اسرائيل تغرق غزة في بحر من الدم
المستقبل - الاحد 28 كانون الأول 2008 - العدد 3176 - الصفحة الأولى - صفحة 1
رام الله ـ احمد رمضان والوكالات
لم تمنع حرمة يوم السبت جيش الاحتلال الاسرائيلي من ارتكاب مجزرة رهيبة راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى وأغرقت قطاع غزة مجدداً في بحر من الدماء، اذ شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات مكثفة استهدفت المقار العسكرية والأمنية لحركة المقاومة الاسلامية حماس التي توعدت برد قاس على هذا العدوان، واطلقت عددا من الصواريخ اسفرت عن مقتل اسرائيلية في احدى المستوطنات، في حين عمت تظاهرات الاحتجاج والتنديد المدن العربية والمخيمات الفلسطينية وسط ردود فعل رسمية عربية ودولية متفاوتة.
وبلغ عدد ضحايا المجزرة في حصيلة موقتة 230 شهيداً وأكثر من 400 جريح من بينهم العشرات من المعتقلين في سجون حماس التي تعرضت للقصف بينهم عشرات الاصابات الخطيرة.
وأكد مدير عام الاسعاف والطوارئ في غزة معاوية حسنين، أن عدد الشهداء بلغ 230 شهيداً و120 جريحا بجروح خطيرة والمئات بجروح تراوح بين متوسطة وطفيفة، موضحا ان نسبة كبيرة من الشهداء هم من المدنيين والنساء والاطفال.
وأشار إلى وجود نقص حاد في الادوية ومستلزمات الاسعاف الاولي وكافة العلاجات اللازمة للعمليات الجراحية العاجلة مناشداً الدول العربية واتحادات الاطباء ارسال الأدوية بشكل عاجل للقطاع المحاصر.
وقال إن غالبية الجرحى بحالة خطرة ولا يمكن نقلهم الى اي دولة عربية الا بعد استقرار وضعهم، مناشداً ارسال مروحيات خشية على حياتهم.
ولم يحمل بدء الحملة العسكرية الاسرائيلية أي مفاجاة، فسائر قادة اسرائيل من مدنيين وعسكريين ومنذ اعلان حماس التي تسيطر على قطاع غزة انتهاء التهدئة يهددون ويتوعدون بتلقين الحركة الاسلامية درساً لن تنساه، وانهم لن يسمحوا ببقاء سكان سديروت وغيرها من التجمعات السكانية الاسرائيلية في النقب الغربي تحت رحمة صواريخ غزة، واذا كان من مفاجاة فإنها تنحصر في امرين: الاول، فداحة حجم الضربة الاولى التي وصفها الناطق باسم الجيش الاسرائيلي بانها مقدمة، قائلا ان الجيش سيواصل محاربة ما اسماه "الارهاب" وفقا للتقويمات التي يجريها رئيس الاركان وأن العملية ستستمر وستتوسع كلما اقتضت الضرورة ذلك.
ولم يستبعد الناطق استهداف قيادات حركة حماس ضمن العملية العسكرية التي يقودها الجيش الاسرائيلي ضد قطاع غزة، مشيرا الى أن الاهداف التي كانت عرضة للضرب تشمل قيادات حماس ومعسكرات تدريب ومستودعات للذخائر اضافة الى "ناشطين ارهابيين" على ما قال. وأكد الناطق "ان من يمنح ملجأ للارهاب ويستضيفه في بيته ويستخدم أولاده ونساءه ليكونوا دروعا بشرية فهو ارهابي".
اما الامر الثاني فهو مدى الاستهتار الذي قابلت به الفصائل الفلسطينية في القطاع المحاصر هذه التهديدات، والنوم على حرير ان اسرائيل تخشى القيام بعملية عسكرية ، فيما وقائع التصريحات الاسرائيلية تجمع على انها عاقدة العزم على تأديب غزة ولكنها لن تعيد احتلاله، ما يفسر ارتفاع عدد الضحايا، الى درجة ان نحو خمسين من الشهداء سقطوا في احد معسكرات شرطة الحكومة المقالة اثناء حفل تخريج دفعة جديدة منهم بمن فيهم مدير الشرطة العقيد توفيق جبر.
