drawControls();
طهران (رويترز) - اتهم مسؤول كبير في الحرس الثوري الايراني معارضي الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد مؤيدي الاصلاح يوم الاربعاء بتدبير "ثورة مخملية" في ذروة حملة لانتخابات الرئاسة تحتدم فيها المنافسة.
وهذه التصريحات تصعيد اخر في حرب لفظية بعد أن اتهم أحمدي نجاد منافسيه بتبني أساليب تجريح استخدمها الزعيم النازي أدولف هتلر لتشويه سمعة المنافسين وقال انهم قد يواجهون السجن لاهانته. ويواجه أحمدي نجاد تحديا قويا من رئيس الوزراء السابق المعتدل مير حسين موسوي.
وأظهرت الحملة وجود انقسامات قوية بين الشخضيات البارزة في الجمهورية الاسلامية بين مؤيدي الرئيس الايراني وبين مدافعين عن الانفتاح على الغرب أكثر اعتدالا الذين خرج مؤيدوهم للشوارع في تجمعات صاخبة.
وقال يد الله جواني رئيس المكتب السياسي في الحرس الثوري الايراني " وجود أنصار مير حسين موسوي في الشارع جزء من ثورة مخملية."
وأضاف في تصريحات نشرت في موقع الحرس الثوري على الانترنت "أي نوع للثورة المخملية لن يكون ناجحا في ايران."
وخرج مؤيدو موسوي يرتدون ثيابا خضراء بألوان حملته الى شوارع طهران في مسيرات ليلية يلوحون بأعلام ولافتات ويرددون شغارات مناهضة لاجمدي نجاد.
ووقعت اشتباكات متفرقة في العاصمة ولكن حملة الدعاية في الانتخابات التي ستجرى يوم الجمعة كانت هادئة الى حد كبير.
وغالبا ما تتهم ايران القوى الغربية بالسعي الى تقويض الدولة الاسلامية من خلال ثورة "لينة" أو "مخملية" بمساعدة مثقفين واخرين داخل البلاد.
وقال التلفزيون الايراني ان كل أشكال الدعاية الانتخابية يجب أن تتوقف من صباح الخميس وان جميع السيارات التي تحمل ملصقات وصور المرشحين ومواد دعائية ستمنع من الحركة وستصادر.
ويقول موسوي ومرشحان اخران يخوضان الانتخابات ضد أحمدي نجاد ان الرئيس الايراني كذب بشأن حالة الاقتصاد الذي يعاني من تضخم مرتفع وانخفاض عائدات النفط عن المستويات القياسية التي بلغتها العام الماضي.
وقال أحمدي نجاد في كلمة في طهران يوم الاربعاء ان منافسيه خرقوا القوانين باهانتهم للرئيس وانهم قد يسجنون. واهانة مسؤولين كبار ومن بينهم الرئيس جريمة في ايران تصل عقوبتها القصوى الى السجن عامين.
ونقلت وكالة فارس للانباء شبه الرسمية عن أحمدي نجاد قوله ان " اهانات واتهامات من هذا القبيل ضد الحكومة هي عودة لاساليب هتلر وهي ان تكرر الاكاذيب والاتهامات...حتى يصدق الجميع تلك الاكاذيب."
واتهم أحمدي نجاد مؤيدي موسوي ومن بينهم الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني بالفساد. ورد رفسنجاني بغضب مطالبا الزعيم الاعلى للجمهورية الاسلامية بكبح جماح احمدي نجاد.
ويتهم موسوي احمدي نجاد بعزل ايران بهجومه اللاذع على الولايات المتحدة وبنهجه المتشدد فيما يتعلق بسياسة ايران النووية وبانكاره المحرقة.
ويؤيد موسوي تخفيف التوترات النووية بينما يرفض مطالبة طهران بوقف عملها النووي الذي يخشى الغرب ان يستخدم في صنع قنابل. وتقول ايران خامس اكبر مصدر للنفط في العالم ان برنامجها النووي سلمي.
ولن تغير انتخابات الجمعة سياسة طهران النووية التي يقررها الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي لكن فوز موسوي قد يمهد الطريق امام علاقات تقوم على قدر اقل من المواجهة مع الغرب.
وحصل موسوي البعيد عن دائرة الضوء السياسي منذ عمل رئيسا للوزراء أثناء فترة الحرب العراقية الايرانية فيما بين 1980 و1988 على تأييد قوي في الانتخابات ويعتقد مؤيدوه على نحو متزايد أنه قد يفوز في الانتخابات.
ولا يزال من الصعب التنبؤ بما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات. وكان أحمدي نجاد غير المعروف نسبيا فاجأ الجميغ بفوزه قبل أربعة أعوام وتمتع بتأييد من الزعيم الاعلى الايراني أثناء رئاسته.
ويقول محللون انه من غير المرجح أن يحصل أي من المرشحين على نسبة 50 في المئة المطلوبة لحسم الانتخابات في الجولة الاولى مما سيؤدي الى جولة ثانية بين المرشحين اللذين يتقدمان السباق بعد أسبوع.
ويقولون انه حتى لو فاز موسوي على أحمدي نجاد فلن يكون هناك تغيير مفاجئ في العلاقات مع الغرب.
وقال علي الانصاري من جامعة سانت أندروز في اسكتلندا "الامور في ايران تتحرك ببطء انها تنبئ بتغير ذي مغزى لكنها لن تعبر عن تغير في النظام."
من دومينيك ايفانز وفردريك دال