ابوعيسى مدير
عدد الرسائل : 2692 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 22/04/2008
| | الثقافة الأمازيغية أحد روافد الحضارة المغربية | |
| نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بتعاون مع (جمعية 1200 سنة على تأسيس مدينة فاس), أخيرا, مائدة مستديرة حول خصائص وآفاق تنمية التراث الأمازيغي.
| |
| | وتناول هذا اللقاء, الذي شارك فيه عدد من رجال الفكر والثقافة والفنون, مجموعة من المحاور من ضمنها فنون التعبير الأمازيغي لما قبل التاريخ, مرورا بالجذور التاريخية للملكية بالمغرب, وأصناف المعمار الأمازيغي, والتعابير الموسيقية, وفنون الخزف, واللباس والحلي والطبخ المغربي عبر التاريخ.
وأكد أحمد بوكوس, عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية, أن الهدف من هذه التظاهرة العلمية هو التعريف بأهمية الثقافة الأمازيغية, باعتبارها أحد الروافد الأساسية للحضارة المغربية, دون إغفال مكوناتها الاقتصادية والاجتماعية وإمكانية المساهمة في تحديثها. وقال إن الثقافة الأمازيغية معين لاينضب, وأن تنوعها وغناها يتجسد في كونها تشمل كل مناحي الحياة ما جعلها جزء لايتجزأ من الثقافة الوطنية, التي ينبغي أن تحظى باهتمام كل المغاربة.
من جانبه, أبرز سعد الكتاني, المندوب السامي لـ (جمعية 1200 سنة على تأسيس مدينة فاس), أن تنوع خصوصيات الثقافة والهوية المغربية يقتضي التوقف عند كل مكوناتها العربية والأمازيغية والأندلسية والإفريقية, بالدراسة والتحليل ضمن الاحتفال بالتاريخ العريق للمملكة, الذي يشكل مصدر فخر بالنسبة لكل المغاربة.
وأضاف أن "الهدف بصفة عامة هو تملك الذاكرة الجماعية لتاريخنا العريق والاعتزاز بالهوية المغربية التي تستمد قوتها من روافدها المتعددة, التي جرى الاحتفال بجميع مكوناتها الحضارية سواء كانت علمية أو تربوية أو فنية, لأن الأمر في نهاية المطاف يهم الهوية المغربية في شموليتها".
وركز المشاركون في هذا اللقاء على أن الثقافة الأمازيغية بكل ما تزخر به من خصائص ومميزات, لم تكن منغلقة على نفسها, بل ظلت منفتحة دائما تتبادل التأثير مع محيطها منذ أقدم العصور, مؤكدين أن صمود هذه الثقافة في وجه تقلبات الأحقاب, يعود إلى ارتباطها الوثيق بمجموعات بشرية تنتجها وتعيشها باستمرار, وأن ضرورة النهوض بها, مسؤولية وطنية لأنه لا يمكن لأي ثقافة وطنية التنكر لأصولها وجذورها التاريخية.
ومن المعروف تاريخيا أن أساس سكان المغرب أمازيغي، واستقبل المغرب في حقب مختلفة مجموعة من القبائل العربية والأندلسية والإفريقية, التي توجد نسبة هامة منها اليوم في كل ربوع الوطن, وفق ما يؤكد الباحث في الثقافة الأمازيغية, موحى الناجي, الذي يرى أن الأمازيغ ساهموا منذ القدم في الحضارة المغربية وفي تسيير شؤون الدولة. لعبت الثقافة الأمازيغية دورا أساسيا في التطور الحضاري بشمال إفريقيا خلال العصور القديمة, ومن أهم المساهمات التي قدمها الأمازيغ مساهماتهم في مجال التعمير, الذي عرف في المغرب منذ القدم، وأيضا الكتابة, خصوصا حرف تيفيناغ, الذي استعمله الأمازيغ منذ آلاف السنين.
ويضيف الناجي أن النظام السياسي المعروف في التراث الأمازيغي, هو النظام الملكي "تاكليدت", المتجذر في تاريخنا, لأن المغاربة لم يعرفوا نظاما سياسيا غير النظام الملكي. و كانت المرأة الأمازيغية تحتل الصدارة في المجتمع، وكان مكان إقامة الأزواج والأبناء عند الأخوال، أما الأبناء فكانوا ينتسبون إلى الأم، و الطلاق كان بيد المرأة. ويوجد هناك أدب شفهي أمازيغي غزير من شعر وغناء, جرى توظيفه لمحاربة المستعمر الفرنسي شاركت في إبداعه النساء كما الرجال, ما يستدعي تدوينه للحفاظ عليه كموروث ثقافي وطني.
ويشير الناجي, إلى أن تأثير الأمازيغية على الدارجة المغربية واضح على جميع المستويات: المعجم، والنطق، والنبر والنحو. فهناك على سبيل المثال أسماء الحرف مثل تاخرازت, وتكزارت، وتخضارت، وتكباصت، إلى آخره من الصفات اللغوية وكلمات مثل فكرون، وزلاغ، وأيضا كلمات تسفاويت، وتقرنت، وتبوحاطيت, بل إن كلمة عربية في الأصل أخذت منها صياغة أمازيغية مثلا "الفلاس" وهو الشخص الذي كان يذهب للوديان ليبحث عن "الفلوس" فأصبحت "تفلاست" أي مهنة ".
هناك أيضا بعض المصطلحات في كلمات أمازيغية لها اصطلاح صناعي أو فلاحي، واستعملت في فاس لمعاني أخرى: "تعون "أنغون" وهي حديدة أو خشبة يجر بها المحراث ثم أصبحت "عون", الرجل الغليظ القفى أي الرجل الذي لا يحتمل، وكلمة "جغم" أي أخذ جرعة ماء و"جغموا" أي آكل له ماله, و"الكروم" هو ذلك المدلاج الذي يغلق الباب.
وأغلب أسماء الأماكن والمدن في المغرب أمازيغية مثل تافيلالت، وتاونات، وتيفلت، وتيزنيت، وإيفران، وإيمزورن، وتازة ـ إلخ, وأسماء الدروب والمحلات هي إما مرتبطة بولاة كدرب سيدي خليل, ودرب بنعداهم, أو بأسماء معينة لأماكن في الغالب أسماء أمازيغية, مثل درب أكوال الفوقي, وأكوال السفلي, أو تمسومانت وتمار وتيكندشت، وغيرها, هذا يعني أن الناس كانوا يرتاحون داخل محيطهم ولم يكن لديهم الوعي بأن هذه أمازيغية وهذه عربية، كانوا يرتاحون ويدمجون الكل.
ومن هنا, يؤكد الباحث موحى الناجي, ضرورة رد الاعتبار للأمازيغية والاهتمام بالدارجة المغربية, التي تجمع كل هذه المكونات. | |
| |
|