واكد الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس ان "اسرائيل لن تعود الى قطاع غزة كقوة احتلال، ربما"، لكن كل شيء كان يشير الى انها لن تسمح بأي حال من الاحوال ان تتكرر تجربة "حزب الله" في جنوب لبنان. اكثر من ذلك، وعلى ذمة مصادر اعلامية اسرائيلية فإن هناك بوادر تشكيل لجنة تحقيق اسرائيلية جديدة للتحقيق في السماح لحركة حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى بالوصول الى حد تهديد العمق الاسرائيلي بصواريخها بما يشمل دائرة يقطن بها نحو 800 الف اسرائيلي .
واكثر من ذلك، ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيفي ليفني اعلنت يوم الخميس الفائت ومن القاهرة ان الوضع القائم على جبهة غزة سيتغير، مضيفة "كفى يعني كفى"، وعندما تقول هذا الكلام ومن القاهرة بالذات، فهذا يعني ان الرئيس المصري محمد حسني مبارك قد اخفق في اقناعها بعدم ارتكاب مجزرة جديدة بحق غزة واهلها، ومع ذلك ثمة من ابتلع ان اسرائيل تخشى القيام بعملية عسكرية كبرى تدمر فيها ما تسميه "البنية التحتية" لـ"لمنظمات الارهابية"، حتى ولو لم تقم باعادة احتلال قطاع غزة.
وقد اعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية قرر خلال جلسته الاخيرة الاربعاء القيام بعملية عسكرية لغرض وضع حد "للاعتداءات الصاروخية الفلسطينية".
وقالت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان المجلس عهد الى رئيس الوزراء ووزيري الخارجية والحرب بتحديد موعد ومكان الرد الاسرائيلي "في اعقاب انتهاك حماس شروط التهدئة والاعتداءات المستمرة على سكان جنوب البلاد".
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس ان العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة قد تستغرق وقتا. اضاف اولمرت للصحافيين "قد تستغرق وقتا وكل واحد منا يجب ان يكون صبورا ليمكننا اكمال المهمة. من المحتمل في الاجل القصير ان يرتفع عدد الصواريخ وان تصل ابعد من المعتاد".
وتعهد اولمرت العمل على منع حدوث "ازمة انسانية". وقال "نحن لا نحارب الشعب الفلسطيني" وانما حركة حماس متعهدا بـ"تفادي حدوث ازمة انسانية" في القطاع الذي يسكنه مليون ونصف المليون فلسطيني.
كما حذر أولمرت منظمات مسلحة في لبنان من مغبة إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، في إشارة إلى الكشف عن عدد من الصواريخ في جنوب لبنان كانت موجهة نحو الدولة العبرية.
من جهته اكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان العملية العسكرية سوف تتواصل وتتوسع وفقا لتقويمات الدوائر الامنية والعسكرية وتطور الاوضاع ميدانيا. واضاف اننا سنواجه فترة اختبار ليست بسهلة وليست بقصيرة. وشدد على "وجوب ابداء العزم والمواظبة حتى يتحقق التغيير المطلوب في الاوضاع بالجنوب".
وقالت الاذاعة ان حالة طوارئ قد اعلنت في القرى والمدن التي تبعد عشرين كيلومترا عن القطاع.
وقال التلفزيون الاسرائيلي امس ان الضربة الإسرائيلية على قطاع غزة هي ضربة افتتاحية وبداية لمعركة طويلة تم الإعداد لها مسبقاً. وأضاف "أن الجيش لن يبقى يبحث عن خلايا كتائب القسام وإنما سيضرب أهدافاً رئيسية لحماس ليضعف رغبة حماس في القتال".
ونقل التلفزيون الاسرائيلي عن جيش الاحتلال انه وضع قوات الجيش وقوات الإنقاذ ونجمة داود الحمراء في حالة استنفار قصوى في منطقة الجنوب المحيطة بالقطاع. وذكر أن غابي اشكنازي رئيس أركان الجيش يتابع شخصياً العملية على غزة وإن عشرات الأنواع من الطائرات العسكرية اشتركت في القصف على غزة مع إمكان توسيع العملية.
وقال المراسل العسكري للقناة العاشرة الإسرائيلية الون بن دود "هذه ليست حرب يوم أو يومين وهذه عملية ضد حماس وليست ضد المواطنين في غزه ولهدف حماس" حسب زعمه.
وأضاف التلفزيون أن العملية الإسرائيلية عملية متدحرجة وسيجري تقويم الأوضاع بعد كل موجة قصف لتقدير إمكان الاستمرار أو التوقف، ولكن التلفزيون الإسرائيلي أكد أنه من السابق لأوانه بان نتحدث عن نهاية العملية الحالية.
وأكد مراسل القناة الثانية الإسرائيلية اودي سيغل بان القرار بتنفيذ العملية الحالية اتخذ يوم الأربعاء وان باراك وليفني وأولمرت هم من اقروا الشروع بها اليوم "امس".
وفلسطينيا، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز امس الى "الوقف الفوري للعدوان" الاسرائيلي على قطاع غزة. وقال مصدر ديبلوماسي فلسطيني ان الجانبين "بحثا اخر المستجدات في الاراضي الفلسطينية وخصوصا العدوان الاسرائيلي اليوم على قطاع غزة واتفقا على ادانته بشدة ودعيا الى ضرورة الوقف الفوري لهذا العدوان". واضاف المصدر ان عباس دعا الملك عبد الله بن عبد العزيز الى اجراء اتصالات عاجلة مع الاطراف الدولية الفاعلة خصوصا الولايات المتحدة للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان عباس استعرض مع خادم الحرمين الشريفين كذلك "آخر تطورات الجهود المبذولة لاحياء الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني وجهود المصالحة التي تقودها مصر للمصالحة بين حركتي فتح وحماس".
وكان عباس وصل الى الرياض عصر امس وتوجه مباشرة الى روضة خريم، على بعد 40 كيلومترا جنوبي الرياض، للقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز.
واتصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرئيس الاميركي جورج بوش أمس بعد الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن غوندرو ان الملك عبدالله اتصل ببوش في مزرعته في تكساس، موضحاً ان الزعيمين ناقشا الوضع في الشرق الاوسط.
وحض الملك السعودي الرئيس بوش على "ضرورة ان يتحرك المجتمع الدولي وأن تتحمل الدول الكبرى مسؤولياتها من أجل وقف الهجوم الإسرائيلي وحماية أرواح الأبرياء وما يتبقى من بنية تحتية في المناطق الفلسطينية".
وكان الناطق اسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة قد اصدر بيانا ندد بالجريمة الاسرائيلية وطالب بوقف العدوان الاسرائيلي فوراً، فيما قال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن القيادة الفلسطينية تدعو إلى وقف العدوان على غزة فورا ودون إبطاء أو شروط، مشيرا إلى أن القيادة تجري اتصالات عاجلة مع الجهات العربية والدولية للتدخل الفوري لكي يتوقف العدوان بشكل عاجل.
واتهم رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية مساء امس اسرائيل بارتكاب "مجزرة. وقال هنية في بيان اذاعه تلفزيون الاقصى التابع لحركة حماس ومقره غزة ان فلسطين لم تشهد على الاطلاق مجزرة ابشع. واكد هنية أن المجازر الاسرائيلية البشعة ضد قطاع غزة التي ارتقى فيها المئات من الشهداء والجرحى لن تنال من عزائم الشعب. وقال في بيان وجهه للشعب الفلسطيني "نحن في أرضنا أرض غزة ولن نغادر أرضنا ولن نرفع الرايات البيضاء. يمكن أن يسقط المزيد من الشهداء والجرحى وأن يزداد عدد الثكالى والأيتام، ولكن لن تسقط غزة في حُفر الهزيمة". أننا نعرف أن هذه الهجمة البربرية وهذا الغدر الصهيوني، ما هو إلا لأننا رفضنا أن نتنازل عن فلسطين والقدس وعودة اللاجئين وتمسكنا بتحرير أسرانا من سجون الاحتلال".
