نفذها تنظيم القاعدة.
وسعى أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة لسرقة الاضواء من أوباما حين كان في السعودية يوم الأربعاء في بداية زيارته للشرق الاوسط. وقال ابن لادن في تسجيل صوتي بث يوم الاربعاء ان أوباما زرع بذور "الثأر والكراهية" بين المسلمين بتأييده للهجوم على معاقل طالبان في باكستان.
وقال أوباما هذا الاسبوع ان الامر سيحتاج الى ما هو أكثر من خطاب لاصلاح العلاقات الامريكية الاسلامية.
وقال ديفيد أكسلرود وهو مستشار كبير لاوباما "لقد حدث شرخ بين أمريكا والمسلمين وهذا الشرخ حدث على مر سنوات ولن يزول بخطاب واحد وربما لن يزول في عهد ادارة واحدة".
ويتفق العديد من المسلمين مع هذا الرأي. فبعد أن أجرى أوباما أولى مقابلاته الرئاسية مع قناة تلفزيون عربية وبعد خطابه في تركيا في أبريل نيسان الماضي يريد المسلمون ما هو أكثر من الخطب البلاغية.
وقال عصام العريان العضو البارز في جماعة الاخوان المسلمين المصرية انه لو توقف أوباما عن سياسات بوش "الحمقاء" وبدأ في بناء الجسور بين أمريكا وشعوب العالم الاسلامي لا حكوماته فسوف تكون هذه خطوة جيدة.
وقال العريان ان الامر سيستغرق وقتا لتحقيق الوعود أو لتحويلها من أقوال الى أفعال ويجب الانتظار حتى يبين الموقف.
ويريد المسلمون معرفة تفاصيل خطط أوباما لتغيير سياسة الولايات المتحدة في العالم الاسلامي والتي ركزت لسنوات على الدعم العسكري لحكومات مستبدة في الاغلب بدلا من المساعدات التنموية.
وسوف يعتمد استقبال المسلمين لخطاب أوباما الذي يستغرق 45 دقيقة على ما سيقوله الرئيس الامريكي عن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وهو الموضوع الاهم لدى العالم الاسلامي. وينظر المسلمون الى الولايات المتحدة على أنها منحازة الى اسرائيل.
وقال سليمان عواد الناطق باسم الرئاسة المصرية في تصريحات أدلى بها قبل وصول أوباما ان مصر تأمل أن يحتوي الخطاب على طروحات جادة للتعامل مع لب العلاقات بين العالم الاسلامي والولايات المتحدة وهو قضية السلام في الشرق الاوسط.
ويرغب العديد من المسلمين في أن يشرح أوباما رؤيته بشأن اقامة الدولة الفلسطينية وأن يتخذ موقفا أشد قوة تجاه اسرائيل التي تجاهلت مطالبه بتجميد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
وقال بن رودز الذي يكتب خطابات الرئيس الامريكي للصحفيين يوم الاربعاء "سوف يناقش ببعض التفصيل وجهة نظره في الصراع وما يجب عمله من أجل ايجاد حل. وسوف يناقش ما يعنيه ذلك بالنسبة للاسرائيليين والفلسطينيين والولايات المتحدة والدول العربية أيضا".
وقال مساعدون لاوباما انه اختار القاهرة لانها قلب العالم الاسلامي. ولكن هذا الاختيار أزعج البعض حيث عبر ناشطون حقوقيون مصريون وغيرهم عن قلقهم من أن يعتبر اختيار القاهرة دعما لحكم مبارك الذي يحكم مصر منذ عام 1981 والذي اتخذت حكومته اجراءات صارمة ضد المعارضين.
من روس كولفين وديفيد الكسندر