|
اسبانيا ستواصل المطالبة بالسيادة على جبل طارق
|
جبل طارق (ا ف ب) - كرر وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس الثلاثاء ان اسبانيا لن تتخلى عن المطالبة بالسيادة على جبل طارق مع مواصلة الحوار مع لندن والمسؤولين عن هذه المستعمرة البريطانية. وجاء كلام موراتينوس في ختام زيارة تاريخية لجبل طارق التقى خلالها نظيره البريطاني ديفيد ميليباند والوزير الرئيسي في جبل طارق بيتر كاروانا، ورأت فيها الصحف اليمينية الاسبانية الاربعاء "استسلاما مذلا". وقال موراتينوس في مؤتمر صحافي ان "موقف اسبانيا (...) هو عدم التخلي عن استعادة السيادة على جبل طارق، الا اننا جئنا الى هنا للمناقشة (...) لان لا بديل عن التعاون والحوار". وهذه الزيارة هي الاولى التي يقوم بها وزير اسباني لجبل طارق الذي تخلت عنه اسبانيا نهائيا لانكلترا بموجب معاهدة اوتريخت في 1713، لكن مدريد اكدت دوما انها ستطالب بالسيادة على هذه المنطقة اذا تخلت لندن عنها. وفي اسبانيا، انتقدت المعارضة اليمينية زيارة موراتينوس معربة عن تخوفها من التخلي عن "مطالبة تاريخية" بالسيادة على جبل طارق. وقد استقبل موراتينوس لدى وصوله بعيد ظهر الثلاثاء باعلام بريطانيا وجبل طارق الذي تبلغ مساحته سبعة كيلومترات مربعة وعدد سكانه 30,000 نسمة. وخلال استفتاء في 2002، رفض سكان جبل طارق بأكثرية كبيرة اقتراحا بريطانيا اسبانيا لتقاسم السيادة عليه. وقد التزم المسؤولون الثلاثة اثر اجتماع المنتدى الثلاثي (بريطانيا واسبانيا وجبل طارق) بعد الظهر بالتوقيع على اتفاقات في مجالات متعددة بينها البيئة والضرائب والخدمات المالية، وكذلك السلامة البحرية والاتصالات والتعاون القضائي والجمركي والامني مع افضلية ان يتم التوقيع قبل نهاية العام. ووفقا لبيان صحافي فان "التعاون والثقة المتبادلة يجب ان يصبحا القاعدة" بين الاطراف الثلاثة "من اجل الازدهار والرخاء في جبل طارق". واضاف ان هذه الاتفاقات ليس لها "اي تداعيات على السيادة على جبل طارق" ما يترك الباب مفتوحا امام الخلاف العميق على ادارته. وقال ميليباند ان "السيادة بيد شعب جبل طارق" مذكرا بموقف لندن الرافض لاي انتقال للسيادة دون مصادقة الشعب هناك. لكنه ابدى ارتياحه لاجتماع الثلاثاء مشيرا الى "الحكمة والرؤية" لدى موراتينوس الذي قبل الزيارة رغم انتقادات المعارضة. ولم يتطرق المسؤولون الثلاثة الى المسالة الشائكة المتعلقة بالمياه الاقليمية المحيطة بالمستعمرة البريطانية التي يختلفون بشأنها. وعلى عكس لندن فان اسبانيا لا تعترف بمياه اقليمية بريطانية خارج حدود مضيق جبل طارق. واعتبر كاروانا ان زيارة موراتينوس "مبادرة سياسية مهمة (...) لكننا لا نرى فيها خطوة الى الامام او الى الوراء في ما يتعلق بالخلافات بيننا". وانتقدت الصحافة المحافظة في اسبانيا الاربعاء بشدة زيارة موراتينوس معتبرة اياها "استسلاما مذلا" بعد "300 سنة من النضال" للسيادة على جبل طارق. وكتبت صحيفة الموندو الاسبانية تحت صورة تجمع موراتينوس مع نظيره البريطاني والوزير الاساسي في جبل طارق "صورة العار". وتابعت الصحيفة "انها صورة استسلام مذل" ستبقى "محفوظة في الارشيف" على انها عار لاسبانيا. وكان موراتينوس قد تعرض الثلاثاء لانتقادات شديدة من قبل المعارضة اليمينية الاسبانية التي قالت انها ستطالب "بالمساءلة العاجلة" للوزير الاشتراكي امام البرلمان. واعتبر رئيس الحزب الشعبي (يمين) في الاندلس (جنوب) خافيير اريناس ان هذه الزيارة "ليست زيارة تاريخية وانما خطأ تاريخيا". غير ان صحيفة الباييس اليسارية المعتدلة اعتبرت ان "هؤلاء الذين يريدون احياء الامجاد القومية مخطؤون بالزمن". |