السراج الاخباري معتقلو لمزرب : الجيش الموريتاني مارس ’ضدنا ’أعمالا وحشية’’ السبت, 09 أكتوبر 2010 16:55 عاد ملف ’’ لمزرب ’’ إلى الواجهة من جديد،وبدت ملامح الصورة تأخذ أشكالا جديدة،لم يعد التفسير الموريتاني للواقعة وهويات المعتقلين الرواية الوحيدة المتداولة،فقد تحدث المعتقلون بعد أن أفرجت عنهم السلطات الموريتانية بعد أيام قليلة من عمليتها العسكرية داخل الأراضي المالية.
المعتقلون السابقون لم يصدروا بيان مساندة لمعتقليهم السابقين، كما لما يتفهموا الظروف التي أدت إلى ’’ رميهم في سجن وحشي ’’ كما يعتقدون.
أكثر من ذلك اتهموا الجيش الموريتاني بممارسة أعمال وحشية ضدهم،وبحسب ما نشره موقع "كيدال" المالي القريب من قوى الطوارق الماليين فإن الجيش الموريتاني قد نفذ ’’ إعدامات خارج القانون’’ ضد ثلاثة من المعتقلين،من بينهم من قتل خنقا،حسب المعتقلين السابقين دائما.
هكذا كانت البداية..
بحسب المعتقلين السابقين فإن التنافس بين تجار الصحراء،هو الذي ساق إلى ’’ عملية لمزرب’’ وليس التحري والبحث الدقيق للجيش الموريتاني الذي يـأخذ عليه المعتقلون أنه ’’ انتهك سيادة بلدهم مالي’’
وبحسب المعتقلين فإن عملية الاعتقال كانت نتيجة طبيعية لوشاية من اثنين من مهربي المخدرات المشهورين في المنطقة وهما عيسي ولد طيبو وميمي ولد بابا
ويضيف أحد المعتقلين ’’ قام الجيش الموريتاني في يوم الجمعة 26 من فبراير 2010 بمساعدة مهربي المخدرات عيسى ولد طيبو وميمي ولد بابا المنافسين الرئيسيين للمجموعة التي ستعتقل - بالقبض على مجموعة تتألف من 18 شخصا داخل الأراضي المالية ( 160 كلم في التراب المالي) وأقدم على قتل ثلاثة منها .
ويضيف المعتقلون ’’لكن المشكلة هنا لا تكمن في انتهاك السيادة الإقليمية لبلد مجاورفحسب ، بقدرما هي في الطريقة اللاإنسانية التي تعامل بها الجيش مع المعتقلين .
انتهاكات خارج القانون:
في البداية كان يبلغ عدد المعتقلين 21 شخصا من بينهم ثلاثة جرحي هم محمد ولد عبد الله الذي كانت حالته خطيرة والذي أشبع خنقا أمام أعين رفاقه .
- امحمد ولد محمد مراهق في السابعة عشرة أشبع هو الآخر ضربا على الرأس بعد صراخ أطلقه من فرط ألم جراحه .
- الفايدة ولد حم الذي تم قتله من مسافة قريبة بطلقات نارية متتالية في صدره بعد رفضه الامتثال لأوامر الجيش بالجلوس أمام شقيقه الصغير الذي كان ضمن المجموعة.
تعذيب من نوع لآخر..
عندما يتعلق الأمر بالتعذيب تجمع الكتابات على وصف المعاملة الفظيعة دون مساواة .
لقد تم شد وثاق المعتقلين ورميهم في مؤخرة سيارة "بيكوب" تحت شمس حارقة، ومن حين لآخر يتم دفعهم للقرب من الوقود لملامسة المزيد من الحرارة . هذا فيما تتضاعف الضربات على الرأس والأعضاء التناسلية .
وعند الوصول إلى نواكشوط مكثوا الشهر الأول في التعذيب الكامل بمعدل مرتين على الأقل يوميا .
البضاعة.. في نهاية المطاف ..
في الحقيقة فإن الجزء الأكبر من البضائع( المخدرات) المحتجزة تم منحها للمرشدين عيسى ولد طيبو وميمي ولد بابا بموجب صفقة مع الجيش الموريتاني،هكذا يروي المعتقلون وقائع القصة،بينما عرض الجيش الموريتاني بعضا من البضائع الضخمة التي استولى عليها أثناء العملية والتي أعلن الأمن الموريتاني أنه أحرقها في وقت لاحق.
الاعتقال والإطلاق..
وكان القضاء الموريتاني قد أفرج قبل أسابيع عن حوالي 20 معتقلا من العرب الماليين الذين اعتقلوا في عملية لمزرب،وبأمر من رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز خلال زيارته إلى مالي،غادر موريتانيا كل من :
عالي ولد محمد ولد مد المولود في (آنافسي) تابعة لكيدال
ـ عبد الله ولد محم المولود في جيغ كاو
ـ محمد ولد دونه ولد سيد حيبل المولود في تمبوكتو
ـ أحمد ولد بيده ـ تبنكورت
ـ عالي ولد عمار ولد محمد ولد باب ـــ بورم
ـ همام ولد الخير ـــــــ تبنكورت
ـ بادي ولد حمدي ـــــــــ آنشوا بكاوه
ـ باب ولد احمد سالم ــــــــــ بورم
ـ محمد ولد امد ولد بوكري ـــــــ ليوه
ـ عمار ولد الفنه
ـ محمد ولد باب أحمد ـــــــ غاوا
ـ العطيه ولد خيري ـــــــ غاوا)
ـ المختار ولد محمد
ـ محمد ولد حمدي
ـ الحسين ولد حمادي
ـ أحمد ولد باه
ـ محمد ولد النن
ـ محمد ولد الداي
ـ أحمد ولد اعم
وكما كانت عملية الإطلاق مثيرة للغاية وغير مفهومة،فإن عملية الاعتقال هي الأخرى كانت أكثر إثارة عندما عرض الأمن الموريتاني صور المعتقلين وبضاعتهم ’’ المخدرات ’’ عبر التلفزيون الرسمي،واعتبر الأمن الموريتاني أن المعتقلين مرتبطون بالقاعدة،لكنه عاد لاحقا ليؤكد أنهم تجار مخدرات ومهربون محليون.
المهربون المحليون يشرحون الوجه الآخر لما وقع،وكما يجوزلأي كان من أطراف تلك العملية أن يرسم الصورة التي يراها لما وقع على رمال لمزرب،فإن الروايتين الرسمية في موريتانيا والمقدمة من المعتقلين تبقى وجها غير نهائي للحقيقة،بينما يبقى من الحقيقة الواضحة أن ’’ أجزاء مهمة من الحقيقة لاتزال تحت رمال لمزرب’’.