القيروان (تونس) (رويترز) - يتجمع الكثير من أهالي مدينة القيروان التونسية العتيقة كل يوم في رمضان قبل دقائق قليلة من الغروب قرب السور المحيط بالمدينة لمشاهدة اطلاق مدفع الافطار.
والقيروان من المدن التونسية القليلة التي لا تزال تحافظ على عادة اطلاق مدفع الافطار التي لا تتوفر معلومات دقيقة عن بدايتها.
ويقول عبد الوهاب خلف المسؤول عن اطلاق مدفع الافطار في القيروان "عندما تنفجر الكبسولة في السماء يمكن مشاهدة دخانها على بعد 30 أو 25 كيلومترا حسب ما أكده لنا الاهالي في ضواحي المدينة. وهم يفطرون يوميا على صوت هذا المدفع. ونفس الشيء بالنسبة للامساك. كما يصلون على صوت المدفع كذلك."
وتقع القيروان على بعد 150 كيلومترا جنوبي العاصمة تونس وهي أقدم مدينة اسلامية في منطقة المغرب العربي ويرجع بناؤها الى سنة العام الخمسين للهجرة (670 ميلادية). وتحتفل القيروان في عام 2009 باختيارها عاصمة للثقافة الاسلامية.
وعقب الافطار يتوجه سكان القيروان الى الجامع الكبير الذي يعرف ايضا باسم مسجد سيدي عقبة بن نافع نسبة الى مؤسس المدينة لاداء صلاة العشاء وصلاة التراويح ثم يستمعون الى دروس دينية تعرف "بدروس الاسحار" حتى صلاة الفجر.
ويؤكد محسن التميمي امام مسجد عقبة بن نافع في القيروان أهمية شهر رمضان للمسلم اذ تكثر فيه الطاعات والعبادات.
وقال الشيخ التميمي "اضافة الى صلاة التراويح وصلاة القيام تلقى طيلة شهر كامل دروس دينية صباحية تزيد في توعية المسلم الحق بدينه وبالاسلام الصحيح. ثم ان هذا الجامع فيه تلاوة مسترسلة للقران الكريم على مدار الساعة وهو اجراء ... اتخذ منذ أربعة أشهر تقريبا."
وتختلف الاجواء في سوق الحدادين القديمة بالقيروان ايضا خلال شهر الصيام حيث يخرج كثير من الناس لقضاء المساء في التريض والتسوق.
ومن أكثر ما يقبل عليه المشترون في السوق حلوى المقروض المحشوة بالتمر.
وتشتهر القيروان بالمقروض لكن احد صناع هذه الحلوى ذكر ان منشأها تركيا.
وقال ثامر الغربي صانع حلوى المقروض "نحن معروفون بالمقروض التي هي حلويات قديمة جدا ذات أصول تركية واشتهرت كثيرا في القيروان وطورها الاهالي على مر الزمن وتوارثوها جيلا بعد جيل. ونحن كبارا وصغارا نشتغل بالمقروض."
وتنتشر حلوى المقروض في مناطق كثيرة بتونس غير ان الجميع يؤكد ان المقروض القيرواني يتميز نكهة وطعم خاص.