drawControls();
بيروت (رويترز) - استبعد الزعيم المسيحي المناهض لسوريا سمير جعجع يوم السبت ان يقوم رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري بزيارة الى دمشق قبل تشكيل الحكومة وتوقع ان يبدأ العمل بسرعة لتشكيل هذه الحكومة.
وقال جعجع في مقابلة هاتفية مع رويترز ان زيارة الحريري الى دمشق "هي خطوة لن يكون لها اي نتائج ولن تؤدي الى اي مكان لا بل يمكن ان تؤدي الى نتائج سلبية ...قد تؤدي الى احباط اضافي وتؤدي الى سوء اضافي في العلاقة بين البلدين لان هكذا خطوة غير ناضجة."
اضاف "انا اشك جدا جدا ان تحصل ولا اعتقد ان هناك امكانية لحصولها لانها ليست محضرة وليس لها جدول اعمال ولم تشكل الحكومة بعد. اتصور ان الرئيس المكلف سعد الحريري اذا اراد الذهاب لن يذهب ليحل مشاكله ... سيذهب ليحل مشاكل اللبنانيين مع سوريا. ليحل مشاكل اللبنانيين يجب ان تكون تشكلت الحكومة ووضع جدول اعمال لهكذا زيارة."
وكانت وسائل اعلام لبنانية رددت في الايام القليلة الماضية أنباء عن زيارة وشيكة سيقوم بها زعيم الاغلبية النيابية ورئيس الحكومة المكلف المناهض لسوريا سعد الحريري الى دمشق في اطار مساع سعودية لمصالحته مع سوريا بعد خلاف استمر منذ اغتيال والده رفيق الحريري في العام 2005.
وكان التحالف المناهض لسوريا الذي فاز في الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من يونيو حزيران الماضي قد وجه اتهامات الى سوريا باغتيال الحريري وشخصيات سياسية واعلامية اخرى مناهضة لدمشق.
لكن سوريا التي رفضت مرارا هذه الاتهامات اضطرت بعد شهرين من اغتيال الحريري الى انهاء وجودها العسكري في لبنان والذي استمر 29 عاما تحت ضغط دولي.
وقال جعجع "الاولوية الان لتشكيل الحكومة التي لا نقبل الا ان تكون عملية لبنانية داخلية كليا في اطار المؤسسات الدستورية."
وتوقع جعجع ان يبدأ العمل في تشكيل الحكومة بسرعة وقال "في اوائل هذا الاسبوع صار هناك نوع من التريث بالانطلاق مباشرة بتشكيل الحكومة لانه كانت تجري حركة عربية-عربية مكثفة جدا باعتبار انه في سياق هذه الحركة هذه من الافضل التريث قليلا ربما هذه الحركة تضفي اجواء ايجابية اكثر على تشكيل الحكومة."
وكان الامير عبد العزيز بن عبد الله نجل العاهل السعودي ووزير الاعلام السعودي عبد العزيز الخوجة قاما بزيارات الى دمشق وبحثا مع الرئيس بشار الاسد الوضع على الساحة اللبنانية.
وقال جعجع "الان اتصور ان عملية التشكيل والتأليف ستنطلق بوتيرة اسرع لانه مثلما تبدو هذه الحركة العربية-العربية ستأخذ وقتا ومدى لتشكل اجواء تصل الى مبتغاها."
ورفض جعجع ربط تشكيل الحكومة بالحركة العربية قائلا "لا اخفي انه في وقت من الاوقات حاول البعض وخصوصا الطرف السوري ان يربط موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية بهذه الحركة العربية-العربية ولكن كان هناك موقف رافض ...من قبل اكثرية الفرقاء اللبنانيين المعنيين باعتبار تشكيل الحكومة اللبنانية موضوعا داخليا ليس له علاقة باي حركة اخرى."
وقال "نحن مع تطبيع العلاقات اللبنانية-السورية ولكن تطبيعها بشكل فعلي وجدي وعميق. لا يمكن للبنان وسوريا ان يستمرا كما كانا عليه في الاعوام الاربعة السابقة."
اضاف "ما يجب فعله على هذا الصعيد ...هو وضع جدول اعمال للمشاكل العالقة وفي طليعتها بالنسبة لنا موضوع المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وموضوع القواعد العسكرية السورية ذات الطابع الفلسطيني خارج المخيمات وموضوع ترسيم الحدود."
ولم يمانع جعجع في زيارة دمشق "في اطار عملية تطبيع جدية للعلاقات اللبنانية السورية على مستويات رسمية مع حل المشكلات العالقة بين لبنان وسوريا "
وحول تشكيل الحكومة رفض جعجع الخضوع لمطالب التحالف المؤيد لسوريا والذي يسمى تحالف "8 اذار" بالحصول على حق النقض (الفيتو) في الحكومة قائلا "بالنسبة لنا ليس واردا هذا الموضوع ...لا بشكل مستتر ولا بشكل مكشوف"
والعقبة الرئيسية التي قد تواجه الحريري في تشكيل الحكومة هي اصرار حزب الله وحلفائه على المطالبة بحق النقض (الفيتو) في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة. ويرفض الحريري مثل هذا الفيتو.
ويحرص الحريري (39 عاما) على الحصول على دعم قوي من منافسيه الشيعة حلفاء سوريا لضمان انطلاقة سلسة لحكومته.
وقال جعجع "رئيس الجمهورية هو لولب تشكيل الحكومة ...وسيكون له الدور المحوري بالتشارو مع رئيس الحكومة...مفتاح الثلث المعطل سيكون بيد رئيس الجمهورية باعتبار الصيغ المطروحة والمقبولة منا باحسن حالات لا يمكن ان تعطي الفريق الاخر اكثر من عشرة وزراء في حكومة من 30 وزيرا وبالتالي سيكون بيد رئيس الجمهورية ان يشكل ثلثي القرار او الثلث المعطل تبعا للحالات التي ستطرح على مجلس الوزراء."
اضاف "يجب ان نعمل كل المساعي لكي يتمثل كل الفرقاء داخل اول حكومة بعد الانتخابات. اذا لم يكن هناك امكانية ... نحن لسنا بعيدين عن نظرية ان الرئيس المكلف يشكل حكومة من لون سياسي واحد.
"نحن بكل محبة مع ان فريق 8 اذار يعارض ...وفريق 14 اذار يحكم ويتحمل مسؤولية القرارات التي يأخذها."
من ليلى بسام