المؤيد وزايد في السجون الأمريكية منذ 2003 صنعاء، اليمن (CNN) -- كشفت مصادر رسمية يمنية لموقع CNN بالعربية أن السلطات الأمريكية قررت الجمعة الإفراج عن الشيخ محمد المؤيد ومرافقه محمد زايد، بعد أكثر من ست سنوات على اعتقالهما بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة والتخطيط لتنفيذ عمليات توصف بأنها "إرهابية."
وذكرت المصادر أن السفارة اليمنية في واشنطن تبلغت قرار الإفراج عن المؤيد وزايد والاكتفاء بفترة سجنهما السابقة، وذلك بعد الجهود التي بذلتها الرئاسة اليمنية في هذا الإطار في ظل الحديث عن تردي صحة الشيخ المعروف بمواقفه المعتدلة في المذهب الزيدي، ويتمتع بشعبية واسعة لدى كل الفئات اليمنية.
وتقول أوساط الشيخ المؤيد إنه تعرض لـ"الاختطاف" في مطار فرانكفورت في العاشر من يناير/كانون الثاني 2003 من خلال أجهزة الأمن الألمانية بطلب من السلطات الأمريكية.
ويعتبر المؤيد من الشخصيات الاجتماعية البارزة في اليمن، وهو ينتمي لعائلة من "السادة" وقد سبق له العمل في مجال القضاء، كما كان معروفاً بدوره الدعوي، وقد أثار توقيفه موجة من الغضب في الشارع اليمني بسبب دوره المعتدل.
ونفت المصادر التي تحدثت إلى CNN بالعربية أن يكون لجهود الرئيس اليميني، علي عبدالله صالح، أي علاقة برغبته في وجود شخصية قوية ومعتدلة داخل المذهب الزيدي الذي خرجت من أوساطه جماعة الحوثيين التي تقاتل الحكومة المركزية في المناطق الشمالية منذ سنوات.
ورأت أن دور صنعاء في الضغط للإفراج عنه جاء بسبب شعبيته والمكانة الاجتماعية الكبيرة التي يتمتع المؤيد بها، ولقناعة الحكومة بعدم ارتباطه بالقاعدة، خاصة وأنه من المذهب الزيدي الذي يُصنف ضمن المذاهب المقربة من المعتقدات الشيعية، في حين أن القاعدة تنشط في الأوساط السنية.
ولم تنف المصادر وجود صلات للمؤيد بشخصيات سنيّة تثير السلطات الأمريكية الشكوك على احتمال وجود صلات بينها وبين تنظيمات متشددة، وفي مقدمتها الشيخ عبدالمجيد الزنداني، وذلك من خلال العلاقة التي كانت تربطهما من خلال حزب الإصلاح المقرّب من تنظيم "الإخوان المسلمون" الذي كانا ينتميان إليه.
وكانت محكمة البداية في بروكلين قد اتهمت المؤيد وزايد بـ"تمويل ودعم الإرهاب" وتقديم المساعدات المالية والعينية لتنظيم "القاعدة" و"حركة حماس وأمرت بحبسهما 75 سنة و 45 سنة وتغريمهما نحو مليوني دولار، مشيرة إلى استخدام العمل الخيري غطاء لنشاطات غير مشروعة.
غير أن محكمة الاستئناف التي أعادت النظر في القضية بالثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2008 قضت بإلغاء الحكم الابتدائي، وشككت في شهادات الشهود، كما لفتت إلى أن الدعم الذي قدمه المؤيد للفصائل المسلحة قد يكون خلال فترة الوجود السوفيتي في أفغانستان وقتال تلك الفصائل ضده.
إلا أن الإفراج عن المؤيد ورفيقه تأخر لأن القضاء الأمريكي قرر إعادة محاكمتهما من جديد، وهو ما اعترضت عليه اليمن مطالبة بتطبيق حكم المحكمة الاستئنافية بإسقاط العقوبات عنهما وإطلاق سراحهما.
وتشير المواقع المقربة من المؤيد إلى أن صحة الأخير دخلت منذ فترة في حالة خطيرة جراء مضاعفات الأمراض المزمنة التي يعاني منها.