القرضاوي يدعو مقاتلي الشيشان لمراجعات فقهية
هسبريس - وكالات
Friday, September 24, 2010
دعا الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قيادات مقاتلي الشيشان إلى إجراء مراجعات فقهية من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن القرضاوي قوله: زارنِي وفد من علماء الشيشان، وطلبوا مني أن أتوَجَّه بكلمة إلى أبناء الشيشان، الذين يتخذون العنف سبيلًا للوصول إلى أهدافهم، غير مُبالِين بما يوجبه فقه الموازنات وفقه الأولويات وفقه المآلات، من رعاية اعتبارات كثيرة قبل الإقدام على عملهم".
وأضاف: "إنّ الإسلام حرّم تغيير المنكر إذا أدى إلى منكر أكبر منه، ولم يشرع إزالة الضرر بضرر مثله، فضلًا عن أن يكون بضرر أكبر منه, ومن ذلك أمر الضحايا المدنيين البُرَآء من المسلمين وغير المسلمين، الذين يسقطون جراء العمليات التي يقومون بها".
وأشار إلى أنه "يجب على أهل العلم والفكر وأهل الرأي والحكمة أن يجادلوا جماعات العنف بالتي هي أحسن، كما أمر الله تعالى، وأن يناقشوهم, أو قل: يناقشون قادتهم وعقلاءهم بالحكمة والمنطق العلمي والشرعي الهادئ, ويقنعونهم بالحجة البالغة، كما فعل حبر الأمة، سيدنا عبد الله بن عباس مع الخوارج، فرجع الآلاف منهم عن رأيهم، اقتناعًا بقوله وأدلته. ومن الواجب علينا اليوم أن نناقشهم في قضيتين, هما التكفير والعنف".
وأكّد القرضاوي "أن أعمال العنف لا تحقق الهدف منها، فلم تسقط بسببها حكومة، بل لم تضعف بسببها حكومة, وكل ما يمكن أن تنجح فيه جماعة العنف في بعض الأحيان هو قتل رئيس دولة أو رئيس وزارة أو وزير, أو مدير أمن أو نحو ذلك, ولكن هذا لا يحل المشكلة، فكثيرًا ما يأتِي بدل الذاهب من هو أشد منه وأنكى وأقسى في التعامل مع الإسلاميين".
كما أوضح أنّ "قضية التكفير خطرة ولها جذورها في تاريخ الفكر الإسلامي منذ عهد الخوارج، ولعلها أول قضية فكرية شغلت المسلمين، وكانت لها آثارها العقلية والعملية (عسكرية وسياسية) لعدة أجيال، ثم لم يلبث الفكر الإسلامي أن فرغ منها، واستقر على ما عليه أهل السنة والجماعة". ولفت إلى أنّ ظاهرة الغلو في التكفير تحتاج إلى دراسة، بسبب قلة بضاعة هؤلاء الشبان الغيورين من فقه الإسلام وأصوله، وعدم تعمقهم في العلوم الإسلامية واللغوية. الأمر الذي جعلهم يأخذون ببعض النصوص دون بعض، أو يأخذون بالمتشابهات، وينسون المحكمات.