ضعيف يستبعد هزيمة طالبان وينصح الأمريكيين بالتصالح معهم
|
| |
| عبد السلام ضعيف | | |
عواصم - وكالات: كشف سفير حركة طالبان الأفغانية السابق لدى باكستان الملا عبد السلام ضعيف أمس الاثنين أن الحركة لا تقاتل القوات الأجنبية والحكومة الأفغانية وحدها إنما يساندها قادة الجهاد السابقون الذين قاتلوا الروس إلى جانب الشباب الجدد الذين يعارضون التواجد الأجنبي على الأراضي الأفغانية.
وحسبما ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية، أوضح ضعيف أن طالبان يمتد نفوذها الآن إلى مختلف مناطق البلاد ولها حكام ومسؤولون في جميع الولايات الأفغانية.
وأفاد أنه قال للأمريكيين إنكم لن تهزموا طالبان وعليكم إجراء المفاوضات والتصالح معها الأمر الذي يؤكده الواقع الميداني.
وينتمي معظم أفراد حركة طالبان إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد ويمثلون حوالي 38 في المئة من تعداد الأفغان البالغ قرابة 27 مليون نسمة.
وتعتنق طالبان المذهب الحنفي، وتعتبر الحكم الشرعي في مذهبها حكما واحدا لا يحتمل الأخذ والرد حوله، ومن ثم يصبح تنفيذ الأحكام الشرعية لديها حتى وإن كانت هناك مذاهب أو آراء أخرى تخالفها، واجبا دينيا لا مفر من تنفيذه.
وكانت الولايات المتحدة اعتبرت أفغانستان وحركة طالبان هدفا أوليا لانتقامها في أعقاب هجمات سبتمبر/ايلول عام 2001 ، بعد أن رفضت الحركة تسليم زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن بعد اتهامه بالتورط في الهجمات.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2001 شنت أمريكا وبلدان أخرى حربا على أفغانستان. سقطت العاصمة كابول في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001 بيد تحالف قوات الشمال. ولم ينته هذا الشهر حتى سقطت مدن أفغانستان من يد حركة طالبان. وقد وقع الكثير من عناصر طالبان في الأسر ورحلوا إلى معتقل جوانتانامو.
تململ عسكري من الحرب
يأتي هذا في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إعلامية إلى تململ عسكري من الحرب بدأ يظهر على الجنود الأمريكيين في أفغانستان، بعد شكاوى مماثلة من قبل العسكريين البريطانيين.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ان قادة عسكريين اميركيين في افغانستان ابلغوا موفد الرئيس باراك اوباما الى المنطقة ريتشارد هولبروك، انهم يفتقرون الى وحدات كافية للقيام بمهمتهم، علما بأن هذه الشكوى تأتي في وقت يعمل فيه قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال على انجاز إعادة نظر شاملة في الاستراتيجية العسكرية.
واوضحت الصحيفة ان القادة تحدثوا في نهاية الأسبوع الى هولبروك الذي جال خلال اليومين الأخيرين على مقار القيادات الأربع الإقليمية في افغانستان. واضافت ان القيادات الأربع أبلغت هولبروك انه رغم ان القوات الإضافية التي تم إرسالها كانت مفيدة في جنوب افغانستان، الا ان عددها يظل أدنى من الحاجة.
|
| |
| مسلحون من حركة طالبان | | |
ويبلغ مجموع عدد القوات الاميركية في افغانستان حاليا نحو 57 الف عنصر، لكن لم يتضح ما اذا كان القادة حددوا للموفد الاميركي عدد القوات الإضافية التي يحتاجون إليها.
وأشارت الصحيفة الى ان شرق افغانستان خصوصا، يشكل نقطة ساخنة. وخلال تفقد هولبروك قاعدة بغرام العسكرية، ابلغه قائد القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في شرق البلاد الجنرال كورتيس سكاباروتي، ان المسلحين بزعامة جلال الدين حقاني، يوسعون نفوذهم.
وتعتقد القيادة الاميركية ان هذه الشبكة من المسلحين التي يقودها حقاني ونجله سراج الدين المرتبطان بالقاعدة، تستخدم مخابئ في باكستان لشن هجمات على القوات الاميركية والأفغانية.
وكان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأدميرال مايك مولين أول من أمس اعترف أن الوضع في أفغانستان خطير ومتدهور وأن طالبان تزداد قوة.
وقال إنني حذرت قبل سنتين من أن حركة طالبان تستعيد قوتها وأصبحت أكثر تطورا في الأساليب التي تتبعها، مشيراً إلى أن المهمة الملقاة على عاتق القوات الأمريكية في أفغانستان تتمثل في هزيمة تنظيم القاعدة وحلفائه في طالبان وأن التنظيمين يعملان سويا لتحقيق أهدافهما المشتركة، فحركة طالبان توفر ملاذا آمنا لمسلحي القاعدة عبر الحدود في باكستان، كما أنها ترسل المقاتلين إلى أفغانستان.
من جهتها، تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أعداد المرتزقة في افغانستان، التي باتت تفوق اعداد الجنود الاميركيين النظاميين. ونقلت عن إحصاء أجرته وزارة الدفاع الاميركية، ان عدد المتعاقدين الأمنيين ارتفع الى 74 ألف رجل حتى 30 يونيو/ حزيران الماضي، فيما بلغ عدد الجنود الاميركيين على الارض 58 الف جندي.
وبينما من المتوقع ان يتزايد عدد القوات الاميركية الى 68 الف عسكري بحلول نهاية العام، فإنه من المرجح ايضا ارتفاع اعداد المتعاقدين النظاميين. وتكبدت قوات الاحتلال الامريكية وقوات الحلف الاطلسي في الفترة الاخيرة، خسائر بشرية كبيرة في صفوفها، خاصة في جنوب البلاد.
فقد قتل جنديان أستونيان وثالث أمريكي لدى تعرّض وحدتهم لهجوم في ولاية هلمند جنوب البلاد، وفقا لبيانين للناتو والجيش الأمريكي أمس.
وارتفع بذلك عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا خلال الشهر الجاري إلى 37 قتيلا، فيما بلغ عدد الجنود الأستونيين الذين قتلوا إلى 6 جنود منذ أن انضمت أستونيا لحلف الأطلسي في أفغانستان في 2003.
إلى ذلك قتل ناشط في حركة طالبان يدعى المولوي محمد قاسم بمواجهات مع الشرطة الليلة قبل الماضية في منطقة درقد بولاية تخار الواقعة في أقصى شمال شرقي أفغانستان. ولكن الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد نفى ذلك، وقال إن الحركة قتلت 6 من الشرطة.
على صعيد آخر، طالب أعضاء بالبرلمان الأوروبي أمس كلا من ألمانيا وفرنسا بإرسال مزيد من القوات العسكرية إلى أفغانستان للقيام بمزيد من الأدوار في الجنوب، وتعزيز وجود البعثة الأوروبية هناك التي لم تحقق النجاحات المطلوبة.