|
مدفيديف وبيريز يجريان محادثات حول التوتر في الشرق الاوسط
|
موسكو (ا ف ب) - اعلن الكرملين ان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف اجرى محادثات مع نظيره الاسرائيلي شيمون بيريز تناولت خصوصا البرنامج النووي الايراني ومحادثات السلام في الشرق الاوسط. واكد بيريز ومدفيديف في اللقاء نفسه على دور الاتحاد السوفياتي في دحر القوات الالمانية النازية في الحرب العالمية الثانية وشددا على ضرورة رفض نكران محرقة اليهود في هذه الحرب. وعقد الاجتماع غير الرسمي في مقر الاقامة الصيفي للرئيس الروسي في سوتشي على البحر الاسود. وقال الكرملين في بيان قبل الاجتماع ان "الوضع في الشرق الاوسط الذي يثير قلقا شديدا في روسيا، سيكون محور اهتمام الاجتماع". وخلال ترحيبه ببيريز في مقره، قال مدفيديف انه "توجد العديد من المشاكل" التي تحتاج الى مناقشة في الشرق الاوسط في الوقت الحالي، حسبما ذكرت وكالة الانباء الروسية "ايتار تاس". وكان بيريز صرح انه يعتزم مناقشة "عدد من القضايا" المتعلقة بعملية السلام في الشرق الاوسط بشكل عام والعلاقات الاسرائيلية الروسية بشكل خاص. وتساعد روسيا ايران على بناء اول محطة طاقة نووية فيما تخشى كل من اسرائيل والولايات المتحدة من ان طهران تعتزم سرا انتاج اسلحة نووية تحت غطاء برنامج الطاقة النووي المدني. وتنفي ايران هذه الشكوك بشدة. وتحاول اسرائيل اقناع موسكو بالانضمام الى العقوبات الدولية على ايران الرامية الى وقف برنامجها النووي الذي ترى فيه الدولة العبرية اكبر خطر عليها. وتتهم اسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، النظام الايراني بتطوير برنامج نووي لاغراض عسكرية وهو ما تنفيه طهران. وذكر ناطق باسم الرئاسة الاسرائيلية ان بيريز ومدفيديف سيبحثان في في مؤتمر للسلام حول الشرق الاوسط تريد موسكو عقده بحلول نهاية 2009. وتهدد الحكومة الاسرائيلية التي كانت شديدة التحفظ ازاء هذا المشروع في بداية الامر، بمقاطعة الاجتماع اذا حضرت حركتا حماس وحزب الله اللبناني الاسلاميتان. من ناحية اخرى احيت روسيا واسرائيل الثلاثاء الذكرى السبعين لاندلاع الحرب العالمية الثاني بادانة نكران المحرقة اليهودية وكذلك دور روسيا في هزيمة الفاشية. وخلال الاشهر الماضي اعربت مدفيديف عن غضبه عن ما وصفه بمحاولات الغرب التقليل من اهمية مساهمة القوات السوفياتية في الحرب العالمية الثانية. وقال مدفيديف عقب محادثاته مع بيريز ان مهمة الدولتين هو ضمان "عدم تشويه حقائق التاريخ لاغراض سياسية". وقال بيان مشترك اصدره مدفيديف وبيريز "نعرب عن استيائنا الشديد من محاولات انكار المساهمة العظيمة التي قدمها الشعب الروسي وغيره من شعوب الاتحاد السوفياتي في النصر على المانيا النازية وكذلك محاولات انكار المحرقة النازية لليهود الاوروبيين". واضاف البيان ان "اي محاولة من اي نوع لن تتمكن من اخفاء الحقائق الواضحة". ويأتي ذلك وسط جدل تاريخي بين روسيا وجاراتها قبيل الذكرى السبعين لاندلاع الحرب العالمية الثانية في الاول من ايلول/سبتمبر. ويثير المؤرخون الغربيون لتلك الفترة غضب روسيا بتاكيدهم ان الاخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها الزعيم السوفياتي جوزف ستالين وعمليات التطهير الوحشية ضد كبار مسؤوليه جعلت النصر السوفياتي على المانيا النازية اكثر صعوبة. الا ان احدا لا يطعن في التضحيات التي قدمها الاتحاد السوفياتي في تلك الحرب، فطبقا للسلطات الروسية قتل 8,6 ملايين جندي سوفياتي وما بين 27 و28 مليون مدني في تلك الحرب. اما بالنسبة للمحرقة اليهودية فيقول المتحف الاميركي لذكرى الهولوكوست في واشنطن ان ستة ملايين يهودي قتلوا في تلك المحرقة. وتوجه نحو 700 الف ناج للاستيطان في فلسطين خلال السنوات الثلاث التي اعقبت قيام اسرائيل في عام 1948. وقالت وكالة ايتار تاس "لا يمكننا ان نجلس بهدوء عندما تشكك دول اخرى في مساهمة الاتحاد السوفياتي في هزيمة الفاشية وكذلك في فظائع الهولوكوست". وقال بيريز انه لولا روسيا "لما تمكنا من هزيمة هذه الافة والعلاقات بين اسرائيل وروسيا قامت على ذكرى بطولة الاتحاد السوفياتي". ويتولى الرئيس بيريز (86 سنة) الحائز جائزة نوبل للسلام، دورا فخريا ورمزيا اذ ان السلطة التنفيذية في اسرائيل بين ايدي رئيس الوزراء. الا ان بحكم سمعته وحنكته السياسية الطويلة يلعب بيريز دورا لا يستهان به في تمثيل الحكومة. |