"غامورا"رواية حولت كاتبها لبطل قومي تلاحقه المافيا
غلاف الكتاب
صدر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الترجمة العربية لكتاب "غامورا" للكاتب والصحفي الشاب روبرتو سافيانو والتي قامت بنقله للعربية مها عزالدين، ضمن مشروع كلمة للترجمة.
وحققت الرواية منذ إصدارها بلغتها الأصلية قبل أشهر قليلة نجاحا كبيرا حيث باعت 1.2 مليون نسخة في ايطاليا، وتمت ترجمتها إلى 42 لغة، بعدما عرضت حياة مؤلفها للخطر من قبل عصابات المافيا الايطالية.
وكشف سافيانو صاحب الـ 27 عاما وقائع ومعلومات دقيقة حول ممارسات عصابات المافيا، والتي اكتشفها أثناء تحقيقاته حول مافيا "كامورا" الإيطالية والتي تدير نشاطها في منطقة نابولي، ليتلقي تهديدات من رجال المافيا وصف معها شعوره بعد إصدار الرواية "بالموت أثناء الحياة".
وفضح المؤلف الشاب في كتابه الجرئ تفصيلات دقيقة للتنظيم الإجرامي الدولي والذي يسيطر علي الإقتصار العالمي ومقدراته صعودا وهبوطا عبر سلسلة من الأعمال غير المشروعة من خلال دلائل وبراهين تدين المافيا وقيادتها.
واستطاعت الرواية أن يقدم ما جبن الكثيرون في المجتمع الإيطالي عن الإقتراب منه، بعد دخل الي أروقة هذا الكيان الإجرامي ليرصد الصورة الواقعية لأخطرعصابات المافيا وخفايا النظام والانشطة غير القانونية وبصفة عائلة الكازاليسي أقوى عائلات المافيا بايطاليا.
وحول ترجمة الرواية الي العربية أعرب سافيانو عن سعادته أن يري "غامورا" صادرا باللغة العربية، مشددا أن أي كاتب يسعده أن يري عمله منقولا إلى لغة الشعر والنثر رفيعي المقام وهو الأمر الذي غمرني بالإثارة.
واعترف أنه في محاضرة بجامعة ساوث كاليفورنيا في مدينة لوس أنجلس الأمريكية أنه ليس نادماً على تأليف الرواية لكنه لا يحبها لأنها سلبته حريته ومنحه النجاح الكبير الذي حققته الرواية كرهع شريحة كبيرة من المنطقة التي جاء منها، معقبا "الكتاب يخرج أكثر مني".
وأبدي سافيانو سعادته لوعي الناس ان الجريمة المنظمة أخذت طريقها نحو التحول الي عمل شرعي، مشيرا الي أن من يكرهه بداعي انه أساء إلى سمعة أرضهم مثل والد أحد قادة الكومورا نيكولا شيافوني لابد ان يعرف أنه لن يتردد في إعادة كتابتها مائة مرة.
وتلقي الكاتب تهديدات بالقتل دفعت الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بدعوته للإقامة في تل ابيب للتمتع بالأمان، خاصة بعد أن هددت المافيا بالقضاء عليه أثناء احتفالات أعياد الميلاد عام 2008 مما اضطر وزير الداخلية إلى وضعه تحت حراسة مشددة ليقرر بعدها مغادرة إيطاليا من أجل التخلص من ضغط العيش تحت التهديد المستمر بالقتل.
وأكد سافيانو أنه من الصعب أن يمضي في الكتابة من وراء الحواجز وبصحبة خمسة مرافقين، ليتلقي معاها تعاطف ودعم العديد من الشخصيات العالمية بينهم بعض أدباء نوبل عبر بيان بمساندته ووصفه الروائي أمبرتو إيكو بـ"البطل القومي".
وفي المقابل تعهد رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلسكوني بتوفير الحماية الكاملة للمؤلف، موجها رسالة اليه عبر صحيفة "لا ريبوبليكا" بالصمود وعدم الاستسلام لتهديدات الجريمة المنظمة .
وأكد أن الأجهزة الأمنية قامت بتنظيف نابولي ومقاطعة كامبانيا من النفايات، وتمضي قدما نحو تنظيفها من الجريمة المنظمة، معربا عن سعادته بالمواهب الشابة التي لن تتراجع الحكومة عن توفير الحماية الكاملة لهم
جدير بالذكر أن "غامورا" تحولت الى فيلم للسيناريست الإيطالي الشهير موريتزيو براوتشي، وحصد جوائز من اكاديمية السينما الأوروبية، وباتت حديث الشارع الإيطالي الثقافي والسياسي والاجرامي علي حد سواء.