الهيمنة الغربية في كتاب"الشركة التي غيرت العالم"
صدر مؤخرا عن مكتبة الشروق الدولية كتاب "الشركة التي غيرت العالم" للكاتب نك روبينز، ويتناول بين دفتيه شركة عملاقة بحجم دولة كبيرة زحفت بمخالبها وأنيابها حتى أخضعت عملاقي قارة آسيا وتحكمت في شعوبها، وقام بترجمته الي العربية كمال المصري.
وتطرق الكتاب وفقا لما ورد بصحيفة "الوفد" المصرية أن الشركة مارست أسوأ أشكال النهب الاستعماري والعنف العنصري الهمجي الممنهج بهدف استنزاف خيراتها واسترقاق شعوبها وتدمير مقوماتها الإنسانية!.
رصد الكتاب وقائع صعود شركة الهند الشرقية البريطانية الأسطوري الي عنان السماء قبل انحدارها حتى نهايتها المحتومة، ويلخص من خلالها حقيقة الاستعمار الغربي كله الذي بسط هيمنته علي العالم في القرون الماضية.
وأشار الي سياسة الغرب الاستعمارية التي اعتمدت علي تفوق عسكري لاستباحة الآخر وإتباع سياسة فرق تسد وما الي ذلك من أساليب المكر والخداع، مما أدي الي تنمية مالية واقتصادية ومن ثم ثورة صناعية وما نجم عنها من مصادر للقوة وفهم شديد للمواد الأولية ثم حاجة مماثلة للأسواق الضرورية لتصدير فائض الإنتاج، وهو ما ترتب عليه اجتياح مسلح متصاعد ومتفاقم لقارات العالمية.
وتابع الكتاب أنه ولم يقف في وجه هذا الاجتياح الغربي عائق من منطق أو أخلاق أو حق بل استباح الغرب تدمير المقومات البشرية للشعوب بلا رحمة ودفعها الي أتون الموت والمجاعات والأوبئة والرزايا مع تغييبها عن الواقع وبذر الخلافات والشقاق، واستنفاد طاقاتها فيما يضر ولا ينفع حتي تظل مستكينة لقدرها المحتوم.
وقدم الكتاب شركة الهند الشرقية البريطانية باعتبارها النموذج للشركات العملاقة العابرة للقارات التي تلقي شباكها علي الاقتصاد العالمي الراهن وتملك قدرات هائلة تنتشر علي مستوي العالم اجمع وحجم أعمال بعضها يفوق ميزانيات عشرات من الدول التي يحيا بين ظهرانيها مئات الملايين من البشر!
مشيرا إلى أن الهند التي كانت مسرحا لنشاط هذه الشركة كانت أيضا مسرحا لنشاط حفيدة من حفيدات هذه الشركة في ثمانينيات القرن الماضي وهي شركة "يونيون كاربير" التي تسببت في مقتل 22 ألف مواطن هندي، وأيضا فيمكننا في عالمنا العربي أن نشهد البصمات الإجرامية لشركات علي هذه الشاكلة ودور شركة "إنرون" علي سبيل المثال وبعض مسئوليها وعلي رأسهم ديك تشيني نائب بوش الابن من مخططي عملية احتلال العراق .