الإرهاب والفكر المضاد

العربية نت : الإرهاب والفكر المضاد

الإرهاب والفكر المضاد Track_content_views

إبراهيم عبدالله مفتاح

منذ الاعتداء الآثم على الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والأقلام وأعمدة الصحف والكلمة المرئية والمسموعة ـ جميعها ـ تسيل شجبا واستنكارا واستهجانا لما قامت وتقوم به عصابات القاعدة والفكر الطالباني من أعمال تخريبية وأفعال وصلت جرأتها حتى إلى محاولة أو اغتيال القيادات التي تحارب هذا الفكر وتضرب بيد من فولاذ على مجرميه ومنفذيه الذين ينقادون له انقيادا أعمى وصل بهم إلى ارتكاب المآسي وقتل الأبرياء والتضحية بأنفسهم، في سبيل ما يعتقدون وما تمليه عليهم قياداتهم التي تخطط ـ بعناية فائقة ـ لاختيار عناصرها الذين أثبتت الأحداث أنهم من الشباب الذين لم تنضج تجاربهم الحياتية ولم يستطيعوا قراءة ما وراء أهداف قادتهم المستقبلية ومطامعهم السياسية فيما يسمونه بـ «ولاية الفقيه»، كما هو حاصل في بعض أنظمة الحكم في دول معاصرة.

لقد أشاد الكثير بما تقوم به مؤسساتنا الأمنية من سبق للقضاء على أوكار هذه الفئات المخربة وما نتج عن ذلك من نجاح أثار حفيظة التخريبيين وجعلهم «يعصرون» أفكارهم لإنتاج خطط ووسائل ضاربة في الخبث والفعل المضاد، كان أحد نماذجه الاعتداء الفاشل على سمو نائب وزير الداخلية محمد بن نايف بن عبد العزيز.

أعتقد أن كثيرا من المتابعين والمهتمين بهذه الأحداث تدور في أذهانهم أسئلة كثيرة وجوهرية يأتي في مقدمتها: ما هي الوسائل التي تلجأ إليها الفئات التخريبية لإقناع أفراد خلاياها بما تبثه في أذهانهم من أفكار تقنعهم بسلامة المنهج الذي يسيرون عليه؟ ثم ما هي نقاط الضعف في ممارساتنا الحياتية التي تمكنهم من النفاذ إلى حصوننا من خلالها وتشكل أدوات إقناع للمنتمين إلى الفكر التخريبي بسلامة نوايا قادتهم ومريديهم وبالتالي تنفيذ مخططات مآربهم ومقاصدهم؟ وهناك سؤال أكثر إلحاحا وهو: هل نحن الآن نواجه هذا الفكر بفكر مضاد نجيش له من مفكرينا ـ وأركز على كلمة «مفكرينا» وعلمائنا ـ الذين يوثق بإخلاصهم ـ بالنزول إلى الساحة الشعبية التي تزدحم بالبسطاء الذين تستطيع الفئات التخريبية استغلال بياض طويتهم وتسخيرهم لمآربها والدعوة إلى نهجها الذي تسير عليه.
لماذا لا يقوم مفكرونا ومثقفونا باعتلاء المنابر الخطابية ـ وخاصة منابر المساجد ـ وكسر احتكار هذه المنابر التي تعتمد على الشكل أكثر من اعتمادها على الموضوعية بمعنى؛ أن يكون لهذه المنابر دورها الفاعل في الشؤون الحياتية بالإضافة إلى الشؤون الأخروية؟

لماذا لا يقوم الإعلام بدوره المطلوب في نشر النقاشات التي تدور أثناء انعقاد الحوارات الوطنية بدلا من اقتصار أفكار هذه النقاشات على أصحابها المشاركين؟ لماذا ولماذا ولماذا ؟ أسئلة كثيرة ولكن انتهت مساحة الزاوية.

*نقلا عن جريدة "عكاظ" السعودية

الإرهاب والفكر المضاد

الإرهاب والفكر المضاد :: تعاليق

الإرهاب والفكر المضاد

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة