فرانس 24 سالو جيبو الرجل الكتوم الذي أسقط مامادو تانجا كان سالو جيبو قائد وحدة المدرعات في نيامي وأصبح بعد الانقلاب رئيسا للدولة لفترة انتقالية. يصفه البعض بأنه حذر وكتوم بل انه متواضع وهذا لا يعني بأنه لعبة في أيدي العسكريين. فمن هو سالو جيبو ؟
جان باتيست مارو (نص)
قبل انقلاب 18 شباط/ فبراير2010 الأخير لم يكن العديد من النيجيريين يعرفون القائد العسكري سالو جيبو الرجل الذي استولى على السلطة مع مجموعة عسكرية. وبعد هذا التاريخ أصبح سالو جيبو يوصف بــ "منقذ الديمقراطية" و"مقوم الأخطاء". و أصبح أيضا اسم رئيس المجلس الأعلى لإعادة إقرار الديمقراطية يهتف به من قبل ألاف المتظاهرين في شوارع العاصمة نيامي الذين رأوا فيه رجل الإنقاذ المناسب الذي خلصهم من الحكم المطلق التي أصبحت عليه البلاد في عهد الرئيس المخلوع مامادو تانجا.
كانت أول خطواته على رأس النيجر لا تسمح بالقول بأنه يملك كاريزمية أو انه زعيم يلهب الجماهير بخطبه الحماسية. وبعد أسبوع من وصوله إلى الحكم لم يتوجه سالو جيبو مرة واحدة إلى شعبه بل ترك الأمر بين أيدي معاونيه ليكشفوا نوايا المجموعة العسكرية وليطمئنوا عواصم إفريقيا الغربية. " انه رجل هادئ الطبع وكتوم وحتى الصحافة لا تعرفه جيدا". هذا ما أكده موسى كاكا مدير إذاعة " ساراوينيا" النيجيرية ومراسل إذاعة فرنسا الدولية في النيجر. وقد يكون هذا الحذر والتكتم من القائد السابق لوحدة المدرعات في نيامي يعطيه صورة وكأنه ألعوبة في أيدي ناطقه الرسمي جبريلا حاميدو هيما الملقب بـ بيلي" لشغفه بلعبة كرة القدم وكان قد شغل منصب الرجل الثاني في انقلاب 1999 الذي أطاح آنذاك بالرئيس إبراهيم بري ميناسرا.
ويقول موسى كاكا مصححا " انه لا يقول شيئا ولكنه هو الذي يحرك الخيوط. لقد كان في الواجهة الأمامية عندما هاجم الجيش القصر الرئاسي. إن الشرف والمفاخر ترجع إليه. ولا يقبل جنوده وضباطه أن لا يكون على رأس السلطة." ويقول احد المعارضين للرئيس السابق مامادو تانجا " انه جازف بجميع المخاطر. وان العقيد بيلي يتلاءم مع هذا الوضع لأنه يعرف في قرارة نفسه انه لا يستطيع وحده القيام بالانقلاب." وهذا ما يعترف يه ضمنيا المعني بالأمر إذ صرح إلى إذاعة فرنسا الدولية حول تعيين سالو جبيو رئيسا للمجموعة العسكرية بان " في هذا الوضع بالذات فان الذي قاد العمليات فهو الذي ترجع إليه المسؤولية ونحن نثق به. "
وقد قضى سالو جيبو سنوات عديدة في خدمة القوات العسكرية النيجيرية ومنحه هذا الاحترام والتقدير من قبل زملائه في الجيش.
ولد سالو جيبو عام 1965 في قرية نامارو بغربي النيجر. وهو أب لخمسة أطفال. التحق بالجيش عام 1987 كجندي بسيط. عمل في العديد من الحاميات ثم قام بدورات تدريبه ليصبح ضابطا في ساحل العاج ثم في الصين وأخيرا في المغرب. التحق بعدها بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بساحل العاج عام 2004 ثم أرسل إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية في مهمة تابعة للأمم المتحدة قبل إن يعود بعدها إلى النيجر برتبة قائد لوحدة "121 دعم وخدمات" في العاصمة نيامي والتي قام على رأسها بالإطاحة بنظام مامادو تانجا. ولخّص البعض شعبيته عند الجيش بان سالو جيبو جند في القوات المسلحة النيجيرية وهو مراهق و صعد سلم الترقيات العسكرية واحدا بواحد.
أصبح من الآن فصاعدا الرجل القوي في السلطة فهل سيرجع السلطة إلى المدنيين كما وعد بذلك أم انه سيحاول التشبث بالحكم كما فعل زميله في غينيا موسى داديس كامرا ؟
لماذا نشبه الوضع دائما بما هو قائم عند جيراننا ؟ لماذا لا نتصور سيناريو على الطريقة النيجيرية ؟ هكذا يرد باسو محمد الناطق باسم محمامدو ايسوفو رئيس الحزب النيجيري للديمقراطية والاشتراكية. وفي انقلاب عام 1999 قام داودا ملام وانكيه بتسليم السلطة إلى المدنيين بعد 8 أشهر من الحكم. وعين سالو جبيو مامادو داندا رئيسا للحكومة وهو مدني وكان أيضا وقتها الناطق باسم الحكومة الانتقالية التي كان يقودها ملام وانكي وكان هذا منذ عشر سنوات. والسؤال المطروح الآن هل يستطيع منقذ الديمقراطية سالو جيبو أن يعطي تعهدا بحسن نواياه حول مستقبل البلاد ؟
ترجمة - خالد الطيب