المغني سعيد مسكير الواعي بالقضايا الاجتماعية يحمل رسالة إيجابية لمشجعيه الشباب. تحدث لمغاربية عن جولته الأخيرة وألبومه المقبل وخططه المستقبلية.
الحوار والصور لإيمان بلحاج من الدار البيضاء لمغاربية — 14/08/09
سعيد مسكير يحمل رسالة التسامح والسلام في مزيجه الأخير من الموسيقى الدولية مع الجذور المغربية.
|
يهز سعيد مسكير حاليا المسارح المغربية وخارجها منذ 1988 عندما أصدر ألبومه الأول "غيثوني" وهو مزيج مثير من الراي والفانك والريغي وألوان أخرى. وغنى أيضا مع إم سي أنو من فاس سيتي كلان ونبيلة معان وخنساء باطمة ونجوم آخرين في الأغنية الشعبية " نوضو تصوتو " قبيل الانتخابات الأخيرة في المغرب. ويقوم سعيد مسكير طيلة هذا الصيف بجولة عبر المغرب لتقديم أغانيه في مهرجانات المدن. مغاربية أخذته من قلب جولته بين حفلين لتحاوره حول ألبومه جديده، وحول الشباب المغربي وطموحاته وأحلامه.
مغاربية: ما هو جديد سعيد مسكير؟
سعيد مسكير: حاليا أقوم بجولات كثيرة عبر المغرب. فمنذ دخول الصيف زرنا كل جمهور في مدينته، من طنجة وأكادير والقنيطرة ومراكش وغيرها. الجميل هو ذلك التفاعل الذي وجدناه عند المغاربة الذين يستقبلوننا في كل مرة، بكل ترحاب وحب، ما يجعل المسؤولية كبيرة على عاتقي في إرضائهم والقيام بمجهود أكبر لتقديم فن يروقهم.
لدي ألبوم جديد جاهز من 10 أو 12 أغنية، لكنني قررت ألا أطرحه إلا بعد شهر رمضان، أي بعد مراجعته بشكل نهائي، ربما لأضيف أغنية، أو أعدل ما يجب تعديله لأنني أريده ألبوما من مستوى جيد خاصة وأنه سيوزع على المستوى الدولي، في أوروبا وكندا وأمريكا.
الألبوم يحمل، كالعادة، مواضيعا اجتماعية للشباب، ومواضيعا حول الحب وحول السلام، وهو ما نعتبره نحن الفنانون رسالتنا الدائمة التي علينا تبليغها في كل مرة نقدم فيها شيئا لجمهورنا.
مغاربية: على ذكر الشباب، كيف تنظر إليه في ظل الأوضاع الصعبة، والمشاكل التي يعيشها اليوم؟
مسكير: صراحة، قد تجد نظرة يأس في أعينهم. نظرة تجعلهم يفكرون في الهجرة والبحث عن ظروف عيش أفضل، لكنهم يجهلون أن فرصتهم قد تكون في بلدهم، لأننا شعب نتميز بالتضامن، ونحتفظ بممارسات اجتماعية لا تؤثر فيها لا الأوضاع الاقتصادية ولا الظروف الصعبة التي يجتازها العالم برمته، والتي لا نجدها في أوروبا مثلا.
هناك كلمة سحرية يرددها أغلبية شبابنا هي "الحمد لله" ما يعني أن شبابنا واع بما يدعو إليه ديننا الإسلامي من التسلح بالإرادة والإيمان والصبر لنيل المبتغى، بدل البحث عنه بطرق مستحيلة، إما تؤدي إلى الموت والهلاك أو إلى التيهان في بلاد الأجانب.
قال مسكير "أدعو في أغاني إلى عدم اليأس والتشبث بالأمل".
|
من جهتنا كفنانين نحمل على عاتقنا أحيانا مسؤولية تحسيس هؤلاء الشباب بكل هذه المعاني، ولنقول لهم بأن أوروبا والمخاطرة بالنفس ليست هي الحل، كما نقول لهم إن أغلب من نجحوا في تخطي البحر، ها هم اليوم يعودون أدراجهم إلى بلدهم، بعد أن لم يجدوا أفضل منه بجميع إكراهاته ومعضلاته.
