هل يمكن شراء السعادة؟ كتاب فرنسي يجيب
غلاف الكتاب
صدر مؤخرا عن البان ميشيل باريس كتاب "سعيا وراء السعادة" لمؤلفه ستيفان اوسمونت، ويقع في 196 صفحة من القطع المتوسط.
ووفقا لصحيفة "البيان" الإماراتية ينطلق المؤلف في كتابه من ملاحظة بسيطة هي أن البشر كلهم يجدّون في البحث عن السعادة التي أصبحت في واقع الأمر مطلبا، بل وغاية حقيقية في الحياة.
لكن هل يمكن بناء السعادة أو شراءها أو تصنيعها؟ وما يؤكده المؤلف هو أن مثل هذه التساؤلات المطروحة على ذهن جميع البشر تشكّل، رغم بساطتها الظاهرة، الشغل الشاغل لفروع كاملة في ميدان الطب النفسي والعصبي والعصبي-النفسي وفي ميدان علم الاجتماع، بل وفي الميدان الاقتصادي نفسه.
الطريقة التي يعالج فيها المؤلف موضوعه هو أنه يضع نفسه في موقع من يعاني من مزاج سوداوي والذي يحاول أن يعالج نفسه، ولذلك يتوجه إلى الخبراء المعنيين سعيا وراء السعادة.
وهكذا يذهب إلى ملاقاة دافيد سرفان-شرايبر، أحد المرجعيات الطبية في ميدان العلاج النفسي، الذي يرى أن "العزلة" هي أحد أكبر الأخطار المهددة للسعادة.
ويذكر كيف أن القرود عندما تصل إلى سن البلوغ يتم فصلها عن مجموعتها الأصلية وتركها وحيدة في الغابة كي تندمج مع مجموعة أخرى. هذه الفترة الانتقالية تستمر قرابة ثلاثة أشهر يزداد فيها معدّل احتمال موتها بنسبة 50 بالمائة، كما دلّت دراسات علمية عديدة.
البشر فيهم، كما يرى، شيئا من هذه الخاصية إذ نعرف أن رفض الآخرين لنا قد يدفعنا نحو موتنا. لذلك نحن دائما في غاية الحساسية حيال طبيعة علاقاتنا في العمل والمنزل وداخل الأسرة ومع الأصدقاء، ذلك أن الأمر متعلق ببقائنا.
وما يؤكده المؤلف هو أن السعادة أصبحت شاغلا اجتماعيا. وإذا كان رجال العلم وخبراء الاقتصاد يحاولون قياس جرعة السعادة لدى البشر ويحددون معاييرها بدقة، فإن هناك جحافل من أولئك الأكثر بساطة الذي يجرون وراءها والبحث عن أفضل الوسائل للحصول عليها.