انه ساحر من نوع جديد، نشأ على حب الموسيقى الصحراوية وعلى غيتار جيمي هندريكس. جولته الأوروبية الحالية جذبت هواة الموسيقى الفلكلورية والموسيقى المحترفة والمتقنة، فرانس 24 التقت الفنان الدويه "الغيتار بطل الصحراء". كان الحفل الموسيقي يقترب من نهايته حين انطلق الدويه في عزف منفرد على غيتاره الكهربائي على طريقة جيمي هندريكس. وكان الحماس ظاهرا على وجه الجمهور، رقص وصراخ وتصفيق، للحظات تخيل نفسك في حفل موسيقي غربي ولكن الأنغام الشرقية والتصفيق المدروس لحليمة وبشهري تعيدنا سريعا إلى ميلودي صحراوية صافية.
"أدعى الدويه، أنا فنان من دخلة، في جنوب المغرب"، يقول عازف الغيتار في لقاءه مع فرانس 24. و يزور الرجل بلدته بشكل مستمر ويعتبرها مهد جذوره الموسيقية. دخلة كبرى مدن الصحراء الغربية، مستعمرة اسبانية سابقة محاذية لموريتانيا، ولكنها أيضا حاضنة لثقافة حساني التقليدية القائمة على التراث المحكي لسكان غرب الصحراء من شعر وأمثال وقصص وموسيقى. والدويه عرف ولعب هذه الموسيقى منذ صباه.
موسيقى ترافق قصائد الصحراء، تروي تغييرات المناخ الصحراوي، يبوسة الأرض، بوسائل موسيقية بسيطة، كالأصوات والتصفيق بالأيدي والطبل وعود من أربعة أوتار ويقول الفنان الذي ذاع صيته في نهاية السبعينيات من القرن الماضي لمشاركته في إحياء حفلات الزفاف والمناسبات الدينية " لقد بدأنا مع الموسيقى التقليدية وسرعان ما اكتشفنا اهتمام الجمهور وإقباله على الآلات الحديثة فأدخلنا الغيتار الكهربائي في العام 1979 والجمهور أحب ذلك".
إبهار جمهور مدينة الصويرة
وفي السبعينيات من القرن الماضي، أصبح الغيتار الكهربائي شائع الاستعمال في الموسيقى الصحراوية، ولكن الدويه نجح في دمج العناصر الأفريقية والغربية ما جعل نوعه الموسيقي قادرا على جذب جمهور عريض وواسع. "في الواقع أنا أمزج كل شيء" يقول الفنان في الفرنسية. ويتقن الدويه العزف على الغيتار بشكل ساحر خارق للعادة، مازجا الموسيقى الصحراوية والفولك بلوز مضيفا على موسيقاه لمسة عائلية كونه يعزف دائما برفقة زوجته حليمة "غناء وطبل" وابنه جمال "الاورغ " وصديقهم بشهري "غناء" والذي أسس معهم فرقته الدويه الذائعة الصيت في المغرب والتي نجحت في إ بهار جمهور مهرجان صويرة الموسيقي عام 2005.
وإذا كانت جولة الفرقة الأوروبية حصدت النجاح فالفضل يعود أيضا إلى الجهد الذي تبذله مؤسسة أمريكية في استكشاف أنواع غير معروفة من الفلكلور الموسيقي العالمي عبر شبكة تمتد في آسيا الجنوبية الشرقية وأفريقيا والشرق الأوسط والذي يقول مؤسسها الآن بيسهوب "المؤسسة تستكشف الأنواع غير المعروفة من الفلكلور الموسيقي وتصدر اسطوانات بعيدا عن المألوف في مجال نشر موسيقى العالم". وقد قامت هذه المؤسسة بنشر اسطوانتين للفرقة في السنوات الأخيرة.