مسؤول امريكي: القاعدة علي صلة بشبكة طيران تعمل خارج الاطار القانوني

أخبار قوقل :الاسبوع اونلاين :
16/1/2010
مسؤول امريكي: القاعدة علي صلة بشبكة طيران تعمل خارج الاطار القانوني

وكالات - أسماء الولي
في اوائل عام 2008 بعث مسؤول في وزارة الامن الداخلي الامريكية تقريرا الي رؤسائه يذكر فيه بالتفصيل ما سماه 'اهم تطور في الاستغلال الاجرامي للطائرات منذ 9/11 '.
وحذر التقرير من ان سربا متناميا من طائرات تعمل خارج نظام الطيران الرسمي الدولي يعبر المحيط الاطلسي ذهابا وايابا بشكل منتظم. وقال انه يوجد علي احد طرفي الرحلات الجوية المناطق المنتجة للكوكايين في الانديز التي تسيطر عليها القوات المسلحة الثورية اليسارية في كولومبيا بينما يوجد علي الطرف الاخر بعض من اقل دول غرب افريقيا استقرارا. وتم تجاهل التقرير الذي حصلت رويترز علي نسخة منه وتصاعدت المشكلة منذ ذلك الوقت حتي بلغت ما وصفه مسؤولو امن في عدة دول بانه تهديد امني شامل.
وقال المسؤولون ان سرب الطائرات السري نما ليشمل طائرات تعمل بمحركين مروحيين وطائرات نفاثة صغيرة واخري طراز بوينغ 727 لم تعد شركات الطيران تستخدمها ليقوم بنقل شحنات من الكوكايين تزن اطنانا وربما الاسلحة الي منطقة في افريقيا حيث يعتقد ان جماعات تابعة للقاعدة تسهل تهريب المخدرات الي اوروبا.
والقي علي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي المسؤولية عن هجمات تفجير انتحارية وتفجير سيارات في الجزائر وموريتانيا. كما زاد مسلحون وعصابات اجرامية لهم صلات بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي خطف الاوروبيين من اجل فديات ويتم تسليم المخطوفين الي جماعات تابعة للتنظيم سعيا للحصول علي الفديات.
ويقول مسؤولون ان الطائرات تنتقل بين دول امريكا الجنوبية لحمل شحنات من الكوكايين ووقود الطائرات ثم تتوجه عبر المحيط الاطلسي الي غرب افريقيا ومنطقة الساحل حيث تنقل الشحنات عبر الصحراء وترسل الي اوروبا. ويشير فحص وثائق ومقابلات اجريت مع مسؤولين في الولايات المتحدة وثلاث دول بغرب افريقيا الي انه تم اكتشاف عشر طائرات علي الاقل تستخدم هذا الطريق الجوي منذ عام 2006 .
ويحذر مسؤولون من ان كثيرا من هذه الطائرات اكتشفت صدفة. ونبهوا الي ان عدد الطائرات الحقيقي الخاص بهذه الشبكات يرجح ان يكون اكثر من ذلك بكثير. وحذر الكساندر شميت الممثل الاقليمي لمكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في غرب ووسط افريقيا هذا الاسبوع في دكار من ان شبكة الطائرات تنامت خلال الاثني عشرة شهرا الماضية ويرجح انها تضم الان عدة طائرات طراز بوينغ 727.
وقال شميت 'عندما تكون لديك هذه القدرة الكبيرة علي نقل المخدرات الي غرب افريقيا فهذا يعني ان لديك القدرة علي نقل سلع اخري ايضا ومن ثم فهذا تهديد للامن في اي مكان في العالم حتما.'
و'السلع الاخري' التي تثير قلق المسؤولين الشديد هي الاسلحة التي يمكن ان تهربها منظمات متشددة علي طائرة نفاثة. ويمكن للطائرة من طراز بوينغ 727 ان تنقل شحنة زنتها عشرة اطنان.
وقال المسؤول الامريكي الذي كتب التقرير لوزارة الامن الداخلي ان صلة القاعدة لم تكن واضحة في ذلك الوقت.
والمسؤول هو خبير طيران في مكافحة المخدرات وطلب عدم الكشف عن شخصيته لانه غير مخول بالادلاء بتصريحات. وقال انه شعر بالاحباط لعدم الاهتمام بالامر منذ كتب تقريره.
وقال 'لديك صلة ارهابية مؤكدة علي هذا الجانب من المحيط الاطلسي. وعلي الجانب الافريقي لديك صلة القاعدة وعندما لا يصبح ذلك واحدا من اهم اولويات الحكومة فان الامر يثير القلق بشكل بالغ ويبعث بعض الشيء علي الحيرة.'
ومنذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر عام 2001 تمت زيادة اجراءات الامن لركاب الطائرات في الولايات المتحدة ومعظم انحاء العالم وفرضت احدث اجراءات امنية في الاونة الاخيرة بعد محاولة تفجير طائرة ركاب متجهة الي ديترويت في 25 كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وقال المسؤول 'رد الاشرار بشبكة طيرانهم الخاصة التي تطير حاملة شحنات كل يوم وتنقل سلعا مهربة، والحكومة تبدو غافلة.'
واضاف ان النتيجة هي ان منظمات متشددة تشمل جماعات مثل القوات المسلحة الثورية اليسارية في كولومبيا والقاعدة اصبحت لديها 'القدرة علي نقل الناس والمواد والسلع المهربة الي اي مكان في انحاء العالم مع التوقف مرتين للتزود بالوقود.'
وكان لتجارة المخدرات المربحة اثر ضار بالفعل في دول غرب افريقيا. وقالت سلطات محلية لرويترز ان المهربين افضل تسليحا منها وانها غير قادرة علي وقفهم.
ويقول خبراء كثيرون ان تهريب المخدرات يجلب عوائد ضخمة لجماعات تقول انها تابعة لتنظيم القاعدة. ويضيفون ان هذه العوائد لا تملأ خزائنها فحسب بل تزيد من اعضائها ايضا لان اموال المخدرات تتحول الي اداة تجنيد فعالة في بعض المناطق الاكثر فقرا في العالم.
ووبخ الرئيس الامريكي باراك اوباما مسؤولي مخابراته لعدم تجميعهم المعلومات 'لوصل هذه النقاط' لمنع تنفيذ التهديدات. لكن هذه النقاط المبعثرة عبر قارتين مثل نقاط مضيئة علي شاشة الرادار لا تزال غير متصلة الي حد كبير كما ان الاسراب نفسها لا تزال تطير في الجو.
وتتبع تجارة الكوكايين دوما المال ويسعي المهربون الي الطرق التي يقل فيها وجود الشرطة الي اقصي حد.
ووفقا لتقديرات الامم المتحدة فان دولا ضعيفة في انحاء غرب افريقيا تعاني من الفساد والفقر اصبحت نقاط انطلاق لنقل ما يتراوح بين 30 طنا و100 طن من الكوكايين سنويا ينتهي بها المطاف في اوروبا.
وتقول السلطات المحلية ومسؤولو انفاذ القانون الامريكيون ان تجارة المخدرات كانت قائمة هنا وفي اماكن اخري علي القارة وان كانت علي نطاق اصغر بكثير منذ التسعينات علي الاقل.
وفي وقت سابق من هذا العقد تم تصعيد عمليات الاعتراض البحري. وطور المهربون اسطولا جويا قادرا علي نقل اطنان من الكوكايين من الانديز الي دول افريقية تشمل موريتانيا ومالي وسيراليون وغينيا بيساو. وهذه الدول لديها مهابط طائرات غير مستخدمة وممرات هبوط مؤقتة معظمها لا توجد فيها اجهزة رادار كما لا توجد فيها شرطة. وغينيا بيساو ليس لديها اي اجهزة رادار لحركة الطيران.
ومع تنامي اساطيل الطائرات تنامت ايضا تجارة المخدرات. وتقول ادارة مكافحة المخدرات الامريكية ان كل الطائرات التي ضبطت في غرب افريقيا كانت قد اقلعت من فنزويلا. وموقع هذه الدولة علي بحر الكاريبي والمحيط الاطلسي يجعلها مكانا نموذجيا لاقلاع طائرات المخدرات المتجهة الي افريقيا. وتم تزويد عدد من الطائرات بخزانات وقود اضافية للسماح بالتزود بالوقود في الجو خلال الطيران وهي تقنية ابتدعها مهربو المخدرات المكسيكيون. 'وعرف ان طياري عصابات المخدرات هناك بانهم يزيدون مدي طيران الطائرات بوضع حواشي المياه مملوءة بوقود الطيران في الكابينة ثم يرصون فوقها شحنات من لفافات الماريوانا لتبدو كمضخة وقود مرتجلة.'
حيَل المهربين
ويقول محققون ان الحيل التي يستخدمها طيارو تهريب المخدرات لحجب حقيقة رحلاتهم تشمل شهادات مزورة للطيارين ووثائق تسجيل زائفة وتعديل الارقام علي ذيل الطائرة لتفادي قوائم انفاذ القانون. كما وجد ان بعض الطائرات ليس لديها شهادات تنص علي انها صالحة للطيران. وعندما يضطر المهربون الي التخلي عن مثل هذه الطائرات فانهم يحرقونها لتدمير اي دليل شرعي وغير ذلك مثل الارقام المتسلسلة.
وتشير الادلة ايضا الي ان بعض طائرات الكوكايين النفاثة المتجهة الي افريقيا تقدم خطة طيران اقليمية لتفادي اثارة شكوك المحققين ثم تغير هذه الخطط في اللحظة الاخيرة وهي علي يقين بان هذا التغيير لن يكتشف.
واظهر تقرير شاهدته رويترز ان طائرة نفاثة طراز جلف ستريم 2 كانت متوقفة ومحركاتها دائرة في جزيرة مارجاريتا بفنزويلا لتحميلها بشحنة كوكايين وزنها 2.3 طن طلبت تعديلا في اللحظة الاخيرة لخطة رحلتها الي سيراليون التي خربتها الحرب بغرب افريقيا. والقت القوات الفنزويلية القبض علي الطيار بعد ذلك بلحظات.
وبعد اقلاع هذه الطائرات فانها تطير علي ارتفاعات تستخدمها الطائرات التجارية. وليس هناك ما تخشاه تجاه اعتراضها حيث لا توجد تغطية بعيدة المدي للرادار فوق المحيط الاطلسي. وتقتصر جهود الرصد التي تبذلها السلطات الامريكية حاليا علي استخدام اجهزة رادار ثابتة وطائرات بي3 علي الكاريبي وشمال الاطلسي.
وتهبط الطائرات في مطارات او ممرات هبوط غير مستخدمة او ممرات مؤقتة في افريقيا. وذكر تقرير للامم المتحدة ان طائرة تهريب تحمل علامة زائفة للصليب الاحمر هبطت دون اذن علي مهبط غير مضاء في مطار لونجي الدولي في سيراليون عام 2008 .
وفي اواخر العام الماضي هبطت طائرة بوينغ 727 علي ممر تسلكه قوافل جمال الطوارق في مالي حيث قال مسؤولون ان المهربين افرغوا شحنة تتراوح بين طنين وعشرة اطنان من الكوكايين قبل ان ينثروا الوقود علي الطائرة ويشعلوا فيها النار بعد ان فشلت محاولات الاقلاع بها مرة اخري.
