واشنطن (رويترز) - في الوقت الذي يغازل فيه الرئيس الامريكي باراك اوباما المسلمين في الشرق الاوسط فان ضغطه على اسرائيل لوقف الانشطة الاستيطانية في الاراضي المحتلة بدأ يثير بعض المخاوف في الداخل.
ويحث بعض المشرعين الامريكيين اوباما على توخي الحذر في الضغط على اسرائيل مما يسلط الضوء على الصعوبة السياسية التي يواجهها اوباما فيما يحاول انتهاج سياسة اكثر عدالة تجاه اسرائيل والفلسطينيين.
وهناك داعمون أقوياء لاسرائيل في الكونجرس الامريكي حيث يتمتع الديمقراطيون الذين ينتمي اليهم اوباما بأغلبية وحيث يحرص معظم المشرعين تقليديا على حماية أقوى حليف للولايات المتحدة في الشرق الاوسط ويمدون الدولة اليهودية بمساعدات قيمتها نحو 2.5 مليار دولار أمريكي في العام.
ويثير الحزبان الجمهوري والديمقراطي شكوكا بشأن ضغوط اوباما على اسرائيل حتى في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الامريكي بجولة في الشرق الاوسط حيث يعتزم توجيه خطاب للعالم الاسلامي من القاهرة يوم الخميس.
وقبل أن يغادر قال اوباما للاذاعة الوطنية العامة ان "تجميد المستوطنات بما في ذلك النمو الطبيعي جزء من التزامات (اسرائيل") وهي الرسالة التي أبلغها مباشرة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي.
وفي اشارة الى مطالب اوباما بتجميد المستوطنات في الضفة الغربية قال النائب انطوني وينر "أعتقد أن الرئيس تجاوز ما أعتبره ملائما بالنسبة لنا في التعامل مع ديمقراطية أخرى."
وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الاربعاء وتمت الدعوة له لمناقشة ما وصفوه بلغة الكراهية في الكتب المدرسية السعودية قال وينر ونائبان ديمقراطيان اخران بالكونجرس هما شيلي بيركلي وجوزيف كراولي انه يجب ألا يكون اوباما قاسيا على اسرائيل.
وفي اجابة عن سؤال بشأن تصريحات اوباما حول المستوطنات الاسرائيلية قال وينر "في حين من المؤكد أن من حق الرئيس اوباما التعبير عن الاراء التي يؤمن بها فانني أعتقد أن علينا أن نكون حذرين وألا نتجاوز الخط الذي نبدو عنده وكأننا نمارس الضغط الهائل الموجود تحت تصرفنا على حليفنا المنعزل الى حد ما."
وأضاف "أعتقد أن القلق الذي يساورنا هو أن الرئيس اوباما اقترب من هذا الخط ونعتقد... أنه أصبح بالقرب من هذا."
وقبل ذلك بيوم أصدر ويب ايريك كانتور النائب الجمهوري بيانا ينتقد فيه اوباما لاشارته الى أن عملية السلام في الشرق الاوسط والمصالح الامريكية تضررت بسبب اخفاق الولايات المتحدة في أن تكون "امينة" مع اسرائيل.
وقال كانتور عضو القيادة الجمهورية بمجلس النواب "في الوقت الذي لا يظهر فيه الارهاب الفلسطيني أي علامة على التراجع فان اصرار الرئيس اوباما على أن من مصلحة امريكا الضغط على اسرائيل يبعث بالرسالة الخطأ للمنطقة."
وفاز اوباما بأغلبية أصوات اليهود في الانتخابات الرئاسية عام 2008. وقال استطلاع للرأي أجرته مؤسسة زغبي الدولية الشهر الماضي ان أغلبية كبيرة من أنصار اوباما نسبتها 71 في المئة تعتقد أن على الولايات المتحدة أن "تكون حازمة مع اسرائيل" لوقف التوسع الاستيطاني.
لكن التاريخ يظهر أن الصراع مع اسرائيل يمكن أن يكلف الرئيس الامريكي ثمنا غاليا في بعض الاحيان. وأثار الرئيس جورج بوش الاب الذي شغل هذا المنصب منذ عام 1989 الى عام 1993 غضب اسرائيل وداعميها بقوله انه لن يؤيد تخصيص أموال جديدة للدولة اليهودية كي تستخدمها في بناء المستوطنات.
وقال مساعد للرئيس الاسبق طلب عدم نشر اسمه "هو يعتقد أن هذا أحد الاسباب التي أدت الى خسارته انتخابات عام 1992 لانه فقد الكثير من مكانته في المجتمع اليهودي."
وقال دوج شوين واضع الاستراتيجيات بالحزب الديمقراطي الذي كان يعمل بالبيت الابيض في عهد الرئيس الاسبق بيل كلينتون ان اوباما يواجه "موقفا شائكا" بمحاولته الابحار بين الجماهير العربية والاسرائيلية المختلفة.
وأضاف "لدينا الاسرائيليون من ناحية الذين لا يريدون اي فجوة بينهم وبين الولايات المتحدة ولدينا العرب المعتدلون الخائفون بشدة من ايران لكنهم ملتزمون علنا ايضا تجاه الفلسطينيين ثم لدينا العرب المتشددون الذين يرون اي علامة على الشقاق على أنها فرصة لتوسيع نطاق نفوذهم وتقويض الولايات المتحدة."
وواشنطن هي أقرب حليف لاسرائيل منذ زمن طويل ولا تتحدث الا أصوات قليلة بالنيابة عن الفلسطينيين في الكونجرس الامريكي والذي يقر بشكل روتيني قرارات غير ملزمة تدعم اسرائيل خلال الازمات بالشرق الاوسط.
وقالت النائبة بيركلي انها تعتقد أن اوباما تخطى السياسة الامريكية التي كانت متبعة حين أشار الى أن "النمو الطبيعي" للمستوطنات غير مقبول.
وأضافت "يجب ألا نملي على الشعب الاسرائيلي كم عدد الغرف التي يستطيعون امتلاكها في منازلهم او ما اذا كان يجب وجود مدرسة اضافية في مستوطنة ما او حجرة اضافية بالمدرسة."
من سوزان كورنويل وستيف هولاند