يقول المراسلون إن خامنئي يحاول تخفيف الاحتقان السياسي في ايران قال مرشد الثورة الايرانية آية الله علي خامنئي إنه لا يعتقد ان زعماء المعارضة المتهمين بتنظيم الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية الاخيرة كانوا يعملون بوعيهم كعملاء لقوى خارجية.
وتناقض تصريحات خامنئي هذه الاتهامات التي طالما وجهها المتشددون الايرانيون الى المعارضين.
يذكر ان عددا من كبار زعماء المعارضة الايرانية يمثلون حاليا امام المحاكم في طهران بتهمة التواطؤ مع قوى خارجية لتقويض الامن والنظام في ايران.
ولكن المراسلين يقولون إنه يبدو ان خامنئي كان يرمي من وراء تصريحاته الاخيرة الى تخفيف التوتر والاحتقان الذي يسود الساحة السياسية في ايران منذ اندلاع الاحتجاجات في الشهر قبل الماضي.
وقال خامنئي في تصريحاته الاخيرة التي بثها التلفزيون الايراني الرسمي: "لا اتهم قادة الاحداث الاخيرة بالخضوع للاجانب من امريكيين وبريطانيين، لأن هذا الامر لم يثبت لي."
الا انه اضاف انه ليس ثمة شك في ان التظاهرات والاحتجاجات العنيفة التي راح ضحيتها 30 قتيلا على الاقل قد خطط لها مسبقا "علم قادتها بذلك ام لم يعلموا."
وقال: "لقد تمكننا من دحر هذه المؤامرة لأن اعدائنا ولله الحمد ما زالوا يجهلون الامور في ايران. لقد تلقى اعداؤنا صفعة في الوجه من جانب الامة الايرانية، ولكن الامل ما زال يحدو اعدائنا وهم ما زالوا يحاولون تمرير مؤامراتهم."
"شكوك وشائعات"من جانبهم، يقول زعماء المعارضة إن العشرات من انصارهم قتلوا واعتقل الآلاف اثناء التظاهرات التي انطلقت للاحتجاج على اعلان فوز محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثاني عشر من يونيو/حزيران الماضي.
وتجري الآن محاكمة عدد من الذين تتهمهم السلطات بالتحريض على التظاهرات، في ممارسة وصفها النقاد بأنها محاكمات صورية.
ويطالب المتشددون المحسوبون على التيار المحافظ باعتقال مرشحي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي اضافة الى الرئيس الاسبق علي اكبر هاشمي رفسنجاني.
ويتهم المتشددون رفسنجاني بالتورط في مؤامرة امريكية بريطانية تهدف الى زعزعة استقرار ايران.
الا ان خامنئي قال: "لا يجوز للمرء ان يتصرف اعتمادا على الشكوك والظنون والشائعات في امور بهذه الحساسية. يجب ان يطمئن الجميع الى اننا لن نتساهل مع المجرمين، ولكن في امور بهذه الاهمية لا يمكن للقضاء ان يقول كلمته الا بعد ان تتوفر له الادلة الدامغة والقاطعة."
ويقول مراسل بي بي سي كسرى ناجي إنه يبدو ان خامنئي يسعى الى ضبط انصاره.
ويضيف مراسلنا بأن هناك ادلة تشير الى ان المحاكمات - التي اعترف خلالها بعض المتهمين بأنهم شاركوا في مؤامرة اعد لها من قبل دوائر اجنبية - انما تفاقم الوضع المتفجر اصلا في ايران.