احتجاج ومواجهات
وقد انطلقت في معظم مدن الضفة الغربية تظاهرات احتجاج منددة بالمجزرة الاسرائيلية ، كما نظمت حملات التبرع بالدم. وأصيب عدد من الشبان في مواجهات مع جيش الاحتلال في مواقع متفرقة من الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس.
وفي مدن رام الله ونابلس والخليل وطولكرم , انطلقت مسيرات تطالب الرئاسة الفلسطينية بالعمل لوقف المفاوضات مع اسرائيل الدخول فى حوار جدي لانهاء الانقسام بين الضفة والقطاع.
اما على خط الجهود الدولية والعربية، فقد دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى وقف فوري للعنف في "جنوب اسرائيل وقطاع غزة.
وتظاهر مئات نشطاء السلام الإسرائيليين في تل أبيب مساء أمس احتجاجا على الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة وطالبوا حكومتهم بوقف ما وصفوه بـ"جرائم الحرب" و"إبادة شعب" في غزة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية ان المتظاهرين الذين رفعوا شعارات كتب فيها "حكومة إسرائيل ترتكب جرائم حرب"، اشتبكوا مع قوات الشرطة التي اعتقلت خمسة منهم.
وقالت الامم المتحدة في بيان نشر على موقعها على الانترنت "الامين العام يشعر بقلق بالغ بسبب العنف البالغ وسفك الدماء في غزة واستمرار العنف في جنوب اسرائيل."
اضاف "مع الاعتراف ببواعث القلق الامنية لاسرائيل ازاء استمرار اطلاق الصواريخ من غزة"، فان بان كي مون يدين" الاستخدام المفرط للقوة (من جانب اسرائيل) بما يؤدي الى مقتل واصابة مدنيين." واوضح البيان "الامين العام يشعر بقلق بالغ بسبب العنف البالغ وسفك الدماء في غزة واستمرار العنف في جنوب اسرائيل." ودان بان ايضا "الهجمات الصاروخية المستمرة من النشطاء الفلسطينيين".
ودانت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي في بيان امس "الاستخدام غير المتكافىء للقوة"، داعية الى "الوقف الفوري" لـ"القصف الاسرائيلي" على قطاع غزة و"اطلاق الصواريخ من غزة" على اسرائيل.
وقال البيان ان رئاسة الاتحاد الاوروبي "تعرب عن بالغ قلقها من تصاعد وتيرة العنف في قطاع غزة وتأسف لسقوط عدد كبير جدا من الضحايا المدنيين".
ودعت روسيا اسرائيل الى وقف "العملية الواسعة النطاق" ضد غزة وحركة حماس الى وقف عمليات اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية. وجاء في بيان الخارجية "ان موسكو ترى من الضروري ان تتوقف فورا العمليات الواسعة النطاق ضد غزة التي تسببت حتى الان بسقوط العديد من الضحايا والحقت معاناة بالشعب الفلسطيني". اضاف "ندعو في الوقت نفسه قيادة حماس لوقف اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية".
وقال البيت الابيض في بيان ان "الهجمات الصاروخية المستمرة لحماس على إسرائيل يجب أن تتوقف حتى ينتهي العنف. يتحتم على حماس إنهاء أنشطتها الإرهابية إذا أرادت أن تلعب دورا في مستقبل الشعب الفلسطيني.تحض الولايات المتحدة إسرائيل على تفادي إسقاط ضحايا مدنيين وهي تستهدف حماس في غزة."
