var csvSymbolIds = "";
var quoteLink = "";
الأمم المتحدة (رويترز) - اتهم الزعيم الليبي معمر القذافي يوم الاربعاء في أول خطاب له أمام الامم المتحدة الدول صاحبة حق النقض في مجلس الأمن الدولي بخيانة مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وقال القذافي في خطاب طويل عَنَف خلاله الحضور على استغراقهم في النوم ان ديباجة الميثاق تنص على أن كل الدول متساوية سواء كانت كبيرة أو صغيرة.
وبعد ان قرأ أجزاء من نسخة من ميثاق الأمم المتحدة أدان القذافي حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والذي أشار اليه في مرحلة من خطابه بأنه "مجلس الرعب". وقال القذافي الذي كان يتحدث من خلال مترجم ان حق النقض يخالف الميثاق وقال انه لا يقبله ولا يعترف به.
وأسقط القذافي الذي ألقى خطابه مرتديا عباءة نحاسية اللون وقد لصق على صدره شعار افريقيا بدبوس نسخة الميثاق الورقية على المنصة عدة مرات قبل أن يلقيها من فوق كتفه.
واستغرق خطاب القذافي الذي تطرق خلاله لموضوعات تتراوح بين اغتيال الرئيس الامريكي الاسبق جون اف. كنيدي والغزو الامريكي لجرينادا والدواء المجاني لأطفال العالم ساعة وخمسا وثلاثين دقيقة.
ولم يكسر القذافي الرقم القياسي لأطول كلمة يلقيها زعيم أمام الأمم المتحدة والمسجل باسم الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي راح ينتقد الامبريالية الامريكية لنحو اربع ساعات عام 1960 لكنه أربك جدول الأمم المتحدة في يوم كان من المقرر ان يتحدث فيه عدد من الرؤساء.
وغادر عدد من المندوبين القاعة وشكا القذافي خلال الخطاب من الإجهاد الذي بدا على الحاضرين. وطالبهم القذافي بالانتباه وقال انهم جميعا متعبون ومجهدون من السفر وجميعهم نائمون.
وغضبت بعض الدول من الاستقبال الشعبي الحافل الذي أقامته ليبيا لأحد مسؤوليها الذي أُدين لضلوعه في تفجير طائرة فوق بلدة لوكربي عام 1988 بعد ان اطلقت اسكتلندا سراحه الشهر الماضي لأسباب صحية.
وبينما كان يلقي القذافي خطابه أقر مجلس الشيوخ في واشنطن مشروع قرار يدين الاستقبال "الحافل" وطالب ليبيا بالاعتذار.
وكانت هذه القضية الوحيدة التي لم يتناولها القذافي في خطابه.
وتسبب وجود القذافي في بعض الاحتجاجات وأحدث اهتماما واسعا في نيويورك. فقد حاول سُدى الحصول على تصريح لنصب خيمة بدوية تروق له الاقامة فيها في متنزه (سنترال بارك) وفي موقعين آخرين قرب مدينة نيويورك.
وتتمتع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بحق النقض في مجلس الامن التابع للامم المتحدة وهو أقوى أجهزة الامم المتحدة. وتشغل ليبيا مقعدا مؤقتا في مجلس الامن الذي يضم 15 دولة وتنتهي عضويتها فيه في عام 2010.
وقال القذافي ان حق النقض يجب أن يلغى.
وأضاف الزعيم الليبي أمام قادة دول العالم المجتمعين في اليوم الاول لاجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي تضم 192 دولة ان مجلس الامن لم يوفر الامن بل الرعب والعقوبات.
وقال القذافي الذي ألقى كلمته بعد الرئيس الامريكي باراك اوباما مباشرة ان حقيقة أن "65 حربا" اندلعت منذ انشاء الامم المتحدة منذ 60 عاما تثبت أن المبادئ التي تأسست عليها المنظمة الدولية قد تعرضت للخيانة.
وقال ان انتخاب اوباما بداية للتغيير واشاد بالتزامه المعلن بنزع الاسلحة النووية. وقال ان الرؤساء الامريكيين الآخرين أرهبوا منطقته.
وبدأت الولايات المتحدة رفع عقوباتها وتطبيع العلاقات مع طرابلس بعدما قال القذافي انه سيتخلى عن برامج ليبيا للاسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية في ديسمبر كانون الاول عام 2003.
ولم ينتقد الزعيم الليبي اسرائيل في خطابه رغم انه كان من أشد منتقديها في الشرق الاوسط. وبدلا من ذلك اكد مجددا على دعوته لاقامة دولة واحدة يعيش فيها اليهود والفلسطينيون معا.
وقال ان الحل هو دولة ديمقراطية لا مكان فيها للتعصب الديني مشددا على ان الجميع يجب ان يعيش في سلام. واضاف ان "اسراطين" هي الحل.
ورغم انتقاده مجلس الامن ووصفه بانه لا يتمتع بالمشروعية اكد القذافي الذي يرأس الاتحاد الافريقي حاليا مجددا على طلب افريقيا الحصول على مقعد دائم بالمجلس.
وقال ايضا ان افريقيا تستحق تعويضا يبلغ 7.77 تريليون دولار من القوى الاستعمارية السابقة عن الاضرار التي لحقت بها خلال الحقبة الاستعمارية.
من لويس شاربونو وهيثم حدادين