وقدم المهربون رشاوي الي المسؤولين في المكسيك علي مدي سنوات للسماح لهم بالهبوط وافراغ حمولات من الكوكايين في المطارات التجارية. وهذا ما يحدث في افريقيا الان ايضا. وقال ادموندو منديس المدير بالشرطة القضائية انه في تموز/يوليو 2008 امنت القوات في غينيا بيساو مطار بيساو الدولي للسماح لطائرة تحمل الكوكايين بالهبوط.
واضاف منديس الذي حاول احتجاز الطائرة وهي من طراز جلف ستريم 2 وكانت تحمل ما يقدر بنحو 50 مليون دولار من الكوكايين لكن الجيش منعه 'عندما وصلنا الي هناك كان الجنود يحمون الطائرة .. الجنود هددونا شفهيا.'
ولم تتم استعادة الكوكايين.
وفي الاسبوع الماضي صورت رويترز طائرتين في مطار اوسفالدو فييرا الدولي في غينيا بيساو احداهما ارسلها مهربون من السنغال لمحاولة اصلاح الاخري وهي من طراز جلف ستريم 2 بعد ان تعرضت لمشكلات ميكانيكية. وضبطت الشرطة الطائرة الثانية.
وكان من اوضح الدلائل علي مدي تقدم شبكة الطيران هذه اكتشاف جسم طائرة بوينغ 727 قديمة محترقة يوم الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر. وعثرت عليها السطات المحلية راقدة علي جانبها في رمال مالي.
واستخدام هذه الطائرة علامة علي تقدم من عدة اوجه للمهربين. ويمكن لطائرات بوينغ 727 النفاثة ان تحمل شحنة تزن عدة اطنان الي مناطق نائية. لكنها تتطلب طاقما من ثلاثة افراد هم طيار ومساعد طيار ومهندس للرحلة للتحكم في نظام الوقود المعقد الذي يرجع الي ما قبل التحكم الالي.
وعلي بعد مئات الاميال الي الغرب في مستعمرة غينيا بيساو البرتغالية السابقة قال المدير المحلي للانتربول كالفاريو اهوكهاري ان عدة مطارات مهجورة بما في ذلك ممرات هبوط استخدمها في وقت ما الجيش البرتغالي رممت في الاونة الاخيرة من جانب 'مافيا المخدرات' من اجل القيام برحلات جوية غير مشروعة.
واضاف 'في السابق كانت الطائرات القادمة من امريكا اللاتينية تهبط عادة في مطار بيساو... ولكنها تهبط الان في مطارات في جنوب وشرق بيساو حيث لا وجود للشرطة القضائية.'
وقال اهوكهاري ان رحلات المخدرات تهبط في كاسين بشرق بيساو وبوباك في ارخبيل بيجاجوس وهو سلسلة تضم اكثر من 80 جزيرة في المحيط الطلسي. ويقول الانتربول انه يسمع عن رحلات جوية من السكان المحليين غير انه لم يتمكن من الامساك باي من الطائرات مشيرا الي افتقار الموارد.
وكان لتجارة المخدرات بحرا وجوا اثرها المدمر علي غينيا بيساو.
وذكر ان نزاعا بشأن تجارة المخدرات كانت له صلة باغتيال رئيس الاركان الجنرال باتيستا تاجمي نا واي عام 2009 . وبعدها بساعات قتل رئيس البلاد جواو برناردو فييرا بفأس في منزله.
وعندما سئل اهوكهاري عن مدي خطورة تهريب المخدرات جوا بالنسبة لغينيا بيساو رد بقوله 'المشكلة خطيرة'.
ويحتمل ان الموقف أسوأ في منطقة الساحل حيث يصل الكوكايين بالاطنان. وينقل من هناك عبر طرق برية معروفة للتهريب عبر الصحراء حيث يكون نفوذ الحكومة محدودا وحيث تنشط جماعات تابعة للقاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بشكل متزايد.
