طهران (ا ف ب) - باشرت السلطات الايرانية الاثنين عملية اعادة فرز عشرة بالمئة من اصوات المقترعين في الانتخابات الرئاسية الاخيرة بغياب ممثلي المرشحين المعارضين لاعلان فوز الرئيس محمود احمدي نجاد، في حين كشفت النتائج الاولى عن تأكيد فوز الاخير فيها.
بموازاة هذا الامر اطلقت ايران سراح خمسة من اصل الموظفين الايرانيين التسعة العاملين في السفارة البريطانية في طهران الذين كانوا اعتقلوا، واكدت طهران حرصها على عدم خفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الغربية.
وباشر مجلس صيانة الدستور باعادة فرز عشرة بالمئة من اصوات المقترعين تم اختيارها بشكل عشوائي من جميع محافظات البلاد، وجاءت النتائج الاولية متطابقة الى حد بعيد مع النتائج التس سبق واعلنت لانتخابات الثاني عشر من حزيران/يونيو واعطت الفوز لاحمدي نجاد حسب ما نقلت وكالة فارس للانباء.
واوضحت الوكالة ان التعداد شمل مدن كرج (شمال)، كرمان (جنوب) ونهباندان (شرق)، ساربيشه (شرق)، باب السار (شمال).
والهدف من عملية اعادة الفرز الجزئية الرد على اتهامات المرشحين الخاسرين الثلاثة في الانتخابات مير حسين موسوي، مهدي كروبي، ومحسن رضائي، بان النتائج مزورة.
ورفض المرشحون المحتجون تعيين مندوبين عنهم في لجنة اعادة الفرز مشككين بحياد مجلس صيانة الدستور.
وتعود شكوك المرشحين الخاسرين الى تأكيدات استبقت نتائج اعادة الفرز خصوصا من قبل وزير الاستخبارات غلام حسين محسني ايجائي الذي اعلن الاثنين انه لم تجر "اي عملية تزوير منظمة".
واعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي ان نتائج اعادة الفرز قد تعلن مساء الاثنين.
وبانتظار اعلان هذه النتائج نشرت قوات الامن تعزيزات في ساحة واناك في قلب طهران حسب ما نقل شهود تخوفا من ردات فعل.
من جهة ثانية افرجت السلطات الايرانية عن خمسة من موظفي السفارة البريطانية المحليين التسعة المعتقلين في طهران واكدت الاثنين انها لا تنوي خفض علاقاتها الدبلوماسية مع الغربيين في الازمة الناجمة عن اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد المطعون في شرعيتها.
وقال حسن قشقوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية للصحافيين ان "من اصل تسعة اشخاص اعتقلوا حتى اليوم، افرج عن خمسة ولا يزال الاخرون قيد الاستجواب".
واضاف ان تلك الاعتقالات لا تعني "خفض" مستوى العلاقات الدبلوماسية مؤكدا انها تمت استنادا الى "ادلة".
وقد اعلن وزير الاستخبارات الايراني غلام حسين ايجائي الاحد ان السفارة البريطانية "تتعاقد مع عدد كبير من الموظفين المحليين وتستخدمهم لاغراض غير دبلوماسية".
وقال الوزير ان "السفارة البريطانية كانت ترسل موظفيها بين المشاغبين ليدفعوهم الى تاجيج الاضطرابات".
ويؤكد النظام الايراني منذ اكثر من اسبوع ان الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا تقف وراء الاضطرابات التي تهز البلاد منذ اعادة انتخاب احمدي نجاد في انتخابات 12 حزيران/يونيو.
من جهته دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الاثنين ايران الى الافراج عن موظفي السفارة البريطانية الايرانيين الاربعة الذين لا يزالون قيد الاعتقال معتبرا ان هذا الاعتقال "غير مقبول وغير مبرر وليس له اساس".
وصرح براون في مؤتمر صحافي "نحن مصابون بخيبة امل قوية بسبب اعتقال ايران لعدد من موظفي السفارة في ايران .. وقد افرج عن بعضهم الان، ولكن علينا الان ان نرى الافراج عن الاخرين لاستئناف عملهم".
واضاف ان "الاعمال التي قامت بها ايران واولها طرد دبلوماسيين والان اعتقال عدد من موظفينا المحليين غير مقبول وغير مبرر وليس له اساس".
من جهته وجه احمدي نجاد رسالة الى رئيس الجهاز القضائي طالبا منه التحقيق في مقتل نداء اغا سلطان على هامش تظاهرة احتجاج على اعادة انتخابه، بحسب وكالة انباء ايسنا.
واثار شريط فيديو سجله هاو لاخر لحظات الشابة نداء موجة من الامتعاض من السلطات.
وخلال الاسبوعين الماضيين اعتقل "اكثر من الفي شخص" في ايران بينما اشير الى "اختفاء المئات" على ما افاد الاحد في باريس نائب رئيس الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان كريم لحيجي.