var csvSymbolIds = "";
var quoteLink = "";
بيت لحم (الضفة الغربية) (رويترز) - واصل اصلاحيون ضغوطهم من أجل تغيير القيادة في حركة فتح الفلسطينية يوم الخميس وقالت المملكة العربية السعودية ان دولة فلسطينية لن تقوم الا اذا تم القضاء على الانقسامات الداخلية.
وبدأ اول مؤتمر في 20 عاما لفتح بداية صعبة في الاسبوع الحالي باتهامات من اصلاحيين بأن "الحرس القديم" بأقدامه الراسخة والمشوه سياسيا حشد في المؤتمر مندوبين موالين له في محاولة للحفاظ على الوضع القائم.
ودفعت الخلافات الداخلية وخطر انشقاق في صفوف فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاضافة الى الانقسام العميق بين فتح وغريمتها حركة حماس الاسلامية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الي توجيه تحذير صريح غير معتاد.
وقال الملك عبد الله في خطاب مفتوح الى عباس "لو أجمع العالم كله على اقامة دولة فلسطينية مستقلة.. ولو حشد لها كل وسائل الدعم والمساندة لما قامت هذه الدولة والبيت الفلسطيني منقسم على نفسه شيعا وطوائف."
واضاف الملك قائلا في الخطاب الذي نشرته صحيفة الحياة "اصارحكم ايها الاخوة ان العدو المتكبر المجرم لم يستطع عبر سنوات طويلة من العدوان المستمر ان يلحق من الاذى بالقضية الفلسطينية ما ألحقه الفلسطينيون انفسهم بقضيتهم من اذى في اشهر قليلة."
واذا أمكن التفاوض على اتفاق للسلام في الشرق الاوسط لاقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل فستقوم بتوقيعه منظمة التحرير الفلسطينية التي تعترف بها اسرائيل والامم المتحدة وتهيمن عليها فتح ويرأسها عباس.
ووحدة فتح حاسمة لنجاح عملية السلام.
ويأمل مساندو عباس في الغرب ان يستطيع المؤتمر ان يعيد المصداقية لفتح قبل الانتخابات المتوقعة اوائل 2010 العام الذي قد يشهد مسعى جديدا تقوده الولايات المتحدة من اجل اتفاق سلام شامل مع اسرائيل.
ويقول اصلاحيون من الجيل الاصغر سنا ان فتح تفقد الثقة نتيجة لسنوات من التحرك البطيء لمحادثات السلام ولطخها الفساد في ظل الزعيم الراحل ياسر عرفات وتعرضت لهزيمة مهينة في انتخابات في 2006 امام حماس ولذلك فانها تحتاج الى اصلاح وتجديد.
وظهرت اشارات يوم الخميس الي مكان على القمة لدماء شابة جديدة حيث اعلن الاعضاء المسنون في اللجنة المركزية لفتح انهم لن يسعوا لاعادة انتخابهم.
وسيترشح ثمانية فقط من 16 عضوا في اللجنة المركزية. لكن المنتقدين يقولون ان "الحرس القديم" قد يبقى متمسكا بالسلطة بعد تصويت المؤتمر الذي تم حشد 700 من مؤيديهم في صفوفه في اللحظات الاخيرة. واصغرهم سنا يزيد عمره عن السبعين عاما.
وقال حسام خضر (47 عاما) انه يعرف ان فرصته ضئيلة لكنه يريد ان يترشح لعضوية اللجنة المركزية. واتهم بعض اعضاء اللجنة بشراء الاصوات عن طريق ادخال اقاربهم وموظفيهم كأعضاء في المؤتمر.
وتحدث بعض المندوبين عن احتدام النقاش وعن تبادل المشاركين الصياح والشتائم.
وزعم مسؤول من وزارة المالية بأن البعض وجه أموال الدولة لافراد عائلاتهم وتحدث عن "محسوبية" من مسؤولين على أعلى المستويات في فتح عينوا أبناءهم وبناتهم وأصدقاءهم كمندوبين.
وقال أحد المشاركين في المؤتمر "هذا جزء من الديمقراطية طالما أننا لم نتشابك بالايدي."
والمرة السابقة التي انتخب فيها اعضاء اللجنة المركزية كانت في تونس في 1989. ويبلغ عدد اعضاءها في العادة 21 منهم 18 منتخبون وثلاثة معينون. وتوفي خمسة منهم عرفات في الاعوام الماضية.
ويبدأ الترشيح مساء يوم الخميس وينتهي يوم الجمعة. ومن المقرر اجراء التصويت يوم السبت.
ولا تتعرض زعامة عباس لتحدي. وأكثر الاشخاص شعبية بعد الرئيس الذي يبلغ من العمر 74 عاما هو مروان البرغوثي المعتقل في سجن اسرائيلي.
وقال الاصلاحي جمال شوبكي انه يتوقع ان يشغل الجيل الجديد ما بين 20 الي 30 في المئة من مقاعد اللجنة المركزية وان هذه نسبة صغيرة لكنها بداية جيدة.
وتعزيز مؤهلات فتح الديمقراطية حيوي لاستعادة التأييد الفلسطيني للحركة التي يساندها الغرب واحلالها محل حركة حماس التي ترفض التخلي عن النضال المسلح وقبول حق اسرائيل في الوجود.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان اسرائيل تراقب مؤتمر بيت لحم عن كثب لكنها لا تتدخل.
واضاف قائلا امام اعضاء الكنيست (البرلمان) يوم الثلاثاء "نصيحتي ألا تتأثروا كثيرا بما سيقال في مؤتمر فتح في اطار الحوار الداخلي."
ومضى قائلا "الاختبار الحقيقي يأتي بعد المؤتمر عندما تتشكل قيادة ويكون لها قدر مناسب من الشرعية وبعد ذلك سنرى ما الذي ترغب هذه القيادة في تقديمه على مائدة المفاوضات."
من محمد السعدي وعلي صوافطة
(شاركت في التغطية سامية نخول واريكا سولومون وجوزيف نصر).