var csvSymbolIds = "";
var quoteLink = "";
طهران (رويترز) - رد المتشددون الايرانيون على الرئيس الايراني الاسبق أكبر هاشمي رفسنجاني يوم السبت لانتقاده أداء السلطات الايرانية خلال انتخابات الرئاسة الشهر الماضي والاحداث التي أعقبتها وهو ما يلقي المزيد من الضوء على الانقسامات المتزايدة داخل المؤسسة الدينية الايرانية.
واتهم رئيس تحرير متشدد ينظر اليه على انه مقرب من اعلى سلطة في ايران رفسنجاني يوم السبت بمساندة "الخارجين على القانون" في اشارة الى المتظاهرين المعارضين واتهمه رجل دين بارز باثارة الفتنة في الجمهورية الاسلامية وألمح الى أنه يجب أن يواجه اجراء قانونيا.
وفي تحد واضح للزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي قال رفسنجاني ان كثيرا من الايرانيين تساورهم شكوك بشأن النتيجة الرسمية لانتخابات الرئاسة التي جرت في 12 يونيو حزيران والتي أظهرت فوز الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية.
وأعلن رفسنجاني رجل الدين البارز خلال خطبة الجمعة التي أمها للمرة الاولى منذ انتخابات الرئاسة أن ايران تعيش أزمة منذ الانتخابات التي يقول زعيم المعارضة مير حسين موسوي انها زورت لصالح الرئيس.
ورفض اية الله محمد يزدي أحد حلفاء أحمدي نجاد والعضو بأعلى جهة تشريعية في ايران تعليقات رفسنجاني.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية عنه أنه قال في مؤتمر صحفي " من الذي زرع الشك في الانتخابات في أذهان الناس .. ...أليس هذا زرع للشقاق..."
ونقلت وكالة فارس الرسمية للانباء عنه قوله "هؤلاء الذين زرعوا الشك في المجتمع وهؤلاء الذين رووا بذرته ليجعلوها تنبت من تحت الارض وتخرج الى الشوارع لتعتدي على حياة الناس وممتلكاتهم... يجب التعامل معهم بالقانون."
واثارت الانتخابات اكبر اضطرابات داخلية في ايران منذ الثورة الاسلامية عام 1979 وكشفت عن انقسامات عميقة بين نخبتها الحاكمة.
وقتل ما لا يقل عن 20 شخصا خلال العنف الذي أعقب الانتخابات. وتتبادل السلطات وموسوي الاتهامات بالمسؤولية عن اراقة الدماء. وتمكنت شرطة مكافحة الشغب وميليشيا الباسيج من السيطرة على مظاهرات الشوارع التي اندلعت في يونيو حزيران لكن موسوي ظل على تحديه.
كما زادت من توتر العلاقات بين ايران والغرب وهما على خلاف بالفعل بشأن برنامج طهران النووي. وانتقدت القوى الغربية الاجراءات الصارمة التي تتخذها ايران ضد المحتجين. واتهمتها ايران بالتدخل في شؤونها.
ويبدو أن موقف رفسنجاني القوي سيضعه في صدام مع خامنئي الذي جاهر بتأييد أحمدي نجاد بغض النظر عن دور الزعيم الاعلى المتفق عليه كحكم يسمو فوق الخلافات السياسية.
واستغل عشرات الالاف من مؤيدي المعارضة صلاة الجمعة التي أمها رفسنجاني وهو معتدل أيد موسوي في حملته الانتخابية لاظهار أكبر قدر من المعارضة منذ أسابيع.
واندلعت الصدامات قرب الجامعة بين الشرطة وأنصار زعيم المعارضة مير حسين موسوي الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية التي مازال يشكك في نتيجتها.
وصورت الحكومة الاحتجاجات الحاشدة التي اعقبت الانتخابات الشهر الماضي على انها من عمل مخربين محليين او "مثيري شغب" وقوى غربية تسعى للاطاحة بالمؤسسة الاسلامية.
وقال حسين شريعة مداري رئيس تحرير صحيفة كيهان اليومية ان رفسنجاني لم يفعل شيئا ليمنع تجمع أنصار موسوي داخل وخارج جامعة طهران حيث تقام صلاة الجمعة التي تبثها الاذاعة على الهواء مباشرة.
وكتب شريعة مداري "في الوقت نفسه استغل كل فرصة متاحة للتشكيك في نتيجة الانتخابات". وكان شريعة مداري دعا في وقت سابق من الشهر الجاري الى محاكمة موسوي واصلاحي بارز اخر بتهم ارتكاب "جرائم بشعة".
وجاء في المقال الافتتاحي الذي ذكر ان رفسنجاني حث الجميع على الالتزام بالقانون "السيد رفسنجاني... لم يتجاهل فحسب ما قاله لكنه ايد بصراحة الخارجين عن القانون" في اشارة واضحة الى انصار موسوي الذين واصلوا تحدي حظر المظاهرات.
ويعتبر شريعة مداري حليفا مقربا من الزعيم الاعلى الايراني علي خامنئي الذي يملك القول الفصل في كل أمور الدولة.
كما طالب رفسنجاني الذي يرأس مجلس الخبراء وهو جهاز قوي يملك نظريا سلطة عزل الزعيم الاعلى في خطبته بالافراج الفوري عن المحتجزين الذين القت السلطات الايرانية القبض عليهم في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات كما طالب بتخفيف القيود على حرية الصحافة.
وتقول جماعات حقوقية ان مئات من بينهم سياسيون بارزون مؤيدون للاصلاح وصحفيون وناشطون ومحامون لايزالون يقبعون في السجون منذ ألقت السلطات القبض عليهم في أعقاب الانتخابات.
من فريدريك دال وهاشم كالانتاري