باريس (رويترز) - تعرضت كليات النخبة في فرنسا لهجوم من جانب الحكومة يوم الثلاثاء لمقاومتها ضغوطا لقبول المزيد من الطلاب من الاسر صاحبة الدخل المنخفض بحجة ان ذلك سيؤدي الى تراجع المعايير.
والكليات التي يطلق عليها وصف "الكليات الكبرى" صغيرة ومتخصصة وتختار الدارسين من خلال منافسات أكاديمية شديدة الصعوبة من نظام مواز للجامعات العادية وغالبا ما تتهم بأنها معقل الطلاب الذين ينتمون لطبقة الصفوة.
هذا لا يعود الى ارتفاع تكلفة الدراسة بهذه الكليات الكبرى نظرا لان غالبيتها كليات حكومية بل لان عملية الاختيار تفضل الشبان من أبناء الحاصلين على تعليم راق والذين يعيشون في مناطق بها مدارس على مستوى عال.
وتظهر الدراسات ان أقل من واحد من بين كل عشرة طلاب في الكليات الكبرى - التي تعتبر في العادة الباب الملكي للالتحاق بالوظائف العليا في الشركات وعالم السياسة والوظائف الحكومية - من أسر ذات دخل منخفض مقابل واحد من بين كل ثلاثة طلاب تقريبا قبل 20 عاما. أما وجود طلاب من المهاجرين أو الطبقة العاملة فهو أمر نادر الحدوث.
وفي اطار تنفيذ أهداف الرئيس نيكولا ساركوزي بتحسين وضع الشباب الذين ينتمون للضواحي الفقيرة المحيطة بالمدن الفرنسية تريد الحكومة أن تزيد الكليات استيعابها لطلاب المنح الدراسية الى 30 في المئة من اجمالي عدد الطلاب.
وأثارت الكليات الكبرى التي تخشى أن يصبح هذا الهدف نسبة اجبارية في مرحلة ما ضجة وشكت من انها لا تستطيع فجأة حل مشكلة عدم المساواة في التعليم التي تبدأ في رياض الاطفال.
وتقول الكليات انها لا تريد خفض معايير الاختيار أو اللجوء الى عملية اختيار ذات مسارين أحدهما مسار لاختيار الطلاب من المناطق الفقيرة على اساس أن ذلك ينتهك مبدأ المساواة الذي يعتبر مقدسا الى أبعد حد.
وقال مؤتمر الكليات الكبرى الذي يمثل نحو 200 معهد "ينبغي أن يكون مستوى المنافسات المؤهلة للدخول هو نفسه للجميع."
وردا على بيان المؤتمر قال لوك شاتل وزير التعليم الفرنسي لاذاعة فرانس انفو "أجد انه أمر صادم للغاية أن يتصور اي أحد ان دخول طلاب من الاسر ذات المستوى المعيشي المنخفض (للكليات الكبرى) سيؤدي الى خفض المعايير."
كما أوضحت وزيرة التعليم العالي فاليري بيكريس انها لا تؤيد رأي مديري الكليات الكبرى.
وقالت بيكريس لاذاعة أوروبا 1 "أقول لهم.. لا تكونوا انهزاميين. لا تخافوا من تغيير مناهج اختياركم لاستيعاب شبان يستحقون الالتحاق. نحن لا نفرض نسبا محددة ولكن هذا لا يعني انه لا ينبغي أن تكون لنا أهداف طموحة."
من ايستيل شيربون