نوني درويش.. حكاية ميلاد الخائن من ظهر المجاهد
محيط ـ أبو بكر خلاف
|
| |
| نوني درويش | | |
يخلق من ظهر العالم فاسد.. مقولة تثبت الوقائع صدقها يوما بعد يوم، وفي الحالة التي بين أيدينا خير برهان عليها، حيث أقامت سيدة أمريكية من أصل مصري تدعى نوني درويش مؤسسة تدعى "عرب من أجل إسرائيل" مع مجموعة من النشطاء العرب في الولايات المتحدة وسخرت كل جهودها لمحاربة الإسلام وخدمة الصهيونية، رغم أنها تنتسب لأب مجاهد مسلم لقي مصرعه على أيدي الموساد الإسرائيلي.
وقد طافت "نوني" جامعات وفضائيات أمريكا وأوروبا وإسرائيل، لتحذر مما أسمته "العواقب المرعبة" التي تنتظر العالم إذا ما تم تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، ولتؤكد دوما قناعتها بإسرائيل "كدولة يهودية لها حق تاريخي وديني على أرض فلسطين يجب ألا تتنازل عنه للعرب الذين لا يتقبلون الآخر".
وقد ولدت نوني بالقاهرة في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، وانتقلت بعد ذلك مع والدها اللواء مصطفى حافظ إلى غزة والذي كان مكلفا من المخابرات المصرية بتدريب الفدائيين الفلسطينيين على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، حتى اغتاله جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" في 1956.
وفي لقاء معها على برنامج "في الصميم" على قناة "بي بي سي العربية" البريطانية، نفت درويش تلقيها أي دعم مادي من إسرائيل أو اللوبي اليهودي بأمريكا وأكدت أن ما تقوم به "ناجم عن قناعة شخصية"، وقالت إنها لا ترى تناقضا بين نشاطها الداعم إسرائيل وبين مسيرة والدها الشهيد لأنها تؤمن أن إسرائيل بلد يهودية ويجب احترامها من خلال هذه الخصوصية.
وأكدت ما نسب إليها في حوار مع صحيفة إسرائيلية بأنها قالت:"أخشى أن تتحول إسرائيل إلى دولة صغيرة بعد موت مؤسسيها لا تستطيع أن تدافع عن نفسها لأنها كلما تنازلت عن حقوقها وأعطت العرب طلبوا منها أكثر".
وقالت "إن دفاعي عن حق اليهود وإسرائيل في العيش الآمن مرجعه إلى الكراهية التي يواجهونها من كل أئمة المساجد بالشرق الأوسط الذين يعتبرون اليهود كلابا وخنازير ويطالبون بإبادتهم أينما كانوا ولو في أقصى مكان بالعالم".
كما فسرت مواقفها "بمقارنة وضع اليهود في إسرائيل من ناحية والعرب في بلاد الغرب من ناحية أخرى فالعرب يؤمنون أن بلاد المهجر هي بلادهم ولهم الحق فيها على الرغم من كونهم دخلاء عليها ، وان الأئمة والشيوخ ومنهم الكبار "عايزين يرجعوا اسبانيا ويحكموا روما"، على حد قولها.
جدير بالذكر أن نوني دوريش اعتنقت المسيحية في أعقاب انتقالها للولايات المتحدة في عام 1978، ومن ذلك الحين تُعتبر من أبرز الأصوات المعادية للإسلام في الولايات المتحدة، كما تحظى بحفاوة بالغة بين المنظمات الموالية لإسرائيل.
وكانت نوني درويش قد أصدرت كتابين مثيرين للجدل، الأول بعنوان "الآن يلقبونني كافرة"، وصفت نفسها على غلاف الكتاب بأنها "ابنة شهيد مسلم"، كما ذيلت عنوان الكتاب بجملة: "لماذا تبرأت من الجهاد من أجل أميركا وإسرائيل والحرب على الإرهاب".
وفي كتابها الثاني "عقاب قاس وطبيعي" ، حذرت فيه من العواقب المرعبة التي تنتظر العالم إذا تم تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، واعتبرت درويش أن الشريعة الإسلامية تحض على كثير من الأمور التي تعتبر منافية لحقوق المرأة وتدعو إلى الكراهية والجهاد ضد الآخرين، على حد زعمها.
وعن سبب إصدار هذا الكتاب قالت درويش في حوار مع الكاتبة الأميركية اليمينية فيليس تشيسلر، إنها كتبت هذا الكتاب "لتحذير الغرب من حقيقة الشريعة (الإسلامية)، وكيف يمكن أن تكون مدمرة لحقوق الإنسان وعلاقاته وعلى الديمقراطية الغربية".
كما هاجمت نوني المملكة العربية السعودية بقولها :" إن أموال النفط السعودي تُستخدم في تدريس وتمويل وترويج الكتب الدينية الإسلامية باعتبارها كلمة الله الخالدة التي لا تقبل الجدل وذلك في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا".