الرأي : (تمبكتو) الملح والاساطير والكنوز الاندلسية

جريدة الرأي

الرأي : (تمبكتو) الملح والاساطير والكنوز الاندلسية 230512

محمد رفيع - الرمل والعزلة والنسيان، كفيلة بطمر الحياة والمدينة، حتى ولو حوت
اغلى الكنوز. ولا يشفع لها انها كانت تتبع ملوك الذهب.
اما عن العرب، فحدّث ولا
حرج، فلا كنوز الاندلس، ولا طريق قوافل الملح، وقوافل الذهب الى مكة والقاهرة، تغري
احداً بمحاولة انقاذ المدينة التي تغرق في الرمال..!!.
''تمبكتو'' انها شهقة عطش
وصراخ بين زمنين: زمن اندلسي تدفنه الرمال على عجل، وزمن عربي حديث، تدفنه رمال
العجز والاهمال واللامبالاة..!؟.
حقائق
* اصل الاسم ''تين بكتو''. و''تين'' تعني مكاناً، و''بكتو'' عجوز مشهورة في تراث
الطوارق واساطيرهم. وفي اللفظ العربي للأسم تنطق ''تمبكتو''، ويعتقد ان ذلك من
الاخطاء الشائعة.
* و''تمبكتو'' مدينة في ''مالي''، تقع على سيف نهر النيجر وهي
جوهرة المدن الاسلامية، الغارقة في رمال الصحراء الكبرى، وبوابة المدن في اقصى
المغرب الاسلامي، ونقطة تقاطع القوافل البرية، للقادمين من ليبيا والنيجر، ولتجار
الملح القادمين من تودني.
* تسكنها قبائل الطوارق العربية، وقبائل ''الصنغاي''
و''البرابيش''، وبعض القبائل الافريقية الاخرى.
* تعبر المدينة واحة وحاضنة
للاسلام. ومنارة للعلم في تاريخها القديم، ومركزاً لتجمع العلماء، في منطقة الصحراء
الكبرى، وهي من اشهر المدن العربية الاسلامية هناك، منذ القرن الثالث عشر، حتى
احتلال الاستعمار الفرنسي لها في اوائل القرن التاسع عشر.
* عاشت المدينة
الاسطورية عشرات السنين في عزلة عن العالم، رغم كونها مدينة للعلم والتجارة،
ومستودعاً للكتب والمخطوطات والوثائق الادبية، لثقافات العالم كافة، وخاصة
العربية.
* في تاريخها القديم، كانت ''تمبكتو'' لا تقل شهرة عن ''قاهرة المعز''
و''الآستانة'' التركية، و''فاس'' المغربية، وتضاعفت اهميتها بعد سقوط غرناطة، آخر
معاقل الاندلس، حيث انتقلت اليها اغلب الكنوز المعرفية الاندلسية، من كتب ومخطوطات
ووثائق ومقتنيات.
* وقد زارها وقصدها حسن الوزان، الذي اشتهر بـ ''ليون
الافريقي''، في اوائل القرن السادس عشر الميلادي، وهي الفترة الذهبية في تاريخ
''تمبكتو''، التي جعلت من المدينة اسطورة للصحراء الكبرى دورة لها.
* في
الاسطورة الطوارقية، ان المدينة (التي تأسست في القرن الحادي عشر الميلادي الموافق
لأوائل القرن الخامس الهجري'' كانت مكاناً تسكنه عجوز من الطوارق، من قبيلة
''ايمقشرن'' واسمها ''بكتو''. وان الطوارق كانوا يعيشون اثناء موسم الامطار في
الصحراء، ويعودون في فترات الجفاف الى المناطق الخصبة حول نهر النيجر، ما دفعهم الى
اختيار الموقع قرب النهر، كمكان لتخزين احتياطي الغذاء. فسمي موقع الاستقرار الجديد
بـ ''تين بكتو''، أي مكان ''بكتو''.
* اشتهرت المدينة بانطلاق تجار الملح منها،
نحو صحراء ''ازواد''، وكانت مركزاً لمقايضة الحرير والتوابل والنحاس الأحمر ببضائع
مملكة مالي الفاخرة، التي اشتهر سلاطينها بأنهم ملوك الذهب،.
* تعاني المدينة
حالياً من التصحر، الذي التهم الغطاء النباتي كله، الذي كان يحيط بالمدينة. وكذلك
ردمت الرمال فرع النحر الذي يبلغ طوله بضعة كيلومترات، الذي كان يصل المدينة
بالمجرى الرئيسي لنهر النيجر.
* بعد اكتشاف المدينة، من قبل المستكشف الفرنسي
''روني كاياي''، وبعد كتابته عنها ووصفه لها عام 1828م، اشتهرت المدينة، وتمت
توأمتها مع مدينة ''سانت'' الفرنسية. ورغم والصورة السحرية للمدينة، في الخيالين
الاوروبي والاميركي، فان اكبر كنوز المدينة ''مركز احمد بابا - العالم التمبكتي
الشهير'' يعاني من واقع مرير، على الرغم من تكرار نداءاته لانقاذ مخطوطاته، من
الضياع والتلف، ومن دون جدوى.

الرأي : (تمبكتو) الملح والاساطير والكنوز الاندلسية

الرأي : (تمبكتو) الملح والاساطير والكنوز الاندلسية :: تعاليق

الرأي : (تمبكتو) الملح والاساطير والكنوز الاندلسية

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة