البشير » الأخبار » القرضاوي: المواثيق الدولية لا تتعارض مع الإسلام
http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-12-142916.htm الخميس 03 محرم 1432 الموافق 09 ديسمبر 2010 الإسلام اليوم/ الرياضأكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي أن المواثيق والعهود السارية على العالم كله، وبما فيها دول العالم الإسلامي والعربي، في مجملها لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية لأنها تتحدث عن تنظيم العلاقات بين الدول، والحفاظ على حقوق الناس، وحقوق الدول.
جاء ذلك ردا على ما أثير في الآونة الأخيرة من صدور بعض الآراء بإلغاء العمل بالمواثيق والمعاهدات الدولية التي تقرها الأمم المتحدة لأنها ليست من الإسلام.
وقال القرضاوي: "هناك أناس من المسلمين يرون أن الدول الكافرة لا يصح التعامل معها وفق تلك المواثيق والمعاهدات الدولية. إلا أنها (أي المواثيق الدولية) في مجملها لا شيء فيها لأنها تتحدث عن تنظيم العلاقات بين الدول، إلا ما فيما يتعلق ببعض الموضوعات الخاصة. مثل موضوع المرأة، والإرث. وهذه البنود تحفظت عليها كثير من الدول الإسلامية ولم تطبقها"، مضيفا: "ما يتفق مع أحكام الشريعة فإننا نأخذ به، وما لا يتفق معها فإنه يرد، ولا يتم العمل بموجبه".
ومن جهته، أكد وزير العدل الموريتاني الأسبق الشيخ عبدالله بن بيّه أن "هذه البيانات والدعوات إلى إلغاء العمل بالمواثيق الدولية والمعاهدات بين الأمم المتحدة وبين الدول فيها كثير من اللبس والمغايرة ، ولا نقاش حول أن الآيات التي تدعو إلى جهاد الكفار وقتالهم لاشك فيها"، مضيفاً: "لكن هناك عشرات الآيات التي تقابلها تدعو إلى السلام، مثل قوله تعالى: (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديارهم) ، وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعهود) ، وقوله تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) وهذه الآية مكملة لآيات القتال ، وهي لا شك فيها أيضاً".
وأوضح ابن بيّه أنّ الحديث عن هذه القضية بهذه الصورة أمر يلبس على العامة، وأنصاف المتعلمين ، فهذه المواثيق جاء الكثير منها بالسلام، ومعلومٌ أن دعوة الإسلام هي السلام، مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل التفاوض في صلح الحديبية.
كما قال الشيخ ابن بيّه أن هناك محددين أساسيين: "الأول: القوة: وقد حددها بالقوة المعتبرة للمسلمين حتى لا يغامروا، ومنها القوة المادية. وهذه ليست مسألة غير معقولة، وإنما ترجع لمصالح المسلمين ، ومصالح الإنسانية. ثم إن الجهاد وسيلة، وليست غاية، والنقاش حول مسألة هل هو : جهاد دفع أم جهاد طلب؟! وفي هذا أقوال معروفة لعلماء الأمة، يرون أن المصلحة في أن تجعل الحدود سلمية مع الآخر ".
وأضاف أنه يمكن القول عنها أنها ممارسات متواترة، ولأئمة المسلمين تخيير فيها نظراً لمصلحة الإسلام، ثم لا أدري هل نحن نتناقش في قضايا تعبدية أم مصلحية ؟! إذا كنا نتناقش في قضايا مصلحية فإن هذه المناقشة تجمع بين النصوص ولا تضارب بينها، وتدعو إلى السلام، أما أن تُرهق المسلمين ، وتدخلهم في حربٍ غير متكافئة فهذا أعتقد أنه ليس بصحيح".
وختم بالقول: "علينا أن ندرك أننا نعيش اليوم في واقعٍ متغير، ويجب أن نتعامل معه وفقاً لمقاصد الشريعة، ووفقاً لنصوصها، ولطريقة تعامل السلف معها. ولم يكن هناك أمر صريح وصارم في أن تستمر في قتالٍ مهلك. إن مسألة الجهاد تؤطرها الأحكام السلطانية، والمصالح والمفاسد، كل من يحاول أن يبحث فالسيرة موجودة ، وهذا أمرٌ لا غبار عليه".