الجزائر تتحرك لوقف المواجهات بين جيش مالي والمتمردينالجزائر الحياة - 23/12/08//أطلقت الجزائر مساعيها مجدداً لتهدئة الوضع في شمال مالي، بعد تفجر المواجهات العسكرية بين متمردي الطوارق والجيش النظامي، وطلبت الجزائر من زعماء التمرد وقف إطلاق النار إلى حين الجلوس إلى طاولة الحوار في جولة جديدة.
وعلمت «الحياة» أن سفير الجزائر لدى مالي عبدالكريم غريب، الذي يقوم بدور الوساطة بين متمردي الطوارق والحكومة المالية، عاد إلى باماكو على جناح السرعة حيث كان يشارك في الجزائر العاصمة في دورة عادية لحزب الغالبية (جبهة التحرير الوطني) المنتمي إليه. وتسعى الجزائر في الساعات القليلة المقبلة إلى ترتيب جولة حوار جديدة قد تستضيفها عاصمتها أو في العاصمة الليبية طرابلس.
ولا يبدي زعيم «التحالف من أجل التغيير» في شمال مالي إبراهيم أغ باهنغا استعداداً كبيراً لمباشرة جولة جديدة من المفاوضات. وقال في اتصال هاتفي مقتضب مع «الحياة»، أمس، إن «الحكومة المالية هي مَنْ خرق الهدنة وشرعت في اعتقالات عرقية ضد عقلاء الطوارق في الشمال». وسئل عن شروطه لـ «تطبيع» جديد، فأجاب: «الأمر غير وارد في الظروف القائمة».
وأشارت مصادر مطلعة على الموضوع إلى أن طرفي النزاع، أي المتمردين والحكومة، رحبوا باقتراح ليبي يقضي بإطلاق معتقلين من الطوارق في مقابل العودة إلى مفاوضات جديدة. وعلم أن قيادات في «التحالف» موجودة في طرابلس حيث يجري الزعيم معمر القذافي جهوداً جديدة.
و ينص اتفاق الجزائر على أن تسحب الحكومة المالية قواتها العسكرية المنتشرة بكثافة في بلدات الطوارق (كيدال وتمبوكتو). ويرى المتمردون أن الجيش المالي «خرق» أحد بنود الاتفاق ما أدى إلى اندلاع المواجهات الأخيرة، عقب تقدمه شمالاً في عمليات قيل رسمياً إنها لمطاردة عناصر «القاعدة» في الساحل الإفريقي.