نادرا ما يتحدث ابراهيم بهانجا زعيم الحركة المسلحة لقبائل الطوارق الى الصحافة، ولهذا لم يكن قبوله دعوتنا امرا يسيرا، بل تخلله بعض التأجيلات. موقفه هذا ينم عن انضباط عسكري للرجل، وعندما قبل في نهاية المطاف فضل ان يكون الحديث بلغة الأجداد وهي اللغة الطارقية.
رجال الطوارق لديهم عادات وتقاليد خاصة
|
كان الأمر صعبا بالنسبة لنا، واستقر بنا الحال الى الاستعانة بمترجم ولكن بلسان فرنسي. واكتشفنا فور البدء في الحديث معنا، انه يوجه رسالة الى الرأي العام الدولي عن وجود شعب له هويته وتراثه، ويطالب بالعيش والحياة مثل باقي شعوب المعمورة.
ومن هذه النقطة كان سؤالنا عن حال الطوارق والأوضاع في منطقة شمال مالي. في جوابه كان حريصا على انه يحمل هموم وقضية شعب، وهي في نظره متشعبة بفعل محاولات اطراف اقليمية ودولية ربطها بمصالح سياسية، ولكنه حاول تلخيصها بقوله انها "عنصرية مفضوحة، واقصاء من السلطات دولة مالي منذ استقلال البلاد في العام 1962".
واضاف "ان دولتي مالي والنيجر لاتريدان لنا مكانا على ارضنا، ونحن نسعى لأن يجد شعبنا كرامته وأمنه حتى وان تطلب الأمر تضحيات جسام".
انطلاقا من هذا استفسرنا ابراهيم باهانجا عن الاجتماع الذي جمع الأجنحة المختلفة لما يسمى بالتحالف الديمو قراطي من اجل التغيير الذي يرأسه ايضا الى جانب الحركة المسلحة رد بالقول: ان التحالف الد يموقراطي يطالب بتغيير عميق في منطقة الشمال من أرض مالي لاستعادة الأمن والسلم.
ويتهم السلطات المالية بانها "لاتريد لنا ان نكون جزءا من الشعب المالي، وأنها تسعى الى فصلنا واجتثاثنا من ارضنا، بينما نحن لانطالب سوى بالتعايش بأمان ومع الجميع".
الموقف على الارض وبخصوص الوضع العسكري الذي تفجر منذ صيف العام الماضي، سألنا باهانجا عما يحدث على الأرض مع الجيش المالي، رد بهد وء: الوضع العسكري خطير جدا، والخروج من هذه الأزمة كما يقول يستدعي تخفيف الوجود العسكري المالي في المنطقة، وأن يترك السكان المدنيين العيش في أمان ،وهذا سيسمح برأيه بفتح آفاق للتفاوض من جديد، ولعل هذا هو المقترح الذي يؤدي الى اعادة الأمن والاستقرار الى منطقة شمال مالي.
واضاف "ان مقاتلي الطوارق تمكنوا من اسر اكثر من تسعين عسكريا من مختلف الرتب، ودفع هذا الجيش المالي الى الانتقام من المدنيين الطوارق في الخيام.
ونسأله: من خلال معلومات لدينا يبدو انكم لاتواجهون الخطر المالي فقط بل هناك خطر التنظيمات الارهابية، فما صحة هذه المعلومات؟.
لم يتردد وأجاب على الفور "حدثت مواجهات بين عناصرنا وعناصر من تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وطاردنا هؤلاء السلفيين حتى بلدة تومبوكتو في النيجر، ومنعناهم من التمركز، ونفرض مراقبة كاملة على مناطقنا".
الشيء المهم في هذا، كما يقول، هو "أن السلطات المالية تستعمل عناصر السلفية لقتالنا، حيث تسمح لهم بالتحرك ضدنا، وغرضهم كما يقول هو محاربة الطوارق بل ان هذا يدخل في مشروع مشبوه لتحطيم الطوارق واسقاط مطالبهم".
وعن وجود علاقة بين الطوارق وبين التنظيمات الارهابية النشطة في شمال مالي، قال بهانجا "هذه مزاعم سلطات بماكو التي تريد الصاق التهمة لعلاقة الطوارق بالقاعدة ، ونحن نؤكد هنا أن الطوارق لا ولن تكون لهم أدنى العلاقات مع القاعدة ولا مع شبكات ارهابية اخرى كالجماعة السلفية للدعوة والقتال ، وهذا كما قلت من صنيع النظام المالي".
ورحب بوساطة الجزائر، وقال "انها امر جيد، ونحن بصدد تلقي مقترحات لايجاد الحلول لأزمتنا القائمة مع الحكومة المالية، ومساهمة الجزائر ستكون ايجابية على اعتبار أن اتفاق السلام قد وقع في الجزائر عام 2006 ونطالب بتطبيقه كاملا، والجزائر ستعمل بلا شك في هذا الاتجاه.
واضاف ان هذا أمر يدفع الى الاعتقاد بدور مهم تضطلع به الجزائر في التوصل الى نتائج في المفاوضات المقبلة لاخماد التوتر في هذه المنطقة من غرب القارة الافريقية.