وأنا أحد هؤلاء، لقد سافرت كثيرا وزرت دولا أوروبية وأميركية، وأتيحت لي فرص كثيرة لأستقر هناك، لكني لم أجد أفضل من بلدي أستقر فيه. وإلا لما توافد المستثمرون عليه للاستقرار به والعمل فيه. هناك كرم وتلاحم اجتماعي لا مثيل له في أي دولة أخرى من العالم.
مغاربية: كنت عضوا في لجنة تحكيم "استوديو دوزيم، تحدث لنا عن هذه التجربة؟
مسكير: هي تجربة جيدة أضيفت إلى رصيدي المعرفي، ووجدت هناك طاقات واعدة في الحقيقة وأصوات جيدة، بمعنى هناك من هو قادر على الحفاظ على ريادة الأغنية المغربية، لكن ما يؤسف له هو انعدام المتابعة لهؤلاء الأصوات. فبعد الحلم بالنجومية وبعد المرور من برنامج مهم يعطيهم أمل كبير، نجد مسيرتهم تتوقف عند نهاية الموسم. يجب الأخذ بأيديهم إلى آخر المشوار. وأن تكون استمرارية، ولا يتوقف الأمر عند حدود الفوز بالدورة أو عند أغنية أو أغنيتين تسجلها لهم القناة. فكل فنان يحتاج إلى من يواصل معه مسيرته.
في نفس الوقت، أدعوهم إلى الاعتماد على النفس والخروج إلى الميدان للبحث عن المنتج والمحتضن فهم من يجب عليهم طرق الأبواب. الجمهور المغربي يحب الأغنية المغربية كثيرا، وهؤلاء هم من يتحملون مسؤولية تقديمها إليه اليوم.
مغاربية: كانت لك تجربة ربما هي الأولى من نوعها في المغرب، وهي التي خضتها مع الفنان مالك بالفرنسية والعربية. ما مدى تجاوب الشباب المغربي مع ذلك؟ مسكير: الفنان مالك صديق أعتز به كثيرا، والغناء معه كان تجربة ناجحة جدا، سواء من حيث الأداء بصوتين مختلفين ولغتين مختلفتين، أو من حيث المواضيع الاجتماعية والقضايا القومية والوطنية، التي كنا نطرحها في أغانينا. لقد كانت أول تجربة للغناء باللغتين الفرنسية والعربية في 1993، ولم نكن نتوقع النجاح لهذا النوع من الغناء، لكن لاحظنا أن التجاوب كان كبيرا، ما حدا بفنانين آخرين للغناء باللغتين الفرنسية والعربية أو الانجليزية والعربية.
مغاربية: هل يعني ذلك أن تجاوز اللغات والاختلاف للانصهار في لغة واحدة هي لغة الموسيقى؟ أو أن الأمر صعب جدا؟
مسكير: نعم، لكن أيضا لأننا نحن المغاربة نحب الفن، ونحن كفنانين نعي أن الشباب المغربي يفهم اللغتين وبالتالي لا مانع من أن نجمع بين نوعين من الجمهور، جمهور يحب سعيد مسكير وهو يؤدي مقاطع باللغة العربية، وجمهور مالك الذي يحب أغانيه بالفرنسية، وأعتقد أننا نجحنا في ذلك من خلال تقديم فن جديد.
مغاربية: ما هي رسالتك إلى الشباب بصفة عامة؟
مسكير: رسالتي هي رسالة أي فنان مغربي يدعو إلى السلم والتسامح وإلى التسلح بالإرادة وإلى المثابرة. عملنا هو خلق المتعة لدى الإنسان، لكن بفن راق يجعلهم يقبلون على الحياة بأحلام وردية قابلة للتحقق. بالنسبة إلي شخصيا أحاول أن أدعو في أغاني إلى عدم اليأس والتشبث بالأمل.
مغاربية: ما هو السر في جلب هذا العدد الكبير من المعجبين والمعجبات بسعيد مسكير؟
مسكير: هناك سر واحد هو التواضع، ثانيا، كلما شعرت بحب الناس لي، يزداد تخوفي من أن أخذلهم في يوم من الأيام. أحمل دائما همّ إرضاء جمهوري وعشاقي. وأدعو الله دائما أن يوفقني في إرضائه.
مغاربية: ألا تفكر في جولات عبر البلدان المغاربية؟
مسكير: حاليا، لدي عروض للقيام بجولات عبر الديار الأوروبية، التي سأبدأها في السنة المقبلة، وبعدها سأفكر جديا في زيارة الدول المغاربية كذلك.