والجماعة التي عرفت في السابق باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال تجمع ملايين الدولارات من خطف الاوروبيين. ويقول محللون ان المتشددين يبرمون اتفاقات مع متمردي الطوارق ومهربي الاسلحة والسجائر والمخدرات. ووفق ادلة متزايدة فان هذه الجماعة ربما تحصل علي عائدات كبيرة من تسهيل تهريب الكوكايين الذي تصنعه القوات المسلحة الثورية اليسارية في كولومبيا الي سواحل اوروبا.
وفي كانون الاول/ديسمبر قال انطونيو ماريا كوستا المدير التنفيذي لمكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة لجلسة خاصة لمجلس الامن الدولي ان المخدرات يتاجر بها 'الارهابيون والقوي المعادية للحكومة' لتمويل عملياتهم من الانديز الي اسيا والساحل الافريقي.
قوافل المخدرات
واضاف ماريا كوستا 'في السابق كانت التجارة تتم عبر الصحراء بالقوافل. اما اليوم فهي اكبر حجما واسرع في التسليم واكثر اعتماد علي التكنولوجيا المتطورة كما يثبت ذلك حطام الطائرة بوينغ 727 الذي عثر عليه في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر في منطقة جاو بمالي وهي منطقة تأثرت بالتمرد والارهاب.'
وبعد ذلك بأيام القي مسؤولو ادارة مكافحة المخدرات الامريكيون القبض علي ثلاثة افارقة من غرب افريقيا بعد عملية لهم في غانا. ونقل الرجال الثلاثة وكلهم من مالي الي نيويورك يوم 16 كانون الاول/ديسمبر بتهم تهريب المخدرات والارهاب.
واتهم عمر عيسي وهارون توري وادريس عبد الرحمن بالتخطيط لنقل الكوكايين عبر افريقيا بهدف دعم القاعدة وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي والقوات المسلحة الثورية اليسارية في كولومبيا.
وتعزز الاتهامات ما وصفه اكبر مسؤول في ادارة مكافحة المخدرات الامريكية في كولومبيا لمراسل لرويترز بانه 'تحالف شرير بين ارهابيي المخدرات بامريكا الجنوبية والاسلاميين المتطرفين.'
لكن بعض الخبراء يشكون رغم ذلك في ان الرجال الثلاثة ليسوا سوي مجرمين. وهم يشكون في ان تجار المخدرات قد تخلوا عن صلاتهم بالقاعدة ليضعوا ايديهم علي المخدرات.
وقالت ادارة مكافحة المخدرات في شكواها الجنائية ان توري قاد جماعة مسلحة تنتمي الي القاعدة يمكنها نقل الكوكايين من غانا عبر شمال افريقيا الي اسبانيا مقابل 2000 دولار للكيلوغرام بما في ذلك النقل وحماية المخدرات.
وبحث توري طريقين بريين مختلفين مع عميل سري. واحد الطريقين يمر عبر الجزائر والمغرب والاخر عبر الجزائر وليبيا. وقال للعميل ان جماعته عملت مع القاعدة لنقل ما يتراوح بين طن وطنين من الحشيش الي تونس وكذلك لتهريب مهاجرين باكستانيين وهنود ومن بنجلادش الي اسبانيا.
ويحذر محللون من ان المال الناشيء عن تجارة الكوكايين عبر الصحراء قد يحول تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الذي يقدر عدد اعضائه في جنوب الساحل بين 100 و200 رجل الي تهديد اكبر في المنطقة الممتدة من موريتانيا الي النيجر. وهي منطقة بها استثمارات اجنبية ضخمة في النفط والمناجم وربما خط لانابيب الغاز عبر الصحراء.
وقال دوغلاس فرح عضو مركز التقدير الاستراتيجي الدولي وهو مركز ابحاث امن مقره واشنطن 'هذه الجماعات سيصبح لديها الكثير من المال اكثر مما كان لديها من قبل واعتقد انكم سترونهم يحملون اسلحة اكثر تطورا بكثير.'
