10 سنوات امازيغيا

عشر سنوات..أمازيغيا
10 سنوات امازيغيا No

أحمد عصيد

Monday, July 27, 2009

اهتمت العديد من الصحف بموضوع مرور عشر سنوات على تولي الملك محمد السادس العرش، وقامت بمناسبة الحدث بحصيلة نقدية لهذا العقد من السنوات الذي عقد عليه المغاربة آمالا كبيرة، بعد فترة حكم الملك الحسن الثاني التي عرفت الكثير من الأحداث المأساوية التي ما زالت تشكل قطب اهتمام الإعلاميين والباحثين. غير أنه لوحظ بأنّ بعض الملفات التي أنجزت تهتم بالشاذة والفاذة من أمور السلطة والسياسة والأوراش المختلفة ما عدا الأمازيغية، وكأن هذه الأخيرة لا تدخل ضمن الأوراش المذكورة، وكأنها لم تكن موضوع خطب ملكية وقرارات رسمية ونقاشات وصراعات استقطبت اهتمام الرأي العام الوطني والدولي.

تاريخيا يعتبر حدث أجدير في أكتوبر 2001 حدثا متميزا ولا نظير له منذ الإستقلال، فأن يقوم الملك بجمع كل الفاعلين السياسيين والنقابيين والدينيين والإقصاديين وكذا المدنيين بعيدا عن العاصمة، في منطقة ذات دلالات رمزية، لكي يشهدهم على قرار الدولة بإنصاف الأمازيغية التي تم نقلها من الهامش و من دائرة الطابو إلى موقع أصبحت فيه تعدّ "مسؤولية وطنية"، وأحد أسس شرعية الملكية، هوحدث على قدر كبير من الأهمية، غير أن الأمر يبدو بخلاف ذلك لدى بعض الصحف التي تجاهلت الموضوع كليا، وهو ما يظهر تأثير سنوات طويلة من الأدلجة باسم "العروبة والإسلام".

إن موضوع مأسسة الأمازيغية وإدراجها في مجالات التعليم والإعلام والمجالات السوسيوثقافية والشأن المحلي والجهوي، هو أحد المواضيع التي تسمح لنا بتقييم العقد الأخير من حكم الملك محمد السادس، حيث تنعكس عليه كغيره من المواضيع كل مؤشرات المدّ والجزر في الحياة السياسية، كما أنّ الطريقة التي تمّ بها تدبير هذا الملف، تظهر في نفس الوقت أهمية الفاعل الملكي ودوره المحوري في عملية الإنتقال نحو الديمقراطية، وكذا حدود هذا الدور وإكراهاته وعوائقه، كما يمكّن هذا الملف من تبيّن أزمة الأحزاب السياسية التقليدية، ومشكلة العلاقة بين الملكية ومؤسساتها والحكومة وإدارتها.

ويسمح موضوع الأمازيغية بجانب هذا أيضا بملامسة موضوع الذهنية السائدة في المجتمع في موضوع الهوية والإنتماء والمسألة اللغوية، والتي هي نتاج السياسات المتبعة والإيديولوجيات المتصارعة، كما يسمح أيضا بقياس درجة حرارة النقاش العمومي في هذه القضايا، بعد القرار الملكي وتدشين دخول الأمازيغية إلى عدد من الفضاءات الرسمية.

إن تقييم العشر سنوات من حكم الملك محمد السادس، عمل بحاجة إلى الكثير من الموضوعية وإلى النظرة الشمولية كذلك، كما أن الغرض منه لا ينبغي أن يكون هو إثبات الفرضية العدمية والحكم المسبق الذي يقول بأنه لا شيء تغير وأن الأمور جميعها تسير إلى الوراء، وإنما ينبغي أن يكون الهدف هو تحليل الوقائع وقراءة الأحداث واستخلاص النتائج الواقعية، سلبية كانت أم إيجابية، وإذا كانت الثقة في المؤسسات ضعيفة، فإن ذلك لا ينبغي أن يحجب عنا رؤية ما تقوم به ووضعه في الميزان.

10 سنوات امازيغيا

10 سنوات امازيغيا :: تعاليق

10 سنوات امازيغيا

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة