جريدة الرياض :
http://www.alriyadh.com/2010/12/16/article585865.html نساء نادمات على اختيار «شريك العمر»:
«زوجي العزيز» أنت رجل لا تطاق..!
المشاكل الزوجية لا تنتهي بالحكم على فشل الزواج أو الندم على الاختيارالأحساء، تحقيق- سوسن الحواج
لا تسير الحياة على وتيرة واحدة، حيث تمر المرأة فيها ب»أيام حلوة» تشعر فيها أن الحياة جميلة، وكل من حولها جميل، وأن الزوج الذي ارتبطت به هو فارس أحلامها، فما أجمل الحياة معه ولو عاد بها الزمن لن تختار سواه.. وآه من الأيام المرّة التي تستشيط فيها غضباً، وربما تخرج عن المألوف؛ لتعض أصابعها ندماً، وتقول «أنا نادمة»؛ لأني تزوجت هذا الرجل، وهل هو الشخص ذاته الذي عرفته بداية زواجنا؟، ولوعاد بي الزمن يوماً لما اخترته.
هذه المشاعر المتضاربة والأقوال المختلفة هل هي صادقة وحقيقة أم أنها ثورة أو عاصفة جاءت نتيجة الضغوطات وتراكم مسؤوليات الحياة؟، وحتى لو عاد الزمان لما تغيرت خياراتنا.
من هنا ومن خلال حديثنا مع بعض السيدات تحرينا أن نكون موضوعيين في إصدار أحكامنا، وأن يكون موضوعنا درساً يمنح غيرنا حرصاً أكبر في اختيار شريك الحياة، وأن لا يشعر الرجل من خلال هذا الموضوع أننا نحاول أن نهاجمه أو ننغض عليه حياته، بل نقول له بلسان زوجته: «زوجي العزيز أنت دائماً فارس أحلامي وكما أريد»، ولكن اختلاف طبيعة المرأة وعاطفيتها الزائدة وتقلب مزاجها يجعلها أحياناً تقول:»زوجي العزيز أنت رجل لا تطاق!».
مسؤولية الرجل
في البداية تحمّل «أشواق العامر» الرجل المسؤولية بشعور الزوجة بالندم على ارتباطها به، فالمرأة اليوم ليست كالسابق تجلس في البيت وتهتم بالأطفال فقط، فالأعباء زادت على المرأة؛ فهي تعمل خارج البيت، وتتحمل أعباء المنزل وأعباء الأولاد، ولا تريد أن يكون الزوج عبء آخر عليها، ويطلب منها أن تكون نموذجية في تصرفاتها معه تدلله وتتحمل عصبيته؛ لأنه الرجل وتخدمه بأسلوب «سي السيد»، فهذا إجحاف بحقها، وكأنه يدفع بها للندم على اختيارها له.
العيون تفضح المرأة الحزينة مهما كانت صامتة
ملل الحياة الزوجية
وتشير «زهرة الكاظم» إلى أن الملل في الحياة الزوجية وعدم التجديد يدفع المرأة لمشاعر الندم، خصوصاً بعد مرور سنوات طويلة من الزواج، وكثرة الأبناء وغرقها في مسؤوليات الحياة؛ لذا لا بد أن يجد الزوجان لنفسيهما مساحة من التجديد والتغيير؛ كأن يأخذان إجازة قصيرة بعيدة عن الأولاد، وأن يستغلا المناسبات لتبادل الهدايا و»الكلمات الحلوة» التي تحرك مشاعر الألفة بينهما.
وتؤكد «زهور عبد الرحيم» على أن اختلاف الطباع بين الزوجين خصوصاً في بداية الزواج قد يحرك مشاعر الندم بينهما، ولكن هذه المشاعر تزول تدريجياً مع استمرار العشرة؛ فإذا وضع كل من الزوجين «رضا الله بين عينه»، وأصبح التسامح أمراً معتاداً عليه في تعاملهما مع بعضهما لن يكون هناك ندم، وسيحدث تقارب وتماسك في علاقتهما أكثر.
إسراء: يبقى «كلام نسوان» و «فشة خلق»
مركب بدون عواصف!
وتقول «نهاد عبد الباقي» إنه مرّ على زواجها أكثر من عشر سنوات، ولم تشعر بالندم؛ والسبب في ذلك أنها وزوجها اتبعا أسلوب التفاهم؛ فزوجها يبتعد دائماً عما يزعجها ويضايقها خصوصاً أن الزوجة تكره النقد الجارح والتعليقات أمام أهل الزوج، وبالنسبة لها تترك مساحة من الحرية لزوجها للخروج من المنزل مع أصدقائه والتملص أحياناً منها ومن الأولاد حتى لا يشعر أن زواجه بها قيد أو سجن يحاول دائماً فكه، بل تدعه يخرج للترفيه، خصوصاً بعد النقاشات الحادة أو الخلافات في وجهات النظر؛ لتكون فرصة لكليهما للتفكير بموضوعية وتراجع المخطئ وهكذا يسير المركب دون عواصف.
نتائج تربية الدلال
وترى «ولاء محمد» أن الدلال الزائد للأبناء هو السبب الأساسي لتواجد مشاعر الندم بعد الزواج؛ فقد تحيا الفتاة حياة رفاه ودلال لا يرد لها طلب دون أن تعتاد على القيام بأدنى واجب منزلي، فإذا تزوجت تصطدم بواقع الحياة الزوجية الذي يستلزم القيام بكثير من المهام والأعباء والواجبات التي قد تعجز عنها؛ لأنها لم تعتد عليها وتعتبر مطالبة زوجها لها بهذه الأشياء إجحاف بحقها، فتتسرب لها مشاعر الندم على اختيار هذا الزوج؛ لذا يجب أن نربي أبناءنا على تحمل المسؤولية ومواجهة واقع الحياة.
عبير: عفواً هذه الحقيقة..وأنا فعلاً نادمة
كلام نسوان!
وكشفت «إسراء عبد الواحد» أن عبارات الندم «كلام نسوان» يعني بصراحة «فشة خلق» تقولها المرأة لتنفس بها عن نفسها من ضغوطات الحياة، وقد تسر بها إلى أختها أو والدتها أو صديقة أو قريبة خصوصاً بعد خلاف أو مشكلة مع زوجها؛ لتشعر بعدها بالراحة ثم تعود بعدها لمواصلة حياتها بطريقة عادية، لكن أن تظهر هذه المشاعر أو تتفوه بهذه العبارات لزوجها فهذا من «الغباء»؛ لأنه قد يحدث فجوة في علاقتها مع زوجها قد تتسع بحيث لا يمكن السيطرة عليها.
وتشير «سعاد الراضي» إلى أن عبارة الندم التي تقولها المرأة لزوجها لا تقصدها بالفعل، وإنما هي مجرد تعبير عن الغضب وقد تتلفظ بها المرأة في حالة الخلافات والمشاجرة الحادة لكن سرعان ما تتراجع عنها؛ بيد أن الزوجة الحكيمة لا يجب أن تتفوه بمثل هذه العبارات؛ لأنها تجرح الرجل وتهينه وقد يحتدم الخلاف بينهما بأن يرد الزوج ثأراً لكرامته المجروحة، ويلجأ للعناد، وتتفاقم الأمور بينهما إلى أن تصل لحد الطلاق.
زهرة: حياتنا الزوجية مملة ومبرمجة على الخلاف
نادمة..نادمة!
وتؤكد «عبير صالح» على أنها نادمة على اختيارها زوجها، وأنها تندب حظها كل يوم، ولولا الأطفال لتركته، فقد خُدعت هي وأهلها في هذا الزوج الذي أدعى أنه من أهل التقوى والصلاح، وبعد الزواج انكشف المستور؛ لتجد شخصاً مختلفاً كل ما يشغل باله السهر مع أصدقائه والسفر معهم، وهي والأولاد آخر اهتماماته، بل وحتى آخر ما يفكر فيه أن يوفر لهم احتياجاتهم المادة والمعنوية، وتضيف:»أتمنى أن يعود بي الزمن لأكون أكثر حرصاً وتدقيقاً في اختيار شريك حياتي لكن الندم لا ينفع، ولكن سيكون ذلك لي درساً في اختيار أزواج بناتي».
وقالت «فاطمة الجمعة»: «إن الحياة يجب أن لا تتأثر بأي مشكلة أو ضغط، وأن لا نتخذ عبارات الندم والسخط سمة للحياة؛ فالزوجة التي تتفوه أمام زوجها بهذه العبارات ناكرة للمعروف»، موضحة أنه قد تصل ضغوطات الحياة أحياناً لحد لا نستطيع معه التحمل؛ لكن ذلك ليس مدعاة لمثل هذه العبارات حتى في حالة الخلافات، بل يجب أن تتذكر المرأة الجانب الجميل والإيجابي من زوجها، ولا تضخم من سلبياته والكلام الجميل بين الزوجين دائماً يذيب أي خلاف.