وتغطي منطقة تمبكتو اكثر من ثلث مساحة شمال مالي وهي منطقة تعادل مساحتها مساحة سويسرا عدة مرات وجانب كبير منها خارج سيطرة الدولة.
وقال مولاي حيضرا مسؤول الجمارك ان التدفق الشديد للكوكايين جوا حول المنطقة الي 'مستودع صناعي' للكوكايين كما عبر عن مشاعر القلق تجاه التحدي الذي تواجهه سلطات انفاذ القانون المحلية.
واضاف ان المهربين استخدموا عائدات من التجارة واشتروا بالفعل 'اسلحة الية وعقدوا العزم بقوة.' وقال انهم 'يدعون انفسهم القاعدة' رغم انه يعتقد ان القاعدة ليست لها صلة بديانته لكنهم يستخدمونها 'كقاعدة ايدولوجية'.
وتقول السلطات ان سيارات تويوتا رباعية الدفع المجهزة باجهزة تحديد المواقع وهواتف تعمل عن طريق الاقمار الصناعية لا غني عنها للمهربين. ويقول سكان ان المهربين يفرغون بعض الهواء من اطارات عرباتهم للتمتع بثبات اكبر علي رمال الصحراء التي يمكنهم السير عليها بسرعة تصل الي 110 كيلومترات في الساعة في قوافل علي طرق الي شمال افريقيا.
وقال حاكم تمبكتو الكولونيل محمد منجارا انه يعتقد ان المهربين لديهم خيام مكيفة الهواء مما يمكنهم من العمل في مناطق بالصحراء ترتفع فيها درجات الحرارة صيفا الي مستويات غير محتملة 'قد تحرق حذاءك'. وقال ان الجيش يفتقر الي مثل هذه التجهيزات.
وينجذب عدد متزايد من الناس في المنطقة الفقيرة حيث لا يزال التنقل باستخدام الجمال والحمير شائعا الي هذه التجارة. ويمكنهم ان يحصلوا علي ما يتراوح بين اربعة وخمسة ملايين فرنك افريقي 'ما بين تسعة الاف و11 الف دولار' في عملية تهريب واحدة.
وقال محمد هامالك وهو مرشد سياحي من الطوارق في تمبكتو 'التهريب قد يكون مغريا لاشخاص لا يمكنهم سوي الحصول علي 100 او 200 دولار شهريا.'
ووصف حيضرا مسؤول الجمارك شمال مالي بانها منطقة لا يمكن لادارته دخولها. وقال 'يوجد الان خط احمر عبر شمال مالي لا يمكن لاحد ان يذهب الي هناك.'
وقال المسؤول الامريكي شميت الذي تحدث في دكار هذا الاسبوع ان تنامي تهريب المخدرات جوا يتطلب عملا سريعا من جانب المجتمع الدولي. واضاف 'ينبغي ان يكون هذا اكبر اهتمامات الحكومات.. لدول غرب افريقيا ودول غرب اوروبا ولروسيا والولايات المتحدة يجب ان يكون لهذا الامر اولوية كبيرة في جداول عملها.'
ووقف التجارة.. مثلما يدرك المهربون.. تحد هائل دون شك دبلوماسيا وهيكليا واقتصاديا.
وتتسم علاقة فنزويلا التي تقلع منها الطائرات التي تقوم بالرحلة وتتزود بالوقود بالمواجهة مع كولومبيا التي ركز رئيسها الفارو اوريبي علي سحق تمرد القوات المسلحة الثورية اليسارية المستمر منذ 45 عاما. ويرفض زعيم فنزويلا اليساري هوغو تشافيز دخول ادارة مكافحة المخدرات الامريكية للعمل في بلاده.
