دراسة : القرآن أول من تناول التغيرات المناخية وكيفية معالجتها
محيط - علي عليوة
|
| |
| التغير المناخى يسبب تصحر أفريقيا | | |
أوضح الخبير مجدي الشرقاوي رئيس جمعية البيئة العربية أن قضية تغير المناخ هي أخطر التحديات البيئة التي تواجه البشر فهي تهدد بقاءهم على كوكب الأرض لما لها من آثار خطيرة على كافة الكائنات وتهدد بكوارث بيئية نتيجة إفساد البشر وتكالبهم على المكاسب المادية مما يهدد مستقبل الأجيال الحاضرة والمستقبلة مصداقا لقوله تعالي " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ "{ البقرة :11}.
وأكد في دراسة له بعنوان الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فى مجال البيئة " قضية التغيرات المناخية" القاها أمام الندوة الإقليمية للتغيرات المناخية وإدارة الكوارث البيئية الطبيعية التي عقدت بالاشتراك مع المركز الدولي للاستشارات والدراسات و التي عقدت بالإسكندرية مؤخرا إن ما نشاهده الآن من كوارث ما هو إلا "إنذار من الله تعالى لنا لنعود إلى طريق الله وتعاليم كتابه بالحفاظ على النظم البيئية الربانية المتكاملة التي وضعها الله في الكون والتي لم يحافظ عليها الإنسان .
وشدد علي أن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة هو السلاح الحقيقي والوحيد الذي بقى وسيظل بإذن الله أداة تأكيد صدق رسالة الإسلام لأنه يتناول الحقائق العلمية التي لم تكن معروفة من قبل لافتا إلي أن الإفساد في الأرض كما اكد القرآن الكريم هو السبب الرئيس في الكوارث البيئية .
وأشار إلي أن الدراسات دلت علي أن نسبة غاز الكربون في الجو الآن أعلى بثلاثين في المائة من العصور السابقة، أما نسبة غاز الميثان فهي أعلى بنسبة مئة بالمائة من السنوات الماضية. ونسبة غاز الكربون تزداد بمعدل واحد بالمائة كل عام، وهذه الزيادة خطيرة جداً، وترجع إلي النشاط البشري في حرق الوقود وإنتاج الطاقة ولذلك إذا استمرت الزيادة كما هي عليه الآن فسوف تتسبب بتغيرات مفاجئة بالمناخ، وهذا سوف يسبب عدد من الكوارث الطبيعية، وينتج عن ذلك مجاعة قد تجتاح العالم الفقير خصوصاً.
وقال إنه سيترتب زيادة معدلات الكربون في الجو ارتفاع منسوب سطح البحر عدة أمتار بسبب ذوبان الجبال الجليدية في القطبين المتجمدين الشمالي والجنوبي. وهذا سيؤدي إلى غرق مدن ساحلية بأكملها في معظم دول العالم ا نتيجة هذا الارتفاع الكبير.
اعجاز القرآن
واوضح أن القرآن اول من حقق السبق في الإشارة إلى هذه الحقيقة العلمية فأكد لنا أن الأرض كانت ذات يوم غير صالحة للحياة فأصلحها الله وأمرنا ألا نفسد فيها وأن ندعو الله ليجنبنا شر الكوارث فقال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الأعراف: 56]
فهذه الآية تضمنت عدة إشارات:الإشارة إلى تجنب الإفساد في الأرض وتلويثها في قوله تعالى: "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ"، الإشارة إلى أن الأرض كانت ذات يوم ملوثة فأصلحها الله لنا وأمرنا ألا نفسدها بعد إصلاحها في قوله تعالى "بَعْدَ إِصْلَاحِهَا".
وأشار إلي أهمية الدعاء في هذا العصر لأن الفساد البيئي اليوم يهدد الأرض بالكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والتسونامي والأمطار الحمضية وغير ذلك، فقال تعالي "وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا"، وهنا الآية تأمرنا بألا نفقد الأمل في رحمة الله تعالى وأن نستبشر بالخير وأن الله قادر على إصلاح هذا الخلل البيئي، فقال تعالى :ِ"إنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ".قال تعالى : "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "(الروم: 41 ) .
|
| |
| البرازيل ـ يوم البيئة العالمي | | |
ولفت إلي أن الفساد أنواع فهناك الفساد الأخلاقي والفساد البيئي، وقد نزلت هذه الآيات في زمن لم يكن لأحد علم بأنه يوم على الأرض تكون فيه نسبة التلوث عالية جداً وتنذر بفساد جو الأرض كما هو الحال الآن .
وحذر من أن ظهور الفساد في البر بسبب التغيرات المناخية التي ترجع للبشر قد تؤدي إلى انقراض ملايين الكائنات الحية بحلول عام 2050 وأوضحت الدراسات التي نشرت في دورية "نيتشر" أنه بعد دراسة مطولة لست مناطق في العالم أن ربع الكائنات الحية التي تعيش في البر قد تنقرض.
وعن ظهور الفساد في البحر فإن العلماء يؤكدون أن كمية غازات ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها البحار والمحيطات في العالم قد قلت بنسبة النصف ما بين أواسط التسعينيات من القرن الماضي وعام 2005.
الفساد في البحر
ويعتقد العلماء أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يزداد سوءا في حال امتصاص المحيطات كميات أقل من الغازات المسببة للاحتباس الحراري مما يؤدى إلى ذو بان الطبقات الجليدية وإرتفاع منسوب مياه البحر مما يؤدى إلى غرق الشواطئ الساحلية وبلدان بأكملها ويؤدى إلى حدوث خلل فى النظام البيئي وما يعكسه على الكائنات البحرية من أسماك ونباتات وكائنات حيه دقيقة .
وأشار إلي أن العلماء اخذوا يطلقون صيحات الاستغاثة ويطالبون بوضع "ميثاق للأرض: يضمن وقف الأسباب المؤدية للاحتباس الحراري لافتا إلي أن أكثر من 50 ألف عالم و 180 رئيس دولة ومن يمثله اجتمعوا في أكبر مؤتمر حاشد للأمم المتحدة لـ قمة الأرض المعنى بالبيئة والتنمية في ريودى جانيرو بالبرازيل م 1993 لوضع هذا الميثاق .
وسبحان الله تأتى الآية القرآنية المعجزة فى سورة الروم كدستور كامل للبيئة فى كلمات بليغة عبرت عن عمق ودقة المعاني بأسلوب أروع وأبلغ مما جاءت به كلمات " ميثاق الأرض" وأكدت أن المكاسب المادية السريعة هو ما سيؤدى حتماً إلى حدوث الكوارث البيئة مما يستوجب العذاب والعقاب وهذا يتضح فى قوله تعالى : "لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ".
|
| |
| تسونامى أسوأ كارثة فى التاريخ | | |
وفي آخر تحذير أطلقه العلماء لعلاج هذه الظاهرة اكدوا من خلال دراساتهم أن العالم بحاجة لاستثمار 45 تريليون دولار في مصادر الطاقة خلال العقود المقبلة، بالإضافة إلى بناء 1400 مفاعل نووي، وتوسيع العمل بالطواحين الهوائية من أجل تقليص انبعاث الغازات الدفيئة إلى النصف بحلول العام 2050.
ونوه التقرير الذي صدر عن وكالة الطاقة الدولية، التي تتخذ من باريس بفرنسا مقراً لها، يتصوّر "ثورة للطاقة" من شأنها أن تخفض وبشكل كبير اعتماد العالم على الوقود المستخرج من الأرض، وفي نفس الوقت الحفاظ على نمو الاقتصاد العالمي بثبات.
بشري نبوية سارة
وأختتم دراسته بأن وجه الإعجاز في القرآن الكريم أنه أول كتاب يحذر من ظاهرة الإسراف في كل شيء، لأن البشر عندما أسرفوا في الطعام والشراب والرفاهية الزائدة والتلوث ... كانت هذه الظاهرة هي السبب المباشر في التغير المناخي، يقول تعالى: (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأنعام: 141]. ويقول أيضاً: (وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) [الشعراء: 151-152].
ولفت إلي أن هناك "هدى للرسول في قضية تغير المناخ وبشرى الخير!"مؤكدا ‘لي أنه في ظل هذه الإشارات المظلمة لمستقبل الأرض، تأتي إشارة النبوية الكريمة بالأمل لنا نحن المسلمين عندما أكد بأن البلاد العربية وهي في معظمها صحارى سوف تعود مروجاً وأنهاراً، يقول عليه الصلاة والسلام "لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وانهاراً"{رواه مسلم}
ففي هذا الحديث الشريف بشرى للمسلمين بأن الأنهار والمياه والأمطار سوف تكثر وستكون سبباً في جعل هذه الصحارى مليئة بالغابات والأشجار والبحيرات، وهذا ما يؤكده العلماء في أبحاثهم حديثاً.
ودعا إلي ضرورة الإكثار من الدعاء لله تعالى والاستغفار فالله تعالى يقول على لسان نبيه نوح عليه السلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)[نوح: 10-12).
فظاهرة التغير المناخى بما تحمله من فساد وتلوث وغلاء وبلاء - يضيف -هى إنذار من الله ونوع من العذاب الأدنى حتى نعود إلى الحفاظ على هذا الكوكب الذى يحتاج إلى مجهود كل العلماء والمخلصين والباحثين والناس أجمعين لنحافظ على النظام البديع الموزون الذى أبدعه الخالق بحكمته وتقديره مصداقاً لقوله تعالى " (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [السجدة: 21]