محمد يحي ولد عبد الودود لمغاربية من نواكشوط – 18/08/09
[Lauren Gelfand/AFP/Getty Images] بعض النساء الموريتانيات يشترين التمور والسكر والشاي ومواد أخرى أساسية قبل ارتفاع الأسعار خلال رمضان.
|
يستعد الموريتانيون لتلبية الاحتياجات المادية والروحية لأسرهم مع اقتراب شهر الصيام المعظم رمضان. لكن يبقى أهم شيء على لائحة الأشياء التي يجب القيام بها إلى جانب التسوق وتقديم الصدقات، هناك زيارة الأقارب والأصدقاء.
وتقول عائشة، شابة "في إطار الاستعدادات للشهر الكريم، نتبادل الزيارات والتحيات مع ذوي القربى والأصدقاء، خاصة في المساء حيث تنخفض درجة الحرارة ويكون هناك متسع من الوقت للحديث عن مختلف المواضيع الأسرية والدينية".
العلاقات الأسرية والوجبات العائلية متشابكة، وقبل أيام فقط من الشهر الفضيل، تعج أسواق المواد الغذائية بالسلع.
وتقول فاطمة متسوقة في سوق مسجد المغرب في نواكشوط لمغاربية "الأسعار مناسبة تماما ولله الحمد. لقد اشتريت تلك المواد الأكثر استهلاكا في الشهر العظيم كالحليب المجفف والتمور والسكر والشاي".
الازدحام في أسواق المواد الغذائية يضاهيه ازدحام آخر على أدوات المطبخ. وبحسب البائعين، عادة ما تزورهم النساء الموريتانيات مباشرة قبل رمضان.
أحمد، صاحب متجر، يقول "نستقبل يوميا العديد من الزبناء الراغبين في شراء الأدوات المطبخية، ذلك أن الوجبات تتعدد في الشهر الكريم وتصبح الحاجة ماسة إلى أوان كثيرة".
ويغذي الناس عقولهم بقدرما يغذون بطونهم. وامتلأت رفوف المكاتب بدورها ومن بين المواد الأكثر شعبية هذه السنة الكتب الترفيهية. وبالنسبة للبسطاء، توفر المكتبات العمومية عناوين جديدة. وهذه الخيارات مهمة ذلك أن المصاريف المتصلة برمضان قد تضيق الخناق على ميزانيات الأسر.
خديجة منت محمد، ربة أسرة تقول "النفقات عادة ما تتضاعف في شهر رمضان الكريم بسبب كثرة الوجبات الغذائية وتعدد مكوناتها وضرورة تنوعها لتتماشى مع أذواق جميع إفراد الأسرة".
فالصوم طوال الشهر خلال رمضان لا يعني بالضرورة خفض تكاليف الغذاء. وتضيف خديجة "البعض ربما يظن أنه بحلول شهر رمضان تتوقف وجبة الغداء وهذ ليس صحيحا... فهناك الأطفال وكبار السن والعجزة الذين يحرم عليهم الصوم طبيا".
وفي ضوء ارتفاع مصاريف الأسرة، يسعى الكثير من الرجال إلى البحث عن دخل إضافي.
وقال سائق تاكسي لمغاربية "أثناء شعبان أضاعف من ساعات العمل لكي أدخر المبالغ المالية الضرورية للشهر الكريم الذي ينتهي بعيد الفطر ويصبح من اللازم شراء الملابس للأطفال وشاة للذبح وبعض من الأمور الاخري التي تدخل في الأعراف الاجتماعية والدينية التي تثقل كواهلنا".
سيد محمد، محلل اقتصادي يقول إن نفقات رمضان "توازي نفقات 3 أشهر عادية خاصة إذا علمنا أن بعض الأسر الموريتانية لايكيفون نفقاتهم وهو ما قد يؤدى في الأخير إلى صعوبات مالية كان بالإمكان تجاوزها".
وهناك عامل واحد على الأقل يخفف من هذا العبء وهو الصدقة. فشهر رمضان عادة ما يشهد التحاما منقطع النظير بين الطبقة الغنية والفقيرة الموريتانية حيث يساعد الغنى الفقير ويواسيه في جو أخوي إيماني عظيم تماشيا مع تعاليم الإسلام.
المصطاف، والد أسرة متواضعة الدخل قال لمغاربية "لدينا أقارب ميسوري الحال يسكنون في حي تفرغ زينا الراقي ومع حلول رمضان من كل سنة يأتون لزيارتنا حاملين مختلف الهدايا المادية والنقدية".
لكن ليست كل الصدقات تأتي من داخل الأسرة. وأضاف مصطفى بابتسامة عريضة "ويطلبون منا [أقاربي] لائحة بأسماء الأسر الضعيفة والمحرومة في الحي ليقوموا بمساعدتهم".
هؤلاء الأغنياء يكتمون أسماءهم في الغالب عن الفقراء وفق تعاليم الشريعة. ويستهدفون دائما أماكن يتواجد فيها الفقراء بكثرة.
ويقول جعفر ولد الطالب "رمضان الماضي كنت في أحد المستشفيات بمدينة كيفة وفجأة دخل رجل متعمم لا ترى من العمامة إلا عينيه".
وأضاف ولد الطالب "وأخذ يوزع مبالغ نقدية على الأشخاص المسنين الجالسين في القاعة وذوي الاحتياجات الخاصة وعندما سأله أحدهم عن اسمه رفض الرد عليه وانصرف بعد ذلك مباشرة".