في لندن قالت الخارجية البريطانية ان "الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم في غزة تكون عبر وسائل سلمية. بينما نتفهم التزام الحكومة الإسرائيلية حماية شعبها نحض على ضبط النفس لأقصى درجة لتفادي سقوط المزيد من الضحايا من المدنيين. "ندعو أيضا المتشددين في قطاع غزة إلى وقف على الفور كل الهجمات الصاروخية على إٍسرائيل".
في باريس، جاء في بيان رسمي ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بوقف فوري لاطلاق الصواريخ على اسرائيل وللقصف الاسرائيلي في غزة ويدعو كل الاطراف الى استخدام ضبط النفس."
الموقف العربي
وعربيا، اعلن عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية امس ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا في القاهرة اليوم لاتخاذ موقف موحد. واوضح موسى للصحافيين ان ليبيا الدولة العربية الوحيدة بمجلس الامن ستسعى في الوقت نفسه الى عقد اجتماع عاجل للمجلس.
واضاف موسى أنه كان يجري محادثات لإجراء اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين امس تمهيدا لاجتماع آخر لكنه بعد أن جاءه طلب الأردن بصفة عاجلة "تقرر عقد اجتماع وزراء الخارجية لبحث الموقف فى غزة والعدوان الخطير هناك وتجرى مشاورات الآن لعقد هذا الاجتماع."
وأعربت المملكة العربية السعودية عن ادانتها ورفضها الشديد للعدوان الاسرائيلي السافر ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وذكر مصدر مسؤول في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السعودية ان المملكة تقوم باتصالاتها العاجلة لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية الدامية ضد الأشقاء في فلسطين.
وعبر المصدر عن ترحيب السعودية بأيّ لقاء عربي سريع للنظر فيما يتوجب على العرب القيام به تجاه المجازر التي ترتكبها إسرائيل.
في عمان، طالب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إسرائيل بوقف جميع العمليات العسكرية ضد القطاع وإنهاء المعاناة الكارثية التي جلبها العدوان والحصار على الأبرياء في قطاع غزة، محذرا من أن العنف لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة ولن يجلب الأمن لإسرائيل.
وفي القاهرة ، قال الرئيس المصري حسني مبارك ان "مصر دانت الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة. وسوف تواصل إتصالاتها لتهيئة الأجواء المواتية لإستعادة التهدئة وتحقيق الوفاق بين الفصائل الفلسطينية."
وفي مسقط، قال وزير الاعلام العماني الذي تستضيف بلاده قمة مجلس التعاون الخليجي الاثنين والثلاثاء، ان التطورات في غزة حيث نفذت اسرائيل غارات جوية اودت بحياة حوالى مئتي شخص ستفرض نفسها بقوة على القمة.
في دمشق، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي قوله ان سوريا "تتابع بقلق كبير العدوان الاسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة وتدين هذه الجريمة الاثمة".
وقالت الوكالة ان "سوريا دعت باعتبارها رئيسة للقمة العربية حاليا القادة العرب الى عقد قمة عربية طارئة لبحث الوضع الخطير في غزة"، في اتصالات اجراها الرئيس السوري بشار الاسد.
واوضحت ان الاسد دعا في اتصالات هاتفية امير قطر حمد بن خليفة ال ثاني والرئيس الليبي معمر القذافي والرئيسين السوداني عمر حسن البشير واليمني علي عبد الله صالح الى "عقد قمة عربية طارئة لبحث الوضع الخطير في غزة وسبل صد العدوان الاسرائيلي عن ابناء الشعب الفلسطيني". وتظاهر الاف الفلسطينيين في مخيم اليرموك (10 كلم جنوب دمشق) احتجاجا على قصف اسرائيل لقطاع غزة. ورفع المتظاهرون اعلام الفصائل الفلسطينية وشعارات تندد وتستنكر القصف الاسرائيلي. وقال شهود لوكالة فرانس برس ان "المتظاهرين هتفوا شعارات تندد بالسلطة الفلسطينية التي يرئسها محمود عباس".
اليومية
