"القيادة الرئاسية" يشرح سياسة أمريكا الخارجية
غلاف الكتاب
صدر عن دار نوف نيويورك كتاب "القيادة الرئاسية من نيكسون إلى جورج دبليو بوش" للكاتب والمؤرخ بيتر دبليو رودمان، ويقدم عبر صفحاته الـ 368 الآليات التي يلجأ إليها "الرؤساء" من أجل قيادة أولئك الذين يعملون معهم حيث تلعب عدة صفات دورا هاما في ذلك ليس أقلها القدرة على الإقناع والحزم وقبل كل شيء السمات الشخصية
ويشير المؤلف وفقا لصحيفة "البيان" الإماراتية أن المهم ليس صياغة نهج محدد في السياسة الخارجية فحسب، ولكن أيضا العمل على تنفيذ هذا النهج. كذلك يؤكد المؤلف هنا على أهمية أن يكون للرئيس «رؤية للعالم» وأن يمتلك قدرة تحويل هذه الرؤية إلى واقع.
ويتوقف رودمان أمام الطريقة التي انتهجها سبعة رؤساء أمريكيين على صعيد السياسة الخارجية والأمن القومي، بداية من ريشارد نيكسون حتى جورج دبليو بوش، حيث يصف الطريقة التي صيغت فيها تلك السياسة على أنها تشابه كثيرا إعداد "طبخة من الطعام" فيها الكثير من "التجزئة" و"التقطيع" و"الجمع" و"التوليف"، فيما يوفر وزراء الدفاع ومستشارو الأمن القومي المواد اللازمة.
ويري المؤلف أنه ليس بين الرؤساء الأمريكيين السبعة الذين يدرس طريقة صياغتهم للسياسة الخارجية والأمنية الأمريكية من يجمع بين الرؤية الاستراتيجية وبين الفريق الفعّال الذي يملك المخيلة الضرورية من أجل تحديد مجموعة من الخيارات السياسية التي يتم فرضها على الحكومة والكونغرس.
ويصف الكتاب ريتشارد نيكسون بأنه على معرفة كبيرة بأمور العالم ولكنه كان بنفس الوقت مصابا بنوع من "الوسواس" لتحقيق انتصارات كبيرة في العلاقة مع الصين، وعلى مثل هذه الخلفية قام بأول زيارة رسمية لرئيس أمريكي إلى بكين في عام 1972 ليفتح بذلك صفحة جديدة في العلاقة بين البلدين. لكنه كان بنفس الوقت مسؤولا عن أشكال كبيرة من الفشل، خاصة في مجال العبث بأخلاقيات الدولة وسيادة القانون، الأمر الذي مثلته بامتياز فضيحة "ووترجيت" .
وإن كان اعتماد نيكسون الأكبر على وزير خارجيته هنري كسنجر، فإن جورج بوش الأب تمتع أكثر من الرؤساء الآخرين بنوع من "القيادة الجماعية" التي ساعدته إلى حد كبير في "الإدارة البارعة" لعملية تفكيك الاتحاد السوفييتي السابق بعيدا عن النزعة الفردية التي سيطرت علي نيكسون.
وعاني جيرالد فورد الذي وصفه الكتبا بـ"مكتوف اليدين" من الإرث الذي تركته فضيحة"ووترجيت" التي أوصلته إلى سدة الرئاسة بعدما أطاحة بالرئيس نيكسون، وزاد من إحساسه بضيق هامش حريته في انتهاج سياسة خارجية وأمنية واقع أن الكونجرس أصبح آنذاك هو المشرف الحقيقي على تحديد مثل ذلك النهج.
بينما كان رونالد ريجان صاحب رؤية في غاية الوضوح وفي غاية المثالية أيضا للعالم الذي كان يريد أن يرسمه، ذلك على أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة المهيمنة فيه إلا أنه صب جهده لمجابهة القوة الروسية، وأطلق مشروعه "حرب النجوم" فيم أهمل ما عداها من القضايا.
وأكد المؤلف أن جيمي كارتر عاني من عيب كبير هو أنه لم يكن حاسما، هذا في الوقت الذي ينبغي فيه برأيه أن يكون الرئيس "حيويا وملتزما ومسيطرا"، كما ينبغي أن يكون وزير خارجيته، وليس مستشاره للأمن القومي، هو الذي ينفذ الخطوط الأساسية للسياسة الخارجية وبحيث يقوم الجميع بتمثيل النهج الذي حدده الرئيس.