اللجنة المشرفة على المنتديات الوطنية للديمقراطية وهى تستمع لكلمة يلقيها رئيس المجلس العسكرى الحاكم الجنرال محمد ولد عبد العزيز (الأخبار)

تعهد رئيس المجلس العسكرى الحاكم فى موريتانيا الجنرال محمد ولد عبد العزيز يوم السبت 27-12- 2008 باحترام المجلس العسكرى الذى يضم قادة المؤسسة العسكرية والأمنية بالنتائج التى سيتوصل إليها أغلبية المشاركين فى الأيام الوطنية للتشاور داعيا المعنيين الى تحديد السبل الكفيلة بمنع انحراف المؤسسات الدستورية فى البلاد كما حصل في عهد الرئيس المخلوع وفق تعبيره.

وقال ولد عبد العزيز إن المشاركين فى المشاورات هم من سيحدد المرحلة القادمة وإن الجيش لن يتدخل مذكرا باختيار شخصية محايدة للإشراف على المنتديات العامة للديمقراطية .
وقال ولد عبد العزيز الذى كان يتكلم أمام المئات من المشاركين فى المنتديات العامة للديمقراطية إن الهدف الذى ينبغى أن يركز عليه المشاركون هو تحديد الجدول الزمنى للإستحقاقات القادمة والعمل على مراجعة الأمور التى قد تشكل فى المستقبل عقبة أمام المسار الديمقراطى معولا على شركاء موريتانيا فى التنمية كداعمين للمسار الذى سيقره الموريتانيون فى الأيام القادمة.

وقال ولد عبد العزيز الذى يحظى بمعارضة قوية من قبل الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المناوئة للإنقلاب إن الحل بأيدى الموريتانيين والحوار هو الوسيلة الوحيدة القادرة على تجسير الهوة بين الفرقاء السياسيين.

وقد حضر حفل الإنطلاقة أعضاء المجلس العسكرى الحاكم وأعضاء الحكومة ورئيس مجلس الشيوخ والنائب الأول لرئيس الجمعية الوطنية وزعيم المعارضة الموريتانية بالإضافة إلى بعض الدبلوماسيين الغربيين والعرب أبرزهم السفير الألمانى بموريتانيا،بينما كان لافتا مقاطعة رئيس المجلس العسكرى للعدالة والديمقراطية العقيد اعل ولد محمد فال وبعض المقربين منه وهو ماعزاه البعض إلى الخلاف القائم بينه وبين العسكريين الذين قادوا معه انقلاب الثالث من أغشت 2005 الذى أنتهى بمرحلة انتقالية قال المراقبون إن الإنتخابات الرئاسية التى أفرزتها كانت شفافة ونزيهة .

وهذا نص الخطاب الذى ألقاه رئيس المجلس العسكرى الحاكم :

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم

السادةالرؤساء،
السادة أعضاء المجلس الاعلى للدولة،
السيد الوزير الاول ،
السيد رئيس المعارضة الديموقراطية،
السادة الوزراء،
السادة والسيدات البرلمانيون ،
السادة والسيدات المنتخبون ،
السادة السفراء وممثلوالهيئات الدولية،
السادة والسيدات ممثلو هيئات المجتمع المدني،
ايها السادة، ايتها السيدات،
ان اللقاء الذي يجمعنا اليوم يشكل بداية منعطف مهم من تاريخ مسارنا الديموقراطي، اذ يعطي الفرصة للشعب من خلال ممثليه الشرعيين في البرلمان والبلديات وفي الاحزاب السياسية والمجتمع المدني لتدارس وضعيتنا السياسية الراهنة وتحديد الاليات الضرورية لتنظيم انتخابات رئاسية ديموقراطية شفافة.
ويقتضي الامر هنا منكم انتم المشاركين في المنتديات العامة للديموقراطية البحث عن مكامن الضعف في نظامنا الديموقراطي الفتي وما يعيقه من نواقص لمواءمته مع وضعنا السياسي والاجتماعي والثقافي تفاديا في المستقبل لاخطاء الماضي وعلى وجه الخصوص انزلاق رأس الجهاز التنفيذي كما وقع في فترة النظام السابق ويتطلب كذلك تحديد مدة الفترة الانتقالية وموعد الانتخابات الرئاسية القادمة.

ايها السادة ايتها السيدات،
ان تدارس هذه القضايا وما سترون ضروريا طرحه على بساط البحث خلال هذه المنتديات يتطلب مستوى رفيعا من المسؤولية والوعي بأهمية المرحلة التي يجتازها البلد نحو ترسيخ الممارسة الديموقراطية السليمة وسد الباب أمام كل ما من شأنه ان يعرقل مسيرتنا نحو التقدم والنمو.
لهذا أرجو ان يتحلى كل واحد منكم بروح المسؤولية وأن تعوا ما تتطلبه التحديات الراهنة من تضحيات وما يعلقه الشعب من آمال على نتائج مشاوراتكم ونقاشاتكم طيلة الايام التي تجمعكم هنا.
وأود هنا في هذا المقام أن أؤكد من جديد التزام المجلس الاعلى للدولة أمامكم وأمام الشعب باحترام القرارات والتوصيات التي ستتفق عليها أغلبية المشاركين في هذه المنتديات المفتوحة أمام كل الفاعلين السياسيين في البلد دون أي تمييز أو اقصاء.

ايها السادة ايتها السيدات،
ان الاوضاع السياسية التي يعيشها البلد الان ليست سوى مرحلة من مراحل مسيرتنا الديموقراطية، نرجو ان تثري تجربتنا وأن نتمكن خلالها من رسم نهج ديموقراطي قويم يخدم مصلحة الوطن والمواطن. ولكي يتحقق ذلك فمن الضروري ان ننظر الى الامور نظرة موضوعية وان نتحلى بروح الانفتاح والتسامح، وفي هذا المضمار فاننا نعول من باب الاخذ والعطاء على تفهم اشقائنا واصدقائنا عبر العالم للطريقة التي نعالج بها قضايانا الداخلية.
ومهما يكن من أمر فان خروج البلد من الوضعية الراهنة لايعتري سوى استعداد الموريتانيين للحوار الجاد والصريح، وعلى الفاعلين السياسيين ان يعطوا مثالا حسنا في هذا المجال.
وفي الاخير أرجو لكم التوفيق ولاعمالكم النجاح، وأعلن افتتاح المنتديات العامة للديموقراطية.
وأشكركم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته