المترشحان ناصر عبد السلام وإلياس شهرة للظفر بجائزة فارس القرآن الكريم لسنة 2009

الخبر : أحوال الناس
المترشحان ناصر عبد السلام وإلياس شهرة للظفر بجائزة فارس القرآن الكريم لسنة 2009
مؤذن خجول من بلعباس يحلم ببناء زاوية
طالب شريعة من الشلف ختم القرآن وعمره 11 سنة

المترشحان ناصر عبد السلام وإلياس شهرة للظفر بجائزة فارس القرآن الكريم لسنة 2009 PH-15-ABDESSALAM

مؤذن خجول من بلعباس يحلم ببناء زاوية
ستكون أنظار مواطني ولاية سيدي بلعباس، على غرار سائر المتتبعين عبر مختلف ولايات الوطن، سهرة اليوم الجمعة، مشدودة إلى ما سيجري بين أسوار قصر الثقافة مفدي زكرياء بالجزائر العاصمة؛ أين من المنتظر أن يتم الإعلان عن الفائز بالجائزة الأولى من مسابقة ''فرسان القرآن'' لسنة 2009 في محطتها النهائية، وهي الفرصة التي سيستغلها المقرئ ناصر عبد السلام من بلدية سيدي لحسن، لا محالة، لإبراز موهبته الفذة
في مجال تجويد وترتيل القرآن الكريم. وتعيش بلدية سيدي لحسن، الواقعة على بعد أربعة كيلومترات عن مقر عاصمة الولاية سيدي بلعباس، منذ حوالي أسبوع، على وقع تأهّل ابنها الشاب المقرئ ناصر عبد السلام ذي الـ22 ربيعا، إلى المحطة النهائية من مسابقة فرسان القرآن الكريم في طبعتها الثانية، وهي المسابقة التي عكف على تنظيمها التلفزيون الجزائري بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف منذ السنة الماضية.
ينحدر الشاب الخجول عبد السلام، مؤذن مسجد ''النور'' ببلدية سيدي لحسن، من عرش ''أولاد نواصرية''، المعروف بمنطقة سيدي لحسن بأصوله المحافظة. كما تجدر الإشارة إلى انتمائه لعائلة فقيرة متواضعة متكونة من ثمانية أفراد، ساهم كل واحد منهم على طريقته في تكوين شخصية عبد السلام القوية التي زادها ثقة بالنفس إيمان هذا المقرئ القوي بالله وبقدره، رغم معاناة الشاب من شبح البطالة منذ سنين طويلة.
ويعود الفضل في اكتشاف الموهبة الربانية التي يتمتع بها عبد السلام، إلى أستاذه ومعلمه الشيخ الإمام علي زازو بومدين، إمام مسجد ''النور'' بسيدي لحسن، الذي لم يدخر جهدا في مد المترشح للقب فارس القرآن الكريم لسنة 2009 بتعاليم ديننا الحنيف بعد حفظه للقرآن الكريم وهو في سن الحادية عشرة من العمر، قبل أن يكتشف الشيخ موهبة تلميذه الإلهية في تجويد وترتيل ما جاء به كتاب الله العزيز الحكيم. معطيات حتّمت على إمام مسجد ''النور'' تزويد صاحب الصوت الشجي بالعلوم الأولية ''والعمل على تكوين بنيته التحتية'' قبل إيفائه بأصول الدين الإسلامي الحنيف وأحكام التجويد، إضافة إلى علوم النحو من ''قطر الندى'' و''الآجرومية''.
وقد بدا واضحا للشيخ سي بومدين، كما يحلو لأبناء بلدية سيدي لحسن مناداته، تعلق المقرئ عبد السلام بالشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله، وهو لم يتعد بعد سن الـ12 من العمر ''مما دفع بي إلى ترشيح تلميذي لمختلف المسابقات الدينية المحلية، وذلك إيمانا مني بقدراته الكبيرة، قبل أن يتجسد التفوق الميداني لعبد السلام من خلال حصده كل الجوائز دون استثناء بعد أن أبدى تميزا لا ريب فيه على جميع أقرانه الذين نافسوه على الجوائز المحلية بمناسبة المولد النبوي الشريف وليلة الإسراء والمعراج إضافة إلى ليلة القدر المباركة.. حتى طاب له مقام التجويد قبل أن يواظب على تحسين موهبته الصوتية'' يقول الشيخ بومدين لـ''الخبر''.
وكان المقرئ ناصر عبد السلام قد غاب عن الطبعة الأولى لمسابقة فرسان القرآن التي نظمت السنة الماضية، بسبب عدم اطلاعه على الكيفية التي يتم بموجبها السماح له بالمشاركة، قبل أن يتم الاتصال بأحد مفتشي مديرية الشؤون الدينية لولاية سيدي بلعباس، الذي ساهم في توجيه المقرئ الشاب بعد استلامه الملف الذي يخوّل له المشاركة.
انطلاقة عبد السلام كانت موفّقة للغاية، بحكم السيطرة المطلقة التي فرضها على منافسيه في التصفيات الجهوية التي احتضنتها ولاية تلمسان قبل شهرين من حلول الشهر الفضيل، وهو الإنجاز الذي فتح له أبواب التألق الوطني على مصراعيه، في انتظار ما ستحمله سهرة اليوم في طياتها من تألّق أكيد. ويبقى ناصر عبد السلام يحمد الله ويشكره على ما وصل إليه رغم وضعه الاجتماعي الصعب بحكم معاناته من البطالة. كما تبقى أمنيته الغالية مرتبطة بإمكانية حصوله على قطعة أرض بمسقط رأسه بلدية سيدي لحسن، أملا في التوصل إلى تحقيق حلمه المتمثل في إنشاء زاوية لتعليم القرآن الكريم وعلومه، وهو الحلم الذي وعدت عدة أطراف من البلدية بالإشراف على تجسيده الميداني وحتى تمويله في حالة منح السلطات الولائية تسهيلات لهذا الشاب الظاهرة.
طالب شريعة من الشلف ختم القرآن وعمره 11 سنة
مع بدء العد التنازلي لإعلان حامل لقب فارس القرآن، في الطبعة الثانية من البرنامج، يترقب مواطنو ولاية الشلف، فوز ابن منطقتهم إلياس شهرة، الذي شدّ إليه المشاهدين وأعضاء لجنة التحكيم طيلة الشهر الفضيل، بصوته الرخيم وتفوقه في التجويد.
سيكون اليوم تاريخا فاصلا بالنسبة لعائلة إلياس وأبناء منطقته، ذلك أن ابنهم البار حامل كتاب الله، على مقربة من التتويج بلقب فارس القرآن، بعد أن رفع درجاته في جنة الرضوان، بحفظه لكتاب الله.
إلياس البالغ من العمر 20 عاما، أتم حفظ الفرقان وهو في الـ11 من عمره، بعد أن بدأ حفظه وهو لم يتجاوز الثامنة، وكان لوالده الفضل الكبير في حفظ القرآن.
ويقول حسان، أحد زملاء إلياس شهرة، الذي وصل إلى نهائي مسابقة فارس القرآن، أن عائلة شهرة المقيمة ببلدية بني راشد التي تبعد عن مقر الولاية الشلف بنحو 30 كلم عائلة محافظة، ويحفظ جميع أفرادها كتاب الله. وحسب ذات المتحدث، فإنه كان من بين مشجعي إلياس الذي ترعرع في وسط عائلي محافظة، كون والده معلم قرآن ببلدية أولاد عباس، وقد ساعده ذلك على تحقيق نتائج دراسية جيدة؛ حيث حصل على شهادة البكالوريا في أول اجتياز لها، وانتقل بعدها إلى جامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة؛ حيث يدرس في السنة الرابعة شريعة، وهو متفوق في دراسته. ويقول صديق آخر من بلدته إن إلياس شاب متخلق ويحترم الجميع، وهو مجتهد في طلب العلم، كما أنه ينتمي إلى عائلة نشأت في وسط قرآني. ورغم صغر سن إلياس، إلا أن صوته وتحكمه في تجويد القرآن مكناه من إمامة الناس في صلاة التراويح بعدة مساجد بعاصمة الولاية ووادي الفضة. كما أنه كان يلقى الإعجاب والتشجيع من محيطه؛ حيث سبق له وأن شارك في مسابقات دولية بدول عربية، وتحصل على نتائج مشجعة. وكانت هذه التجربة الخطوة الأولى التي مكنته من الدخول في مسابقة فارس القرآن. ويشهد كل من تحدثنا إليهم بدور زميله شاوش الذي تحصل على المرتبة الثانية السنة الماضية في هذه المسابقة؛ حيث شجعه وأمده بالكثير من النصائح للفوز بالمراتب الأولى، مما مكنه من تفادي الأخطاء التي يقع فيها كل مترشح للمرة الأولى في مثل هذه المسابقات. وحسب حسان، فإن إلياس شهرة الذي يعد أكبر إخوته الأربعة؛ بنتين وولد، كلهم يحفظون القرآن ويجيدون تلاوته. وعبر جميع من تحدثنا إليهم عن أملهم في أن يفوز إلياس شهرة بالمرتبة الأولى، ليس لأنه يمثل الولاية فقط، وإنما لكونه يستحقها لما بذله من مجهود في سبيل تعلم تلاوة وتجويد القرآن الكريم وإتقانه لمختلف القراءات.
المصدر :سيدي بلعباس: م. ميلود / الشلف: عبد القادر دحماني

المترشحان ناصر عبد السلام وإلياس شهرة للظفر بجائزة فارس القرآن الكريم لسنة 2009

المترشحان ناصر عبد السلام وإلياس شهرة للظفر بجائزة فارس القرآن الكريم لسنة 2009 :: تعاليق

المترشحان ناصر عبد السلام وإلياس شهرة للظفر بجائزة فارس القرآن الكريم لسنة 2009

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة