وجدة سيتي -
لماذا تتنصل الجزائر من التزاماتها مع المغرب 26/10/2010
http://www.oujdacity.net/international-article-31909-ar.html في العديد من المواقع الالكترونية الصحفية ، والعديد من الجرائد يطرح المغاربيون السؤال الروتيني ، لماذا الحدود المغربية الجزائرية ماتزال مغلقة ولو بعد سنين ، وفي وقت تصرح فيه الخارجية الجزائرية بأن العلاقة المغربية- الجزائرية حسنة وجيدة ؟؟؟ وكما سبق أن صرح الرئيس الجزائري سابقا في مقابلة مع صحفيين فرنسيين بأن إغلاق الحدود المغربية- الجزائرية مسألة تقنية . وما يزيد من حيرة المغاربين أو حتى العرب بالشرق الأوسط أو دول أوروبية هو مطالبة المغرب على لسان خارجته بفتح الحدود مرارا وتكرارا . ورغم إلحاح المسؤوليين في أعلى هرم السلطة بالمغرب بفتح الحدود وفي مناسبات عدة فالجزائر ما تزال مصرة على تركها مغلقة إلى حين ، دون تبرير، مقنع ومعقول يشفي غليل المتسائل .
وبطبيعة الحال ليس هناك دخان بدون نار ، فالحدود بين الجارين لا يمكنها أن تبقى مغلقة ، خصوصا عندما تكون العلاقة بين البلدين طيبة ، وكما جاء على لسان وزارة خارجية الجزائر أخيرا. ومن حق كل إنسان مغاربي أو غير مغاربي إذن أن يتساءل لماذا تحافظ الجزائر على حدود مغلقة مع جارها المغرب رغم المطالبات الرسمية المغربية بفتح الحدود الشرقية المغربية- الجزائرية .
وهي ظاهرة غريبة بين بلدين عربيين مسلميين مغاربيين بينهما تاريخ مشترك غني وطويل . ومن حق المغاربة على الأقل أن ينتقدوا حكومتهم التي أطنبت في طلب فتح الحدود ولم تتلقى إي إشارة إيجابية من الجزائر، التي تتقدم كل مرة بحجج واهية تتلخص في أنها أغلقت الحدود بعدما بادر المغرب إلى مطالبة الجزائريين " بالفيزا" " التأشيرة" ، كما تدعي بأنها تريد وضح حد لتهريب السيولة "الأموال" نحو المغرب على خلفية سلع التهريب التي تأتي من سبتة ومليلية عبر الحدود الشرقية المغربية- الجزائرية.
كل عاقل سيرى بالطبع بأن كل حجج المسئولين الجزائريين واهية وغير واقعية ، مادام التبادل التجاري أمر واقع بين كل دول العالم ، وحتى وإن تعلق الأمر بتهريب المخدرات " الحشيش المغربي" ( والذي يستعمل في سويسرا) كعلاج من المخدرات القوية ، فإن هناك مخدرات قوية تخترق الجزائر من شرقها وجنوبها وشمالها بواسطة اللوبيات الدولية . فما تؤكده الأخبار من دول الساحل بسيطرة مهربي المخدرات على جنوب الجزائر بدول الساحل والصحراء يفرغ ادعاءات الجزائر بأنها تغلق حدودها الغر بية مع المغرب محاربة لتهريب المخدرات. منذ 1994 والحدود المغربية الجزائرية مغلقة ، ولم نعد نسمع عن لقاءات سياسية في (زوج ابغال) إبان حكم الشاذلي بن جديد والحسن الثاني ولا غيرها من أجل السلم والسلام . ولم يبق هناك أي اتصال بين الدولتين إلا فيما يخص" علما "الدولتين المغربية والجزائرية اللذان مازالا يرفرفان جنبا إلى جنب على الحدود ، شرق وجدة المغربية...والسؤال هل هناك " أمرا ما أكبر من المخذرات وتهريب السلع " يجعل الدولة الجزائرية لا تريد فتح حدودها الغربية مع المغرب؟؟؟
