var csvSymbolIds = "";
var quoteLink = "";
كابول (رويترز) - أعلنت حركة طالبان يوم الاربعاء أنها رفعت علمها على منطقة نائية في أفغانستان بعد أربعة أيام من تكبيدها القوات الامريكية أسوأ الخسائر البشرية خلال اكثر من سنة في هجوم في هذه المنطقة.
وفي بيان منفصل بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة لافغانستان والذي أطاح بحكومة طالبان قالت الحركة الافغانية انها لا تشكل خطرا على الغرب لكنها ستواصل محاربة القوات الاجنبية في أفغانستان ما بقيت هذه القوات في البلاد.
وقالت حركة طالبان في موقعها على الانترنت انها رفعت علمها في منطقة كامديش في شرق اقليم نورستان قرب الحدود مع باكستان صباح الاربعاء في احتفال حضره أعيان المنطقة.
ونفت القوات الامريكية انها غادرت المنطقة لكنها قالت انها سترحل في نهاية الامر بموجب خطط أعلن عنها قبل الهجوم.
وقد اشتد العنف في أفغانستان ووصل الى أعلى مستوياته في الحرب الدائرة رحاها منذ ثمانية اعوام ووسع مقاتلو طالبان هجماتهم لتشمل مناطق كانت من قبل امنة.
وتأتي أحدث بيانات لطالبان في وقت يحذر فيه المسؤولون الغربيون من أن الانسحاب من أفغانستان قد يؤدي الى عودة طالبان الى السلطة مع احتمال ان تصبح البلاد من جديد ملاذا امنا لمتشددي القاعدة الذين قد يستخدمونها قاعدة للتخطيط لهجمات في المستقبل على دول غربية.
وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الاربعاء ان الرئيس باراك أوباما تلقى طلبا من الجنرال ستانلي مكريستال أكبر قائد للقوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان لارسال قوات اضافية وان الطلب بدأ رسميا مساره خلال تسلسل القيادة العسكري.
ولم يتضح بعد مدى السرعة التي سيستجيب بها اوباما لطلب قوات اضافية قوامها 40 ألفا من القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي لتذهب الى افغانستان العام القادم. وستكون هذه القوات تعزيزا للقوات المنشورة حاليا وقوامها 104 الاف جندي نحو ثلثيهم امريكيون.
وكان مكريستال قال في تقييم للحرب قدمه الى وزارة الدفاع
(البنتاجون) الشهر الماضي ان هزيمة المتمردين لن تتحقق على الارجح دون مزيد من القوات وتعديل الاستراتيجية.
وأطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة وتساعدها جماعات أفغانية بحكومة طالبان بعد معركة استمرت خمسة أسابيع بدءا من السابع من أكتوبر تشرين الاول 2001 بعد أن رفضت تسليم قادة تنظيم القاعدة الذين تسعى واشنطن لاعتقالهم فيما يتصل بهجمات 11 من سبتمبر أيلول.
وحاول مئات المقاتلين اقتحام موقعين أمريكيين نائيين في المنطقة الجبلية القريبة من الحدود مع باكستان يوم السبت الماضي. وقتل ثمانية جنود أمريكيين وجنديان أفغان على الاقل دفاعا عن الموقعين في قتال استمر اليوم كله. وكانت هذه اسوأ خسائر تكبدتها القوات الامريكية في أكثر من عام.
وقالت القوات الامريكية انها قتلت أكثر من 100 من مقاتلي طالبان خلال هذه المعركة.
وفي الماضي كانت طالبان تشن الهجمات في المناطق الساخنة التي تغادرها القوات الامريكية لاظهار قوتها ولفرض سيطرتها عليها.
وقال الكولونيل واين شانكس المسؤول الاعلامي الرفيع للقوات الامريكية والقوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي ان الانسحاب من المنطقة مازال مزمعا لكن لم يحدث بعد. وقال "يمكنني أن اؤكد لكم أننا لم نغادر نورستان. نحن موجودون هناك. ونقوم بنفس العمليات التي كنا نقوم بها."
وقال شانكس ان القوات الامريكية مازالت موجودة في الموقعين اللذين هوجما يوم السبت لكنه سيتم التخلي عنهما في نهاية الامر.
وقالت طالبان انها لا تنوي مهاجمة اي دول غربية لكنها مازالت ملتزمة بقتال من سمتهم قوات الاحتلال الاجنبية في افغانستان.
وقالت طالبان في بيان في موقعها على الانترنت (شهامت) www.shahamat.org "ليس لدينا ولم يكن لدينا في أي وقت نية لالحاق الاذى بدول العالم بما في ذلك الدول الاوروبية... هدفنا هو استقلال هذا البلد واقامة دولة اسلامية." وأضافت "ومع ذلك فان كنتم تريدون (قوات حلف شمال الاطلسي والقوات الامريكية) استعمار بلاد الافغان أولي العزة والتقوى بذريعة الحرب على الارهاب التي لا أساس لها فلتعلموا أن صبرنا ليس من شأنه الا أن يزيد وأننا مستعدون لحرب طويلة."
وينتظر الافغان ايضا نتيجة انتخابات الرئاسة التي شابتها عمليات تزوير واسعة بعد مرور ستة اسابيع على ادلاء الناخبين باصواتهم.
وقالت صحيفة واشنطن بوست يوم الاربعاء ان بيانات سرية للامم المتحدة تفيد ان الاحصاء الرسمي للاصوات في بعض الاقاليم تجاوز العدد الفعلي للناخبين بحوالي مئة الف أو أكثر. وقالت الصحيفة ان هذه التباينات حدثت على وجه الخصوص في الاقاليم الجنوبية والشرقية المضطربة التي قيل ان الرئيس حامد كرزاي فاز فيها بهامش كبير على خصومه.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الامم المتحدة في كابول قوله ان هذه المعلومات "بيانات غير مؤكدة."
وكانت نتائج احصاء مبدئي اعطت كرزاي 54.6 في المئة من الاصوات. واذا قلص تحقيق في مزاعم التزوير هذه النسبة عن 50 في المئة فانه سيتعين عليه خوض جولة انتخابات اعادة مع خصمه الرئيسي وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله.
وحدوث ذلك يتطلب ان تتوصل لجنة الانتخابات الى انه حدث تزوير واسع النطاق استفاد منه كرزاي وهو ما ينفيه الرئيس. .
من سيد صلاح الدين وبيتر جراف