تحي بنت لحبيب رئيس حزب "الأمل الموريتاني" في حوار مع البديلالمرأة خرجت مع الرسول في الغزوات دون وجود محرم وبإمكان الناها بنت مكناس إدارة وزارة الخارجية بجدارة الاربعاء 19 آب (أغسطس) 2009
تحي بنت لحبيب كاتبة صحفية قبل أن تكون سياسية، أسست أول مجلة مستقلة أوائل التسعينات من القرن الماضي، عملت في الإذاعة والتلفزيون، قبل أن تؤسس حزب "الأمل الموريتاني" الذي انضم إلى ركب مؤيدي المرشح محمد ولد عبد العزيز، وقد التقتها البديل الثالث، وأجرت معها الحوار التالي حول رؤية الحزب للوضع السياسي، وحضور المرأة في الحكومة، وغيرها من المواضيع..
البديل: أنتم في حزب الأمل الموريتاني كيف تقيمون الوضع السياسي في البلاد عقب انتخابات 18 يوليو؟
تحي بنت لحبيب: شكرا ليومية البديل على إتاحة هذه الفرصة، فيما يتعلق بالوضعية السياسية للبلاد فنحن مرتاحون لهذا الجو الذي أسفرت عنه استحقاقات يوليو 2009، ونعتقد أن البلاد وضعت اليوم على مسارها الصحيح، رغم العثرات التي حدثت أثناء الحملة والتي نجمت عن عدم قيام الأحزاب السياسية بدورها اللازم أثناء الحملة، بسبب سوء تقدير في إدارة هذه الحملة، والحقيقة أننا مرتاحون للنتائج التي تمخضت عنها الانتخابات، ولم نلاحظ أي تجاوز من أي نوع، ونعتقد أن خطاب المرشح السابق الرئيس الحالي لامس وجدان الشارع لأول مرة، وهذا هو السر في الإقبال الشعبي المنقطع النظير على برنامجه السياسي، ومن المؤكد أن الرئيس سيتمسك بنفس النهج بعد الانتخابات، فلأول مرة يلتف الرئيس إلى الفقراء ويعمل على إشراكهم في شؤون وثروة بلادهم، وهذا أهم أهداف حزب "الأمل الموريتاني"، وهي رسالتنا التي نسعى لإبلاغها، ونحن ممتنون لوجود رئيس سيساعد في تنفيذ هذه المهمة..
البديل: الحديث عن الوضعية السياسية يجر إلى الحديث عن التشكلة الوزارية الجديدة، فكيف تلقيتم نبأ اعتماد هذه التشكلة؟
تحي: التشكلة الوزارية على المستوى المطلوب، وتكشف عن وجود توجه جديد ورغبة صادقة في التغيير، ونحن في حزب "الأمل الموريتاني" نلاحظ التركيز في هذه التشكلة على النساء والشباب، وهما في طليعة اهتمام حزبنا، وهذا مكسب كبير قد تحقق، وإن كنا نطالب بالمزيد فيما يتعلق بإشراك المرأة التي تمثل نسبة 52% من المجتمع الموريتاني، وعليها تقع مسؤولية تربية الأجيال، صحيح أن الرجل يمثل الشيئ الكثير في عالمنا العربي والإسلامي، والمرأة هي نصف هذا الشيئ، وعندما يتم إشراكها بشكل جدي سيكون لذلك الأثر الطيب على المجتمع..
البديل: معنى هذا أنكم تطالبون بالمزيد؟
تحي: نعم، فالمرأة قد أثبتت جدارتها في تسيير المال العام، وبرهنت على قدرة كبيرة في أداء المهام الموكلة إليها، وإشراكها بالتالي يخدم الرجل قبل المرأة، التي تختلف عن مثيلاتها الأوروبيات اللواتي انتزعن حقوقهن عنوة، ونحن احتفظ لنا الإسلام بهذه الحقوق، ودافع عنها، ونقر للرجل بمكانته التي حباه الله بها..
البديل: على ذكر المرأة، كيف تنظرون إلى وجود الناها بنت مكناس على رأس وزارة الخارجية ؟
اعتقد أن تعيين الناها بنت مكناس في منصب وزير الخارجية كان قرارا صائبا جدا، وهي المرأة التي تناسب هذا المنصب، لكفاءتها وخبرتها الطويلة في العمل السياسي، ويؤسفني أن بعض الفقهاء أثار لغطا حول الموضوع، ونسوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أشرك المرأة في الغزوات دون أن يشترط وجود محرم، لأن الجماعة المؤتمنة تكفي مؤونة المحرم، ثم ما الفرق بين وزارة الصحة و الخارجية، وبين التعليم والخارجية.. لاشيئ طبعا، وهذه ضجة مفتعلة لا نعرف بالتحديد من يقف وراءها وإلى ماذا يهدف؟ فالإسلام هو الذي أعطى مكانة كبيرة للمرأة وسنحافظ وندافع عن هذه المكانة، والدستور الموريتاني مستمد من الشريعة، إذن لاتعارض إطلاقا بين الدين الإسلامي، وتقلد المرأة للوظائف السامية، وعلى رجال ديننا وأئمتنا أن يتمتعوا بقدر من الواقعية. في بعض دول العالم يغرون المرأة بالملايين من أجل المشاركة في الحياة السياسية، ونحن هنا نريد أن نشارك والرجل يقف عثرة أمامنا، وهذا غير مقبول..
البديل: لوحظ غياب أحزاب الأغلبية عن التشكلة الحكومية الجديدة بما فيها حزبكم "الأمل" بم تفسرون ذالك، وهل أنتم راضون عن هذا التهميش؟
تحي: نحن في حزب الأمل الموريتاني لسنا راضين عن إشراكنا في الحملة الانتخابية قبل الحكومة، وكان بودنا أن تتم غربلة الساحة، وإسناد المهام في الحملة للأحزاب حسب حضورها الشعبي، وتواجدها، وهو ما لم يتم، لأسباب لا نعلمها، ونعتقد أن إدارة الحملة اجتهدت فأخطأت تقدير الأمور، ومع ذالك نحن قمنا انطلاقا من موقفنا السياسي الداعم للمرشح ولد عبد العزيز، بتكثيف جهودنا داخل البلاد وفي العاصمة نواكشوط، وحققنا اختراقات معتبرة في بعض المناطق بمجهوداتنا الذاتية، وإمكاناتنا المحدودة جدا.. وبخصوص المشاركة في الحكومة فهناك أحزاب سياسية تشاطرنا نفس التوجه قد شاركت في الحكومة، وهذا يعني وجودنا فيها بطريقة غير مباشرة..
البديل: هل تعتقدون أن موريتانيا الآن أخذت المسلك الصحيح وبالتالي فإن عهد الانقلابات قد ولى؟
تحي: ماذا تقولون أنتم؟ أولا أرى أن ما حدث في الـ6 أغسطس 2008 كان تغييرا حتمي الوقوع، ولم يكن انقلابا بالمعنى التقليدي، وأنتم تدركون أن الأوضاع السياسية والاقتصادية وصلت حدا أدى إلى وقوع ما وقع. وموريتانيا ليست استثناء من العالم العربي والإسلامي، وطبيعي أن حدوث أي انحراف يقتضي بالضرورة تقويم هذا الانحراف، وهذا ما حدث في الـ6 أغسطس. ونحن والحمد لله الآن في وضعية طيبة، وكل الأمور تصب في هذا الاتجاه، ونأمل أن يحقق الشعب الموريتاني أمانيه في الرخاء والبناء والتقدم..
البديل: كيف تنظرون إلى العمليات الإرهابية التي استهدفت البلاد مؤخرا؟
تحي: الإرهاب ظاهرة دولية بدأت تجتاح العالم مؤخرا، وللأسف فإن عدواها انتقلت إلينا على ما يبدو، ونحن دولة إسلامية ولاتوجد فيها أي ديانات أخرى، وعاداتنا وتقاليدنا مستمدة من الدين الإسلامي، والمرأة عندنا محجبة دائما، ونتيجة لأننا مجتمع مسلم ومسالم فقد يجد الإرهاب مكانا للتسلل بيننا، وهو مدان بكل أشكاله فضلا عن كونه حراما بإجماع الفقهاء والمذاهب الأئمة، لأن قتل النفس حرام، وترويع الآمنين حرام، وقطع الطريق حرام.. وعلاج هذه الظاهرة يقتضي تجنيد الأئمة والعلماء والمفكرين، وفتح حلقات نقاش حول أسباب هذه الظاهرة، وتكوين الأئمة والدعاة تكوينا يتماشى ومتطلبات العصر، وهنا يجب التنبيه إلى ضرورة رعاية الشباب وتكوينهم، حتى لايقعوا في مهاوي الإرهاب والانحراف..
البديل: هل من كلمة أخيرة؟
تحي: أقول لرئيس الجمهورية إن الساحة النسائية تزحر بالقوة الكامنة، لكن انتشار الأمية وضعف التأطير، يحد من مساهمة المرأة في تنمية المجتمع، كما أن الشباب يحتاج إلى عناية كبيرة، وإقامة نوادي ثقافية ورياضية، ومن الضروري التركيز على شريحتي الشباب والنساء، وإعطائهما الأولوية في أي برامج تنموية قادمة، فبدون إعطاء العناية اللازمة لهما لاتقدم لأي مجتمع.. وأتمنى للأخوات الوزيرات التوفيق والنجاح في المهام الموكلة لهن..
حوار: سيدي محمد ولد ابه