وثائق سرية تكشف محاولة اسرائيل بيع اسلحة نووية لجنوب افريقيا قبل 35 سنة24.05.2010 آخر تحديث [19:32]
لاول
مرة تظهر وثائق سرية امتلاك اسرائيل للاسلحة النووية. وجاء في وثائق سرية
تكشف بوضوح ان اسرائيل ارادت قبل 35 سنة مضت بيع رؤوس نووية الى جمهورية
جنوب افريقيا. نشرت ذلك صحيفة الغارديان البريطانية بعددها الصادر يوم 24
مايو/ ايار.
وحسب
معطيات الصحيفة تتضمن " الوثائق السرية " معلومات عن لقاءات تمت بين
مسؤولين كبار من اسرائيل وجنوب افريقيا العنصرية آنذاك عام 1975. وتنشر
الصحيفة صورا لاجزاء من نصوص الوثائق السرية الموقعة من قبل شمعون بيريز
الذي كان آنئذ يشغل منصب وزير دفاع اسرائيل وبيتر وليم بوتا وزير دفاع
جمهورية جنوب افريقيا.
وتقول الغارديان ان الوثائق التي جمعها
الباحث الامريكي ساشا بولياكوف – سورانسكي لكتابه حول العلاقات بين
جمهورية جنوب افريقيا واسرائيل تشير الى ان بيتر بوتا اعلن عن رغبة بلاده
بشراء رؤوس نووية. ومن جانبه اقترح شمعون بيريز ثلاثة نماذج لصواريخ من
ضمنها حاملة رؤوس نووية. وتضمن اتفاق بيع الاسلحة النووية مادة تفيد ببقاء
الموضوع في سر الكتمان. هذا وصدر الكتاب المشار اليه بالولايات المتحدة
الامريكية في الاسبوع الماضي.
وعلمت صحيفة الغارديان ان السلطات
الاسرائيلية حاولت المستحيل من اجل منع حكومة جنوب افريقيا تزويد الباحث
الامريكي بالمعلومات التي طلبها. واعتمادا على الوثائق المنشورة فان
القوات المسلحة للنظام العنصري الجنوب افريقي كانت تنوي استخدام الصواريخ
كوسيلة تخويف مع امكانية استخدامها لتوجيه ضربات للدول المجاورة.
وكان
اول لقاء بين وزيري دفاع اسرائيل وجنوب افريقيا قد تم في 31 مارس/ اذار
عام 1975 حيث طرح بيريز على بوتا خلال الاجتماع صواريخ من نوع " اريحا "
القادرة على حمل رؤوس نووية. وحضر اللقاء ريتشارد ارمسترونغ رئيس هيئة
الاركان العامة في جنوب افريقيا والذي كتب في مذكرته في نهاية اللقاء –
ستكون الصواريخ ذات فعالية اذا ما زودت برؤوس نووية.
والتقى
الطرفان مرة ثانية في 4 يونيو/ حزيران من العام نفسه بزيوريخ حيث اطلق على
عملية البيع خطة "chalet " وتشير الوثائق الى ان بيريز اقترح على بوتا 3
خيارات للصواريخ – عادية وذات رؤوس كيميائية ونووية.
واثبت الباحث
الامريكي ساشا بولياكوف ان الصفقة لم تتم بسبب ارتفاع سعرها من ناحية ومن
ناحية ثانية كان لابد من الحصول على موافقة اسحاق رابين الذي كان انذاك
يشغل منصب رئيس وزراء اسرائيل .
ويقول الخبراء ان جنوب افريقيا
انتجت في نهاية المطاف السلاح النووي ، ولا يستثنى ان يكون الامر بمساعدة
اسرائيلية. بعد ذلك تطورت العلاقات بين البلدين في المجال العسكري حيث
حصلت اسرائيل على اليورانيوم لاسلحتها النووية من جنوب افريقيا.
وتؤكد
الوثائق المكشوفة ما صرح به جيرهارد ديتر قائد القوات البحرية في جنوب
افريقيا والمسجون حاليا بتهمة التجسس لصالح الاتحاد السوفيتي حول كون
مشروع خطة "chalet " التي ناقشتها اسرائيل وجنوب افريقيا تتضمن بيع
اسرائيل 8 صواريخ من طراز " اريحا " مزودة برؤوس نووية الى جنوب افريقيا،
ولم تكن هناك لغاية هذا الوقت وثائق مكتوبة تؤكد تصريحاته.
وشهد
عام 1986 اول فضيحة لامتلاك اسرائيل السلاح النووي حيث شرح مردوخاي فعنونو
الذي كان يعمل مهندسا في مجمع ديمونا النووي بالتفصيل عملية انتاج الاسلحة
النووية في صحراء النقب لمراسلي صحيفة ساندي تايمز وعرض عليهم اكثر من 50
صورة فوتوغرافية ومخطط لدورة العمل. وعلم من تصريحات فعنونو ان اسرائيل
لغاية عام 1986 كانت تملك 200 رأس نووي. وقام جهاز المخابرات الاسرائيلي "
الموساد " باختطاف فعنونو في ايطاليا بعد هذه التصريحات وحكم عليه عام
1988 بالسجن لمدة 18 عاما.
ومن جانبها اعلنت ايليت فريش السكرتيرة
الصحفية لشمعون بيريز الذي يشغل حاليا منصب رئيس دولة اسرائيل انه "
لاتوجد أي حقيقة في ما نشرته الغارديان، ونحن نأسف لعدم توجه الصحيفة
بالاستفسار من ادارة الرئيس الاسرائيلي، فلو فعلت ذلك لتبين ان هذه
المسألة لا اساس لها ولا تطابق الواقع".
خبير استراتيجي: الغرب سيبقى صامتا عن النووي الاسرائيلي الا في حالة ان تثار المسألة من قبل اطراف اخرى مثل تركيا او روسيامن
جهته قال الخبير الاستراتيجي المصري اللواء طلعت مسلّم في حديث لقناة
"روسيا اليوم"، ان الكشف عن تلك الوثائق السرية يؤكد وجود أسلحة نووية لدى
اسرائيل، ويؤكد استعدادها لاستخدام تلك الاسلحة ليس للردع وحسب، وانما
لاغراض اخرى ايضا.
وتوقع
مسلّم ان تكون ردة فعل الدول الغربية على تلك المعلومات هي الصمت، الا في
حالة ان يثار الموضوع النووي الاسرائيلي من قبل اطراف اخرى مثل تركيا على
سبيل المثال او روسيا او الصين، عندها سيضطر الغرب الى اتخاذ موقف ما تجاه
اسرائيل.
وأشار
مسلم الى ان طهران قد تحاول استغلال تلك المعلومات في معالجة مشروعها
النووي، ولفت الانتباه الى النووي الاسرائيلي امام الدول الغربية وروسيا
وأمام الدول العربية ايضا.