لو رجعنا قليلا ما إلى الوراء للقراءة في تاريخ الجزائر لوجدنا أن رفض نتائج الانتخابات التي أعطت وقتها لجبهة الإنقاذ تقدما وخطوات نحو السلطة ، نتج عنه العشرية السوداء ، وخلق القاعدة في المغرب الإسلامي . والذي عانت الحكومات الجزائرية ولا المغربية من تفجيراتها وعملياتها بداخل المغرب أو الجزائر. تلك التفجيرات والعمليات التي خلفت ضحايا وخسائر كبيرة. وقتها كانت الجزائر تشتكي من اختراقات (القاعدة) للحدود المغربية الجزائرية وحتى التونسية ، ولكن الجزائر كانت تركز على الحدود المغربية نظرا للحساسية السياسية بين الدولتين ( قضية الصحراء) ، وغالبا ما كانت الجزائر تتهم المغرب بتسهيل مرور السلاح و ( الإرهابيين) حسب تعبيرها لضخ الزيت على النار في الجزائر حسب اعتقاد الجزائريين . ومعلوم أنه في هذه الأجواء كانت وزارتا الداخلية في المغرب والجزائر على اتصال تام ، رغم الخلافات السياسية حول الصحراء ...
والسؤال ، بما أن الرئيس الجزائري صرح بأن غلق الحدود الجزائرية هو إغلاق غير سياسي ، وإنما تقني ، فهل هذا الإغلاق هو إغلاق أمني إذن ، ساهمت فيه وزارتا الداخلية المغربية والجزائرية، عبر الاستخبارات؟؟؟ بمعنى آخر ، هل كان هناك اتفاق سري مشترك بين الداخلية المغربية والجزائرية تمحور على غلق الحدود إلى أن يتمكن الدولتان من بسط سيطرتهما على تحركات (القاعدة) أو الاسلاميين؟؟؟؟ ثم نفذت الدولتان الاتفاق ، لكن بعد ذلك بدأت الدولة الجزائرية تتـنصل من روح الاتفاق البيني المغربي الجزائري ؟؟؟ وهو ما جعل المسؤولين المغاربة يذكرون كل مرة الجزائرية بأن أسباب إغلاق الحدود (المتفق حولها)لم تعد موجودة ، وهو ما تنكره وتتهرب منه الجزائر ...لأن إلحاح المغرب - يجعل المتتبع يؤمن بأن إلحاح المغرب هذا على فتح الحدود ربما يأتي بإيمانه المطلق أنه صاحب حق ....فهل ينطلق المغرب من أنه صاحب حق انطلاقا من القانون الدولي أم من الاتفاقات السرية ؟؟؟؟
تاريخ إغلاق الحدود والأحداث التي رافقته تحلينا إلى إعادة قراءة أقوال عميل الاستخبارات الجزائري كريم مولاي ، والذي صرح بأن الاستخبارات الجزائرية كانت وراء تفجيرات " فندق إسني " بمراكش سنة 1994 وبساعدة رجال أمن مغاربة ، وجزائريين مقيمين بالمغرب . كما أن تأكيدات عميل استخبارات الجزائر بأنه كان شاهدا على الانفجارات، لكن وغير مشارك فيها ،وأنه ضُبط على الحدود الشرقية – الجزائرية للمغرب وبحوزته صورا لإنـفجارات " فندق اسني " تدلل على أنه كان هناك تعاون بين مغاربة وجزائريين لخلق ذريعة إغلاق الحدود ، قصد تطويق المتمردين الجزائرييين أو الجهادين الذين قد يستعملوا الحدود المغربية الشرقية مع الجزائر ..وتجنبا لإثارة غضب ساكني الضفتين واللذين سيتأثرا بعد عملية الاغلاق..
تصريح وزارة الخارجية الجزائرية بأن العلاقة المغربية الجزائرية طيبة ، مع إغلاق الحدود ، ومناداة المغرب المتتالية بفتح الحدود ، دليل على أن المسؤولين الجزائريين تنصلوا فعلا وكما هي عادتهم من كل اتفاق أجروه مع المغرب . فبدءا من استعدادهم قبل استقلالهم مناقشة الحدود الشرقية مع المغرب، ثم تنصلهم من التزامهم، ثم تنصلهم من مؤازرتهم للمغرب من أجل وحدته الترابية ، وتنصلهم من التزامهم مرة أخرى وصناعتهم لحجرة وضعت في حداء كل جندي مغربي كي لا يتقدم شرقا، ثم كما يظهر تنصلهم من اتفاقهم مع المغرب على فتح الحدود ليس فقط من أجل غرض اجتماعي أو اقتصادي ولكن كالتزام بين الدولتين تنائيا أو انطلاقا من اللوائح الدولية . يظهر أن قولة " صدام حسين التاريخية" قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ، لا يفهمها المسؤولون الجزائريون ، والذين يظهر أنهم لا يعيرون أي اهتمام لسكان الحدود الغربية الجزائرية والذي هم في تماس مستمر مع مغاربة تجمعهم علاقات القرابة والعيش . وتفضل الجانب الأمني على الجانب الاجتماعي لسكان الضفتين المغربية- الجزائرية . وهي تفضل قطع الأرزاق ولا قطع الأعناق ...فهي لا تريد حربا مع المغرب بالسلاح ولكن بالاقتصاد ....فهي في الوقت الذي تحرم سكان الجهة الغربية الجزائرية من حركة تجارية واجتماعية مع المغاربة تهرول إلى جنوبها وحدودها مع مالي من أجل تقديم المساعدات وإكرام الطوارق ، استباقا لكل طارىء سياسي.
فالجزائر تتضايق بالعلاقة اللبيية مع الطوارق وتخاف من نشر أيديولوجية دولة الطوارق بجنوب الجزائر وكما يحدث بجنوب السودان . الجزائر تحافظ على حدودها ، وتغدق في العطاء جنوبا ، وتغلق منافذ الرزق في الشمال الغربي على مواطنيها وجيرانها . ويظهر أن حرص الجزائر على العلاقات في جنوبها أكثر من شمال غربها ، هو وليد مخطط استرتيجي يرمي إلى السيطرة على دول الساحل والصحراء كدولة ذات نفوذ قوي على هذه الدول . فمطالبتها بتنحي ورفض التدخل الأجنبي بدول الساحل هو كشف لنيتها في في وضع يدها على هذه الدول .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو،إذا كانت الجزائر ترفض التدخل الأجنبي بالساحل والصحراء فلماذا لم تتدخل عسكريا لمحاربة القاعدة ، وهي التي تملك أقوى جيش في شمال افرقيا؟؟؟؟ ألأنها تتحاشى الصدام مع القاعدة بجنوبها"" أم لأنها لا ترغب في الدخول في حرب مع القاعدة أو مهربين قد تضعفها لصالح المغرب عدوها الاسترتيجي....فالجزائر تدرك بأن المغرب هو عقبتها الوحيدة أما السيطرة على دول الساحل والصحراء ابتداء من نيجر ، مالي، بوركينا فسو ،وصولا إلى نيجريا (النفط) ثم دول جد صغيرة : بينين،توغو،غينيا، ليبيريا ساحل العاج، غينيا بساو ..كلها دول فقيرة وضعيفة ، يمكن بسط السيطرة عليها بإقناع الأمريكيين أو الأوروبيين بأن تصبح الجزائر شرطي شمال افر يقيا ...لقد حاولت الجزائر بالفعل ذلك ، إقناع الاوروبيين وكذلك الأمركيين ، و أجرت لقاءات مع أركان بعض دول الساحل من أجل محاربة القاعدة، لكن يظهر أن دول الساحل استشعرت الخطر واستراتيجية الجزائر في الاستحواد على القرار بدول الساحل ففضلت الغرب على العرب...
إن عدم التنسيق بين الدول المغاربية ، كون ليبيا هي من يرجع إليها الفضل في تكوين (س. ص) وكون المغرب يتمتع بعلاقات جد قوية بالعديد من الدول الافريقية وله مصداقية مع الاوروبيين والأمريكين ، يكشف كما قلنا عن استراتيجية الجزائرين نحو جيرانها ، شمالا وجنوبا وشرقا ، فهي تهدف إلى التحول إلى أقوى دولة في شمال ووسط افريقيا ، بعد أضعاف محيطها الجيو- سياسي والسيطرة على الدول الفقيرة والضعيفة تحت عنوان محاربة القاعدة وغيرها ...الجزائر كانت فقط تنظر مباركة الاوروبيين والأمريكيين ومساعداتهم اللوجستيكية وقوة القرار، ودعوة دول الساحل لها ، وإعطائها الضوء الأخضر لاستعمال أراضيها . وإن كانت الجزائر في العمق لا ترغب في حرب جنوبا قد تضعفها أو تجعلها في صدام مع انفصاليين (بوليساريو)قد يكونوا مشاركيين في القاعدة أو تهريب الأسلحة ووالمخذرات ...ا
لجزائر التي تجرم التدخل الأجنبي في دول الساحل ، وترفض الوجود الأجنبي بالساحل والصحراء ، تتناسى بأنه هي من تستدعي هذا الوجود الأجنبي سواء بداخل الجزائر أو بالـمغرب الشقيق ...الجزائر تتناسى بأن الوجود الأجنبي كان وراء خلقها لمشكلة الصحراء ...هذه المشكلة التي وجد فيها الأجنبيون "بابا "يدخلهم ليسيطروا على خيرات بلدان شمال افريقيا وحتى دول الساحل والصحراء تحت ذريعة محاربة الارهاب الذي يشارك فيه انفصاليون من داخلها لا ريب، ويسهلون تنقلات القاعدة وغير القاعدة ...
الجزائر التي تتهم آخرين بالتدخل في دول الساحل تعلم بأن ليبيا هي من خلقت دول الساحل في وقت لم تكن الجزائر حاضرة...الجزائر كدائما تعطي الحق لنفسها بالتحدث مكان آخرين ، مكان دول الساحل والصحراء (س.ص) وإن كانت خارج هذا الكيان ....فقط لأنها تؤمن بالهيمة كهدف في وقت ترفض تحقيق قدر طفيف من الديموقراطية بداخلها سيجعل حدا للصراع بينها وبين جيرانها وبينها وبين أهلها بداخلها وخارجها.
الجزائر لا تتنصل من التزاماتها مع المغرب فيما يخص مسألة الحدود ولكن كذلك فيما يتعلق مشاركتها في حل قضية الصحراء، حيث العناد الجزائري هو الذي يقوي الانفاصليين ويفتح لهم شهية الانفصال، خصوصا لما تصرح الجزائر بأنها لن تتنازل عن مطالبتها بتقرير المصير،وكأن الامر يخصها شخصيا كدولة، وكأنها مازالت تعاني من عقدة الفرنسيين، فالفرنسيون قد رحلوا منذ 48 سنة، وهي مرحلة كافية كي تستعيد فيها الجزائر عافيتها، و تكرم من ساهم في استقلالها سواء أكان شعبها أم مغاربة...فالصحراويون أم من يدعي أنه صحراوي من قيادة الانفصاليين لم يطلق ولا رصاصة على الفرنسيين ولم يشارك في مقاومة مشتركة بين المغاربة والجزائريين في حرب التحرير.....
فمن الأولى بالأحسان إذن ورد الجميل أهو الشعب المغربي أم جماعة تعلم الجزائر جيدا من أين أتت...؟؟؟؟
أبوأنس معتصم