شلوموساند مؤرخ “إسرائيلي” ذو ضمير

عن يهودية "إسرائيل"

شلوموساند مؤرخ “إسرائيلي” ذو ضمير Large_38663_77244

شلوموساند مؤرخ “إسرائيلي” ذو ضمير،
إنه من طراز المؤرخ المتوفى إسرائيل شاحاك والمؤرخ ايلان بابيه، ومن أشهر مؤلفاته
كتاب “كيف تم اختراع الشعب اليهودي؟” وهو معارض للسياسات “الإسرائيلية”.

في
تصريحٍ جديدٍ له إلى صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) الألمانية، يقول إن نحو ربع سكان
“إسرائيل” ليسوا من اليهود، وأشار إلى عدم وجود ما يسمى ب (الشعب اليهودي)، نظراً
لأن اليهودية (ديانة) وليست (أمة)، واستطرد قائلاً، على الرغم من أن “إسرائيل” قد
تأسست على حساب اغتصاب شعب عربي، لكن من حق الطفل اللقيط أن يبقى على قيد الحياة
(يقصد بذلك حق “إسرائيل” في الوجود)، وطالب بلاده بالاعتراف بأن تأسيسها على أرضٍ
فلسطينية أدى إلى كارثة حقيقية لأهلها، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة تحمل
“إسرائيل” المسؤولية التاريخية والأخلاقية والسياسية عن الآلام والكوارث التي
سببتها للشعب الفلسطيني.

وحول مطالبة “إسرائيل” (ونتنياهو مؤخراً)
للفلسطينيين بالاعتراف بيهودية “إسرائيل” أجاب، بأنه لا يحق لها ذلك، فهذا سيقود
إلى مخاطر حقيقية واضحة، مشيراً إلى أن استعمال كلمة يهودي يقلص من الوصف (للموصوف)
على العكس من كلمة “إسرائيلي” التي تشتمل على مفهومٍ أوسع.

قيمة ما يقوله
المؤرخ ساند، لا تكمن في أنه سجّل اكتشافاً جديداً، بل لأنه يهودي ولا يشك أحد في
يهوديته، وهو في نفس الوقت مواطن “إسرائيلي” من الباحثين والقائلين والمرددين لما
يعتبرونه حقائق، بغض النظر عن ردود الفعل “الإسرائيلية” عمّا يكتبونه من
مسلمات.

وبالعودة إلى الاشتراط الذي يضعه نتنياهو على الفلسطينيين من ضرورة
اعترافهم بيهودية دولة “إسرائيل”، وذلك مقابل اعتراف “إسرائيل” بدولة فلسطين من دون
القدس، ومن دون حدود ،67 وبالمستوطنات، وبالجدار العازل، ومنقوصة السيادة، ومن دون
جيش، وبتحكم “إسرائيل” في مظاهر سيادتها، ومن دون عودة للاجئين، فإن هذه الشروط
تعجيزية بامتياز، وهي قابلة أيضاً لأن تنسحب كشروط على الدول العربية مقابل موافقة
“إسرائيل” على تحقيق السلام معها.

هذه الشروط “الإسرائيلية” لو اعترف بها
الفلسطينيون والعرب، فإنها تعني: موافقتهم على أن تكون دولة “إسرائيل” دولة لكل
اليهود في “إسرائيل” وخارجها. وموافقتهم على أن تقوم “إسرائيل” بترحيل العرب فيها
إلى مناطق الحكم الذاتي للفلسطينيين أو إلى الدول العربية، وموافقتهم على إلغاء حق
العودة للاجئين الفلسطينيين الذي ضمنته قرارات عديدة سابقة للأمم المتحدة،
وموافقتهم على الفهم “الإسرائيلي” للتسوية والرضوخ ل”إسرائيل”، وعلى أن تكون هضبة
الجولان العربية السورية أرضاً “إسرائيلية”، وعلى أن تكون مزارع شبعا العربية
اللبنانية منطقة تابعة ل”إسرائيل”، وإلغاء كافة قرارات الأمم المتحدة المتعلقة
بحقوق الفلسطينيين، وأيضاً موافقتهم على الرواية “الإسرائيلية” المتعلقة بالحق
التاريخي لليهود للسيطرة على (أرض الميعاد) وعلى الأضاليل والأساطير الصهيونية بأن
فلسطين (أرض بلا شعب).
وموافقتهم على أن التاريخ الفلسطيني والعربي الإسلامي
لفلسطين (ليس أكثر من أكذوبة) وعلى أن التمييز العنصري الذي تمارسه “إسرائيل” ضد
فلسطينيي منطقة ،48 حق مشروع تمارسه على أقلّية طارئة لا يحق لها أن تعيش في الدولة
اليهودية.

وبعد، يظل السؤال: ما دام بعض اليهود يعترفون بتعجيزية الشروط
“الإسرائيلية”، فهل يعتقد نتنياهو أن يعترف به فلسطيني أو عربي؟ سؤال نطرحه برسم
الإجابة من رئيس الوزراء “الإسرائيلي” المغرور والوقح.

* نقلا عن صحيفة
"الخليج" الإماراتية

شلوموساند مؤرخ “إسرائيلي” ذو ضمير

شلوموساند مؤرخ “إسرائيلي” ذو ضمير :: تعاليق

شلوموساند مؤرخ “إسرائيلي” ذو ضمير

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة