بعد ان وافق المجلس الانتخابي الايراني على المرشحين الاربعة لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية، سينافس الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد 3 مرشحين وهم مير حسين موسوي ومحسن رضائي ومهدي كروبي، وفي ما يلي سيرة كل من المتبارين الاربعة.
محمود احمدي نجاد: رئيس "تصعب ازاحته"
احمدي نجاد يتعرض للانتقاد بسبب سياسته الاقتصادية
|
الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ينتمي الى تيار المحافظين، ويعتبر من المتشددين في هذا التيار. وفي عام 2005، لم يكن فوزه متوقعا، لكن عمدة طهران حينها تمكن من الفوز بالرئاسة في انتخابات تعرضت للكثير من الانتقادات.
وبذلك خرق احمدي نجاد التقليد اذ اصبح اول رئيس منذ عام 1979 يتولى الحكم دون ان يكون رجل دين.
احمدي نجاد، ابن حداد، خاض حملته الانتخابية عام 2005 تحت شعار مكافحة الفقر والفساد والتوزيع العادل للثروة.
وقدم احمدي نجاد نفسه للناخب على انه مثال الرجل المتواضع الآتي من رحم الشعب وتوجه مباشرة في خطاباته لفقراء البلاد.
ولكن شهرة احمدي نجاد الدولية تعود لخطابه المتشدد في الاعوام الاخيرة ضد الولايات المتحدة واسرائيل.
وقد ادت سياسة نجاد الى الكثير من الانزعاج الدولي بسبب تشدده وعدم تنازله عن ما يعتبره "حقا لبلاده بامتلاك تكنولوجيا نووية"، مؤكدا دوما ان برنامج طهران النووي هو "لاغراض سلمية".
هذه المواقف لاقت ترحيب الكثيرين في ايران من الذين ايدوا الرئيس الايراني في صلابته حيال الملف النووي.
وفي ابريل/ نيسان 2009، قال احمدي نجاد في خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة بأن اسرائيل بنيت على مبادئ عنصرية ما ادى الى خروج اكثر من 30 مندوب دولة من القاعة، ولكن هذه الحادثة جعلته يستقبل كالفاتحين لدى عودته الى ايران.
في المقابل، منتقدو احمدي نجاد في الداخل الايراني يتهمونه بمحاولة تحويل الانظار عن فشله في معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في البلاد من خلال اعتماد خطاب عنيف وهجومي على الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من ارتفاع الاصوات المعارضة للرئيس في ايران انما لا يزال يتمتع بتأييد الجيش والحرس الثوري الايراني ما يجعله حسب المراقبين مرشحا يصعب التغلب عليه.
مير حسين موسوي: من اهم المنافسين
مير حسن موسوي تعهد بتحسين صورة ايران لدى الغرب
|
رئيس الحكومة الايرانية السابق مير حسين موسوي لطالما اعتبر من اكبر منافسي احمدي نجاد.
يصف موسوي نفسه بـ"الاصلاحي الذي يعتمد دائما على مبادئ الثورة الاسلامية في ايران"، وتعهد بمحاربة "الصورة الراديكالية لايران في الخارج".
موسوي الذي تولى رئاسة الحكومة منذ عام 1981 حتى 1989 تاريخ الغاء المنصب، هنأته السلطات الايرانية لحسن ادارته الملفين الاقتصادي والاجتماعي خلال اعوام الحرب العراقية الايرانية الثمانية.
قضى موسوي، الرسام والمهندس المعماري الاعوام الـ20 الاخيرة بعيدا عن العمل السياسي، ولكنه كان مستشارا رئاسيا منذ 1989 حتى 2005، كما انه كان عضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام.
ونجح موسوي، البالغ من العمر 68 عاما في الفوز بتأييد الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي.
ومن احدى الامور التي يطالب بها موسوي توسيع نطاق الحريات الشخصية كما ينتقد بشدة حظر ايران وسائل الاعلام المرئية الخاصة.
ولكنه في الوقت نفسه، يلعب موسوي ورقة الملف النووي اذ يرفض، كما احمدي نجاد، التنازل عن امتلاك التكنولوجيا النووية ذات الاغراض المدنية.
يتقن موسوي 3 لغات هي الفارسية والعربية والنجليزية ويتولى حاليا منصب رئاسة الاكاديمية الايرانية للفنون.
محسن رضائي: قاد الحرس الثوري عندما كان في الـ27
محسن رضائي صاحب تاريخ عسكري طويل
|
محسن رضائي كان المرشح الاول الذي حصل على موافقة اللجنة الانتخابية على ترشيحه.
رضائي البالغ 54 عاما سبق وتولى رئاسة الحرس الثوري الايراني وهو المنافس المحافظ الوحيد لاحمدي نجاد.
وكان رضائي قد سبق وترشح عام 2005 لكنه انسحب عشية الانتخابات.
وعلى الرغم من انتمائه للمحافظين الا ان رضائي لا يضيع فرصة لانتقاد احمدي نجاد بسبب ما يسميه "دفعه بايران الى حافة الهاوية"، واعدا الايرانيين باصلاح اقتصادي جذري.
يتعهد رضائي بمكافحة البطالة والفقر، وهو على الرغم من انتمائه سابقا للقوات المسلحة، الا انه حائز على دكتوراه في الاقتصاد.
في المجال النووي، اتهم رضائي احمدي نجاد "بالقيام بمغامرات كلامية" وتعهد بأن تكون سياسته متوازنة "خالية من المغامرات من جهة، ولكن واضحة وغير متراخية من جهة اخرى".
تاريخ رضائي العسكري يعود الى عهد شاه ايران حيث كان عضوا في احدى المجموعات المسلحة التي حاربت نظام الشاه المدعوم حينها من الولايات المتحدة.
عين قائدا للحرس الثوري عندما كان يبلغ من العمر 27 عاما التي قادها طوال اعوام الحرب مع العراق.
وفي عام 1997، عين رضائي امينا لمجلس تشخيص مصلحة النظام.
بالاضافة الى ذلك، يشار الى ان رضائي هو على قائمة المطلوبين الخمسة في الارجنتين للاشتباه بضلوعه في الهجوم على مركز يهودي ادى الى مقتل 85 شخصا عام 1994.
مهدي كروبي: منتقد موقف نجاد من المحرقة
مهدي كروبي المرشح الوحيد الذي يعرف عن نفسه بأنه اصلاحي
|
مهدي كروبي الرئيس السابق للبرلمان الايراني والبالغ من العمر 72 عاما تولى هذه المهمة بين عامي 1989 و 1992 حين كان يهيمن التيار الاسلامي الراديكالي على مجلس النواب.
وفي عام 2002، وبعد اعتقال احد السياسيين الاصلاحيين سار كروبي على رأس تظاهرة تطالب بالافراج عنه.
اما في انتخابات عام 2005، فقد حل ثالثا بين المرشحين ولكنه قال انه "جرى تدخل غريب في الانتخابات وان الاموال دفعت للتأثير على نتائج الانتخابات".
كروبي هو الوحيد الذي يعرف عن نفسه بأنه ينتمي الى التيار الاصلاحي، يهاجم بشدة سياسة احمدي نجاد كما كان من السياسيين الايرانيين القليلين جدا والذين انتقدوا موقف الرئيس الايراني امن محرقة اليهود.
واعلن كروبي انه في حال انتخب، سيعلن نوعا من الهدنة السياسية مع بعض الدول وهو ما يعتبر ابتعادا كبيرا عن سياسة احمدي نجاد.
وفي احد تصريحاته، قال كروبي انه "سيتبع خطا سياسيا وسطيا لان الاهم هو ادخال اصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية جدية دون الاطاحة بالمحافظين المتشددين.
ويقول كروبي انه لا يجب على الحرس الثوري التدخل في الانتخابات بأي شكل من الاشكال وانه في حال خسر "يجب ان يكون ذلك نابعا عن ارادة الشعب ليس عن تدخل اي كان في الانتخابات".