وفي لفتة عداء منه تجاه واشنطن ارسل الاسبوع الماضي طائرتين طراز اف 16 لاعتراض طائرة بي3 امريكية وهي طائرة تستخدم في البحث عن المهربين ورصدهم قائلا انها خرقت المجال الجوي الفنزويلي مرتين. وهو يقول ان الولايات المتحدة وكولومبيا تستخدمان عمليات مكافحة المخدرات كغطاء لغزو مخطط لدولته المنتجة للنفط. وتنفي واشنطن وبوغوتا هذه المزاعم.
وفيما يتعلق بالحد من تجارة المخدرات فان ادارة مكافحة المخدرات الامريكية لها اكبر وجود خارج البلاد مقارنة بباقي وكالات انفاذ القانون الامريكية اذ ان لها 83 مكتبا في 62 دولة. ولكن وجودها ضعيف في افريقيا حيث لها اربعة مكاتب في نيجريا وغانا ومصر وجنوب افريقيا ولكن هناك خططا لفتح مكتب خامس في كينيا.
ويعمل ايضا الانتربول ووكالات انفاذ القانون الاوروبية للحد من التجارة. ولكن محليا يقول مسؤولون ان افريقيا تخسر الحرب علي المخدرات.
وابرز مشكلة مثلما يوضح نموذج مالي هو نقص الموارد. وكانت عمليات القبض الوحيدة هي التي جرت فيما يتصل بالطائرة البوينغ بعد ايام من العثور عليها في الصحراء. واتضح ان المقبوض عليهم بدو يحصلون علي الالومينيوم من جسم الطائرة لصنع اواني للطهو علي الارجح وتم الافراج عنهم بسرعة.
وقالت الشرطة في غينا بيساو لرويترز ان لديها اسلحة قليلة ولايوجد مال لشراء وقود للسيارات التي تبرعت بها حكومات ولا سجن مشدد الحراسة لاحتجاز المجرمين.
والفساد مشكلة اخري. وتقول الشرطة وجماعات حقوق الانسان ان الجيش افرج من جانبه عن عدة مهربين متهمين او اعتقلتهم السلطات في اطار تعاملها مع المشكلة.
وهناك اسئلة تحيط بالفترة التي استغرقتها سلطات مالي للابلاغ عن اكتشاف الطائرة البوينغ.
وما يثير القلق علي نحو خاص بشأن مصالح الولايات المتحدة هو ان شبكة الطائرات لا تطير في اتجاه واحد لتنقل الكوكايين من امريكا اللاتينية الي افريقيا ولكنها تطير عائدة الي الامريكتين.
واشارت مذكرة داخلية لادارة الامن الداخلي اطلعت عليها رويترز الي حالة واحدة هبطت فيها طائرة قادمة من افريقيا في المكسيك حاملة ركاباً وشحنة لم يتم فحصها.
ووصلت الطائرة جلف ستريم 2 الي كانكون قرب جزيرة مارغريتا بفنزويلا قادمة من افريقيا. وكانت الطائرة علي قائمة لمراقبة الطيران وحملت راكبين اثنين فقط. وكان احدهما امريكياً لا يحمل حقائب والاخر من مواطني جمهورية الكونغو ويحمل جواز سفر دبلوماسيا وحقيبة يد لم يتم تفتيشها.
وقال خبير الطيران الذي كتب تقرير الامن الداخلي 'مصدر القلق الواضح والكبير هو ان هناك نظام نقل قادراً علي نقل اطنان من الكوكايين من الغرب الي الشرق... ولكن من عدم الفطنة توقع الا يعود شيء وعندما تكون هناك منظمات ارهابية علي جانبي المسار يجب ان تعطي اولوية كبيرة لمعرفة ما الذي تعود به هذه الطائرات.'

مسؤول امريكي: القاعدة علي صلة بشبكة طيران تعمل خارج الاطار القانوني

مسؤول امريكي: القاعدة علي صلة بشبكة طيران تعمل خارج الاطار القانوني :: تعاليق

مسؤول امريكي: القاعدة علي صلة بشبكة طيران تعمل خارج الاطار القانوني

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة